رصد العلماء أحد أكثر الكائنات غموضا وصعوبة المنال في أعماق البحار، قبالة ساحل كاليفورنيا، في اكتشاف رائع لم يشاهد مثله منذ 18 عاما. وشوهدت أنثى سمكة الحوت البرتقالية الزاهية (رتبة صغيرة من الأسماك شعاعيات الزعانف تعيش في أعماق البحر Cetomimiformes) وهي "نصف تسبح، ونصف مزلقة" عبر وهج أضواء غواصة على عمق نحو 6600 قدم (2013 مترا) قبالة شاطئ خليج مونتيري، كاليفورنيا. وكانت سمكة الحوت هذه، واحدة من أصل 18 سمكة من نوعها فقط شاهدها علماء الأحياء البحرية من معهد أبحاث الأحياء المائية بخليج مونتيري. وكتب معهد أبحاث الأحياء المائية بخليج مونتيري على "تويتر": "نادرا ما شوهدت أسماك الحوت حية في الأعماق، لذلك لا يزال هناك الكثير من الألغاز المتعلقة بهذه الأسماك الرائعة. مع كل غوص في أعماق البحار، نكتشف المزيد من الألغاز ونحل البعض الآخر". Whalefish have rarely been seen alive in the deep, so many mysteries remain regarding these remarkable fish. With each deep-sea dive, we uncover more mysteries and solve others. pic.twitter.com/D3V5JEBUZ7 — MBARI (@MBARI_News) August 6, 2021 وكانت سمكة الحوت، التي لوحظت لأول مرة في عام 1895، لغزا طويلا للمجتمع العلمي بسبب أشكال الجسم المختلفة التي تتخذها خلال حياتها. ووصفت سمكة الحوت الأولى من قبل عالمين من مؤسسة سميثسونيان لاحظا وجودها على عمق 3280 قدما على الأقل تحت سطح المحيط. وأطلق العلماء على السمكة المكتشفة اسم "سمكة الحوت" نظرا لمظهرها الشبيه بالحوت، لكن هذا لم يكن سوى بداية لغز المخلوق متغير الشكل. وتبدأ السمكة بما يسمى "الذيل الشريطي"، وهي مرحلة اليرقة حيث تمتلك السمكة الخالية من القشور ذيلا طويلا وفما مقلوبا. وتمر سمكة الحوت بتحول مذهل عندما تصل إلى سن الرشد، لكن النتيجة تعتمد على جنسها. بالنسبة للذكور، يتشكل قشر السمك على طول أجسامها، ويختفي عظم الفك ويظهر أنف كبير في المقدمة بينما يختفي الذيل، وفقا لتقارير نشره موقع "لايف ساينس". كما يشهد داخل أجسامها تحولا كاملا، حيث يختفي المريء والمعدة وتحل محلهما أعضاء جنسية وكبد عملاق، ولذلك، يبتلع ذكر سمكة الحوت القشريات حية وكاملة، ويبقيها في جسمه لتوليد الطاقة. ومن ناحية أخرى، تتحمل أنثى الحوت تغيرات أقل من نظيرها الذكر، حيث تطور جسما مشابها للحيتان البالينية، وهو ما لاحظه علماء سميثسونيان منذ أكثر من قرن، وهي أكبر بكثير من الذكر. وتأتي الأنثى في مجموعة من درجات اللون البرتقالي والأحمر المذهلة، في حين أن الذكور يكون لون برتقاليا فقط. والتحولات المختلفة هي التي دفعت العلماء إلى مطاردة هذا النوع لأكثر من قرن، وعثرت فرق البحث على الأسماك في مراحل مختلفة وافترضت أنها كانت عينة جديدة تماما. ومع ذلك، لم يكن الأمر كذلك حتى عام 2003، عندما قام العلماء اليابانيون بتحليل الحمض النووي لسمك tapetail وسمك الحوت، ما كشف أن هاتين السمكتين المختلفتين تماما كانتا متطابقتين تقريبا في جين واحد محدد، ما قد يعني أنها تنتمي إلى نفس النوع. وقال عالم الأسماك بمؤسسة سميثسونيان، ديف جونسون، في بيان: "هذا اكتشاف مثير للغاية". ولا يُعرف سوى القليل عن عادات هذه الأسماك، لكن العلماء يعتقدون أن أسماك الحوت تهاجر لمسافة تصل إلى 2000 قدم (600 متر) تحت سطح البحر لتتغذى بواسطة ضوء النجوم، وتتراجع إلى الأعماق الآمنة مع اقتراب النهار. المصدر: ديلي ميل تابعوا RT على
مشاركة :