الصحافة الغربية: تجارة الصين الإلكترونية تدفع تعافي الاقتصاد العالمي

  • 8/13/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

13 أغسطس 2021 /شبكة الصين/ نشرت المجلة الاقتصادية الأمريكية المعروفة "Wired" مقالا مفاده أن شركات التجارة الإلكترونية الصينية نجحت في تحقيق تنميتها الخاصة، كما ساعدت المزارعين على التخلص من الفقر من خلال تشجيعهم على استخدام الأدوات الرقمية وغيرها من برامج "مساعدة المزارعين". ونشرت CNN تقريرا مصورا أظهر بالتفصيل مشاهد البث المباشر للسلع وكيفية جعلها رائجة وشائعة في الصين. وقد أصبح هذا النموذج الجديد للبث المباشر "رمزا شعبيا" جديدا للإنترنت في الصين. ووفقا لتقرير "جينغ ديلي" الأمريكي، ففي السنوات العشر الماضية، اختفيت الكليشيهات المكررة حول دخول الصين مجال التجارة الإلكترونية عن طريق نسخ نموذج وادي السيليكون والترويج له إلى الأبد. واليوم، من هوس البث عبر الإنترنت إلى خدمة العملاء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، يعمل النموذج الصيني المبتكر على تشكيل التجارة الإلكترونية العالمية، مما يقدم لمحة عن الشكل المستقبلي للتسوق. وأشارت وسائل الإعلام الأجنبية إلى أن الابتكارات الأربعة في الصين هي: أولا، "التسوق هو الترفيه" أو "المشاركة في وقت التنافس"؛ ثانيا، "الإدمان مفيد للمبيعات"؛ ثالثا، "أخلق مهرجان التسوق الخاص بك"؛ وأخيرا، "التسوق لا يتوقف أبدا" أو "الخدمة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع". ومقارنة بالدول المتقدمة، لم تبدأ صناعة الإنترنت في الصين مبكرا، إلا أنها وصلت حاليا إلى مستوى متقدم في مجال التجارة الإلكترونية بفضل المزايا والخصائص الفريدة للصين. وفي الواقع، إذا نظرنا إلى الأنماط الأربعة المذكورة أعلاه التي أشارت إليها وسائل الإعلام الأجنبية من زاوية أخرى، فسنحصل على نتائج أكثر إثارة للاهتمام. فمفهوم "التسوق هو الترفيه"، هو نموذج لإثراء بيئة الاستهلاك من خلال دفع الاستهلاك القائم على التسلية والترفيه، وإضعاف السلوك الفردي للتسوق، وجعل الناس على استعداد للدفع من خلال الاستهلاك التجريبي، والذي يمثل أيضا اتجاه تطور مهم لصناعة الخدمات في المستقبل. أما "الإدمان مفيد للمبيعات" و"الخدمة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع"، فيعملان أيضا على تمديد الحد الزمني للتسوق وإثراء تجربة التسوق. فيما يعتمد مفهوم "خلق مهرجان التسوق الخاص بك" على أساس السوق الاستهلاكية الضخمة في الصين لتحقيق الإصدار المركزي لتكتل الموارد، وهو أمر مهم لزيادة انفتاح السوق العالمية وزيادة تأثير السوق المحلية. ويشمل نموذج تطوير التجارة الإلكترونية في الصين ميزات فريدة أخرى منها: أولا، تكامل التجارة الإلكترونية والإنتاج المادي. فعلى سبيل المثال نجد نموذج تطوير الحزام الصناعي من خلال تعزيز التجارة الإلكترونية والمشاركة فيها، والذي يجمع سلسلة التوريد جغرافيا ليشكل حزاما صناعيا تنافسيا يعتمد على الخصائص المحلية. ثانيا، ابتكارات التجارة الإلكترونية الذاتية، فهي تجذب انتباه المستهلكين من خلال تنسيقات جديدة مثل البث المباشر عبر الإنترنت والمشاهير الذين يروجون للسلع. وإلى حد ما التخفيف من مشكلة عدم تناسق المعلومات بين العرض والطلب. ويمكن أن تشكل الصين نموذجا فريدا لتطوير التجارة الإلكترونية، ويرجع ذلك أساسا إلى جملة من العوامل منها: تمتلك الصين إمكانات استهلاكية ضخمة وسوقا استهلاكية كبيرة، وتضمن الطاقة الاستهلاكية الصادرة بالكامل زخم تطوير التجارة الإلكترونية. كما أنه مع تنفيذ السياسات الحكومية الداعمة لتنمية الاقتصاد الرقمي، حققت الصناعات ذات الصلة في الصين تقدما ثابتا في الابتكار التكنولوجي، مما يضمن أن نموذج التجارة الإلكترونية يمكن أن يستمر في الترقية بشكل متكرر. إضافة إلى أن سوق الاستهلاك الصيني يتمتع بقبول كبير للمنتجات الجديدة، وبذلك يكون التسوق عبر الإنترنت قد نجح في تغيير عادات الاستهلاك في الصين في غضون سنوات قليلة فقط. ومن منظور حجم التنمية، تُظهر البيانات الواردة من مركز معلومات الإنترنت الصيني أنه من المتوقع أن يتجاوز حجم المعاملات في سوق التجارة الإلكترونية عبر الهاتف المحمول في الصين حاجز 8 تريليونات يوان في عام 2020، بزيادة قدرها 19.7% عن عام 2019. ومن منظور جودة التنمية، تندمج التجارة الإلكترونية مع الصناعة بشكل أكبر، وبمساعدة قوة التجارة الإلكترونية، بما في ذلك منصات التجارة الإلكترونية الرئيسية، تم تشكيل مرتفعات للاقتصاد الرقمي التنافسي في مناطق مختلفة. وفيما يتعلق بتعزيز إنعاش المناطق الريفية، فقد ساعدت التجارة الإلكترونية العديد من المزارعين على التخلص من الفقر من خلال سلسلة من الإجراءات مثل الخدمات اللوجستية الريفية، وقادت العديد من المناطق الفقيرة إلى دخول بيئة الاقتصاد الرقمي. وفي الوقت الحالي، لا يزال وضع الجائحة العالمي غير مستقر، ولا يزال تعافي الاقتصاد العالمي صعبا، وقد قدمت التجارة الإلكترونية الصينية مساهمات كبيرة في تعزيز انتعاش الاقتصاد العالمي. ومن منظور الإنتاج، تمت استعادة طلبات الإنتاج في الصين في وقت سابق، وقد حفزت التجارة الإلكترونية عبر الحدود وأشكال الأعمال الأخرى على انتعاش السلاسل الصناعية الدولية ذات الصلة، وساعدت العديد من الشركات التي تضررت من الجائحة على إعادة بناء سلاسل التوريد الخاصة بها. ومن جانب الطلب، شكّل نموذج التجارة الإلكترونية الناضج بيئة "الشراء من العالم، والبيع إلى العالم" في الصين، مما سمح للسوق الصينية بالاندماج بشكل أكبر في السوق الدولية، وتوفير تيار ثابت من الزخم لاستعادة نشاط الاقتصاد العالمي. وفي المستقبل، سيكون لنموذج تطوير التجارة الإلكترونية في الصين اتجاهات جديدة منها: أولا، سيكون الارتباط بالصناعة المادية أكثر اندماجا. فمع تعميق الرقمنة، ستزداد مشاركة التجارة الإلكترونية في مجال الإنتاج، وسيتعزز تقصير وقت مطابقة السوق للمنتجات الوسيطة، وربط جميع الروابط الصناعة، وتحسين الإنتاجية الاجتماعية ومقاومة المخاطر. ثانيا، نظرا للنزاعات المستمرة حول جودة المنتجات خلال ترويج المشاهير على الإنترنت، يعتقد المستهلكون أنهم "يرون المنتجات بأعينهم". والآن، بدأ بعض المصنّعين استكشاف البث المباشر لخطوط الإنتاج، والسماح للمستهلكين بشكل مباشر بفهم المنتجات بشكل أفضل عبر العدسة، وتعزيز تناسق المعلومات. ثالثا، سيعرض نموذج التجارة الإلكترونية القوة بشكل أكبر من جانب الطلب وجلب رغبات المستهلكين إلى إنتاج المؤسسات، مما سيساعد في تطوير نموذج جديد للتخصيص عبر الإنترنت لتلبية الاحتياجات المتمايزة للمستهلكين.

مشاركة :