ترويج المشاهير للسياحة الخارجية.. الجهل أفدح من التعمد

  • 8/12/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن طرقوا كل الأبواب، سواء ما تعلق منها بتخصصهم ونشاطهم وتجربتهم، أو ما أقحموا أنفسهم فيه عنوة دون دراية أو معرفة أو سابق تجربة، طرق بعض المشاهير أبواب الترويج للسياحة الخارجية، وأفتوا كثيرا فيما لا يعرفون، ونشطوا حساباتهم عبر هذه البوابة بعد فتح باب السفر إلى عدد من الدول بعد إقفال طويل فرضته ظروف كورونا. وتباينت ردود الأفعال تجاه تصرفات هؤلاء المشاهير الذين دخلوا عبرها على خط المرشدين السياحيين المتخصصين، ومكاتب السياحة التي تنظم رحلات وبرامج للراغبين، مستعينة بمتخصصين وبتجارب عدة مرت بها سابقا، ناهيك عن صفتها كمرجع يمكن العودة إليه حال حدوث أي خلاف حول البرنامج وتفاصيله. ودأب عدد من المشاهير على الالتقاء بأفراد من السعوديين أو العرب في بلاد المقصد السياحي وتلقوا منهم المساعدة سواء في الدلالة على الأماكن التي تستحق الزيارة السياحية أو حتى التي توفر عليهم صعوبة التعامل مع لغة البلد المضيف، لكنهم بدأوا يروجون لهؤلاء ويطلبون التعامل معهم ويؤكدون أنهم قادرون على استقبال الأفراد والعائلات وتأمين حجوزاتهم وبرامجهم السياحية تاركين المختصين والمكاتب السياحية جانبا، في وقت لا يكون فيه أولئك الذين تم النصح بالتعامل معهم قادرين على القيام بأعباء هذا الأمر. الترويج لدول بعينها خلال الفترة الماضية، ومنذ صدور قرار السماح بالسفر إلى بعض الدول، نشط بعض مشاهير السوشال ميديا في الترويج لدول بعينها، ولعل في مقدمتها أوكرانيا، مستغلين تسهيل إجراءات السفر إليها، لكن مختصين انتقدوا تهافت هؤلاء المشاهير، وقالوا لـ«الوطن» إن «دخول المشاهير في المجال السياحي لم يقدم فائدة، ولم يوفر للسائح المحلي الزائر لتلك البلاد ما يحتاجه من معلومات، بل قدموا خدمات سيئة ومضللة، وركزوا أحيانا على جمال بعض المناطق دون أن يقدموا النصائح اللازمة للسائح مثل اللغة والمتطلبات التي يحتاجها لسياحة مريحة». يقول فهد الفاضل، وهو مالك إحدى الوكالات السياحية «يرافق أحد المشاهير رحلة سياحية تنظمها شركة ما، ابتداء من الخروج من البلد لعدم معرفته بالدولة التي يزورها، وهناك وبعد يومين أو ثلاثة يتعرف على أحد الطلاب الدارسين في تلك البلد أو أحد المهاجرين إليها ممن يتحدثون العربية، ويرافقه على حسابه مقابل بعض الترجمة والأفلام التي يعدها المشهور في ذاك البلد، وهنا يبدأ المؤثر أو المشهور بالتسويق لهؤلاء الذين ساعدوه بالترجمة من مهاجرين وطلاب، وينصح بالتواصل معهم، مع نسف جهود المكتب، وتجاهل ذكره، وهنا يتواصل السياح مع المهاجر أو الطالب بدل تواصلهم مع المكاتب السياحية لترتيب أمور السفر والحجوزات، وهنا نتساءل ما الفائدة من تسويق هؤلاء المشاهير لأفراد قد لا يقومون بواجبهم، ولا يمكن محاسبتهم، وقد تقع أحداث ضد السائح من أبناء البلد دون أن يتمكن هؤلاء من مساعدته». معلومات مغلوطة يوضح عادل الحملي أنه اكتشف بعد سفره، أخيرا، إلى إحدى الدول التي سمح بالسفر إليها هذا الصيف، والتي شهدت ترويجا غير عادي من قبل بعض المشاهير، أن المعلومات التي نقلها بعض المشاهير عن ذاك البلد مغلوطة للأسف، وقال «هناك سائحون تم استغلالهم وخسروا مبالغ طائلة، ولم يكتشفوا ذلك إلا بعد فترة، نظراً لتعاملهم المباشر مع أحد المهاجرين، دون وجود مرشد سياحي معهم يتحدث لغات البلد الذي سافر إليه». وتابع «شاهدت عددا من السياح ممن اتبعوا نصائح بعض المشاهير وذهبوا دون اتفاق مع مكاتب سياحية أو مرشدين سياحيين، مفضلين التنقل عبر إحدى وسائل التنقل (السكوتر)، والذي نصحهم به أحد المشاهير، لكنهم واجهوا عددا من المشاكل في الفنادق والمطاعم نظراً لضعف تحدثهم باللغة الإنجليزية خصوصا في بلدان لا تتحدثها، الأمر الذي يصعب على السائح التعامل والتفاهم مع أهلها، وقد يعرضه أيضا للاستغلال نتيجة الجهل». وأكمل «أنصح أي سائح قبل سفره إلى أي دولة بالبحث والإطلاع ومعرفة لغة الدولة ومعرفة السلبيات والإيجابيات، والتحسب للتعامل مع بعض السلبيات على سبيل المثال مشكلة عدم التحدث باللغة الإنجليزية، حيث عليه هنا إيجاد حل لها بالاتفاق مع مكتب سياحي أو مع مرشد سياحي عربي ‏موثوق في نفس البلد». وأكمل «كما أنصح بعدم اتباع بعض ‏المشاهير الذين يستغلون متابعيهم ‏ويقومون بنقل معلومات مغلوطة، خصوصا أن هدفهم الأول الاستفادة من الإعلانات بغض النظر عن استفادة المتابعين من عدمها، علماً أن هناك بعض المشاهير قاموا بنشر معلومات صحيحة وتوجيه بعض النصائح للسياح وهم معروفون في السوشيال ميديا». سهولة الإجراءات اعتاد السعوديون على وجهات سياحية محددة، لكن تفشي كورونا وصعوبة الإجراءات في التعامل معه في بعض هذه الوجهات جعلتهم يبحثون عن وجهات جديدة لم تكن في حسبانهم، وبرزت أوكرانيا من بين هذه الدول، خصوصا مع اهتمامها بالمنتجعات السياحية والترفيهية والمراكز العلاجية، وطبيعتها الجميلة وطقسها الملائم، وعدم اشتراطها تقديم فحص (بي.سي.آر) للكشف عن فيروس كورونا أو إجراء اختبار سريع عند الوصول، ولعدم احتياجها لتأشيرة دخول من السعوديين. لكن مع هذا الإقبال، بدأ الاستغلال، فارتفعت أسعار غرف الفنادق التي يقيم بها السياح العرب 4 مرات. وارتفعت أعداد السياح السعوديين إلى أوكرانيا حسب توقعات رابطة السياحة الأوكرانية، إلى 3500 سعودي يوميا بالمقارنة مع 4000 سائح في العام الماضي بأكمله. وفي يونيو أطلقت شركة طيران «ناس» السعودية رحلة جوية يوميا بين الرياض وكييف، وإلى مدينة لفيف أكبر مدن غرب أوكرانيا، حتى أن مدير فندق بانك في لفيف أكد أن 60 من غرف فندقه الـ100 يشغلها سعوديون. لكن هذا الإقبال جوبه كذلك بارتفاع في عمليات الاستغلال للعرب، فثمة قائمة طعام تتعامل بها بعض المطاعم، إحداها للسياح العرب والأخرى للمواطنين، كما أن تكاسي النقل من خلال التطبيقات تفرض أسعارا حسب أسماء المسجلة في التطبيق. كل هذه الأمور وغيرها ذكر بعض المشاهير أنباء عنها وحذورا منها، لكن كثيرين منهم اعتمدوا الترويج والتغاضي عن كل هذه المشكلات فيما يمكن تسميته تضليلا إما للجهل أو التعمد. - مشاهير يروجون للسياحة الخارجية دون معرفة - ينصحون السياح بالتعامل مع أفراد بلا صفات رسمية - يتجاهلون أهمية مرجعية المكاتب السياحية - قلة منهم يحذرون من عمليات استغلال للسائح السعودي - مضاعفة أسعار الإقامة الفندقية عدة مرات - قائمة طعام بأسعار للسائح تختلف عنها للمواطن في البلد المضيف - ارتفاعات مضاعفة في أجور النقل بتطبيقات التكسي اعتمادا على أسماء الركاب

مشاركة :