أغار الطيران الحربي التركي، الجمعة، على مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال محافظة دهوك العراقية. وقال شهود عيان، وفق ما أوردته وسائل إعلام، إن الطائرات الحربية التركية، شنت خمس ضربات بمحيط قرية سركلي التابعة لناحية ديرلوك بقضاء العمادية. وأردف الشهود أن أعمدة الدخان ارتفعت من مكان القصف الذي تتواجد فيه مقار لعناصر حزب العمال منذ سنوات. وتقول أنقرة إن حزب العمال الكردستاني يستخدم المناطق الجبلية في إقليم كردستان نقطة انطلاق لعملياته، منذ عقود ضد تركيا . ويشن الجيش التركي باستمرار عمليات عبر الحدود وغارات جوية على قواعد حزب العمال الكردستاني داخل عمق إقليم كردستان، وعلى الشريط الحدودي مع العراق. وقتل مدني الجمعة برصاص الجيش التركي في منطقة زاخو الحدودية مع تركيا في إقليم كردستان في شمال العراق، خلال اشتباكات مع حزب العمال الكردستاني اندلعت فجراً، على ما أفاد مسؤول محلي وكالة فرانس برس. يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان أنقرة عن مقتل جندي تركي الخميس في شمال العراق جرّاء هجوم بقذائف الهاون، ملقية باللوم في ذلك على مقاتلي حزب العمال الكردستاني، فيما أكدت أنها "قامت بالرد فوراً وتم تحييد ثلاثة إرهابيين"، موضحة أن الهجوم وقع في منطقة قريبة من الحدود التركية. وقال المسؤول وهو مدير ناحية كاني ماسي في قضاء زاخو في محافظة دهوك، إن الرجل ويدعى "إبراهيم حسن من قرية دشيش التابعة للناحية، سقط ضحية طلقة نارية من قبل الجيش التركي فيما كان يتفقد مزرعته في القرية". وبحسب المسؤول المحلي في زاخو، فإن المقاتلات التركية تشنّ منذ الفجر غارات في المنطقة. وأوضح أن الرجل كان نازحاً من "القرية التي أخليت من سكانها قبل أكثر من شهرين بسبب الاشتباكات المسلحة بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني". وهذه القرية واحدة من عشرات القرى التي نزح أهلها على خلفية عملية "مخلب البرق" العسكرية التركية في 23 أبريل في دهوك لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً من أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وبالإضافة إلى المدني الذي قتل الجمعة، أصيب منذ أبريل، خمسة مدنيين بجروح في دهوك، آخرهم قبل أيام في منطقة دركار الحدودية في زاخو جراء العمليات التركية، وفق ما أفادت عائلته. وقتل ثلاثة أشخاص في يونيو بقصف على مخيم للاجئين خارج إقليم كردستان، بينهم قيادي كبير في حزب العمال الكردستاني، بحسب أردوغان. وتستخدم تركيا خصوصاً في هجماتها ضد التنظيم، الطائرات المسيرة التي تصل أيضاً إلى منطقة سنجار جنوب دهوك القريبة من الحدود مع سوريا ما حال دون عودة آلاف النازحين الأيزيديين الذين تهجروا نتيجة ممارسات تنظيم داعش بين 2014 و2017، إلى منازلهم. وتحتج بغداد باستمرار على القصف التركي، لكن أنقرة تؤكد أنها "ستتولى أمر" حزب العمال الكردستاني في هذه المناطق في حال "لم تكن بغداد قادرة على ذلك". وتلقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام دعوةً للمشاركة في مؤتمر إقليمي ينظم في بغداد نهاية أغسطس، بالإضافة إلى عدد من قادة الدول المجاورة الأخرى، لكن من غير الواضح بعد ما إذا كانت عمليات أنقرة العسكرية في شمال العراق مطروحةً للنقاش خلاله أو لا.
مشاركة :