طالبان تشن هجوما على أبرز معقل للحكومة في شمال أفغانستان

  • 8/14/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - تواصل حركة طالبان الأفغانية تقدمها العسكري في كامل مناطق أفغانستان وخاصة في ولايات الشمال التي تعتبر تاريخيا معارضة لحكم الحركة المتشدد. وشنت حركة طالبان هجوما متعدد الجبهات، السبت، على مدينة مزار شريف شمالي أفغانستان. وقال المتحدث باسم ولاية بلخ (شمال)، منير أحمد فرهاد، إن "طالبان هاجمت المدينة من عدة اتجاهات، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة على مشارفها"، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتيد برس". وأوضح المتحدث باسم ولاية بلخ أنه لم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات جراء الاشتباكات التي لا تزال مستمرة وان القوات الحكومية تدافع بشراسة عن المدينة. وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني، قد توجه إلى مزار شريف، الأربعاء؛ لحشد القوات الأمنية في المدينة، كما اجتمع مع عدد من قادة الميليشيات المتحالفة مع الحكومة، حسب المصدر ذاته. واجتمع غني مع عطا محمد نور، وزعيم الحرب المعروف عبد الرشيد دوستم بشأن الدفاع عن مزار الشريف في مواجهة طالبان التي أصبحت تحيط بالمنطقة من كل جانب. وتشدد طالبان هجماتها على ولايات الشمال التي بقيت مناطق منها خارج حكم الحركة قبل الغزو الأميركي لتتحول الى نقطة انطلاق إسقاط المتشددين من السلطة في 2001. ولعبت الأقليات مثل " الطاجيك" دورا كبيرا في إسقاط حكم طالبان من خلال التحالف الشمالي بعد حصولها على الدعم الأميركي إبان الغزو. واليوم تسيطر القوات الأفغانية على أجزاء قليلة من ولايات وسط وشرق البلاد، وكذلك العاصمة كابل. من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، السبت، مقتل 172 عنصرا من طالبان، وإصابة 107 جراء عمليات عسكرية في عدة مناطق، خلال الـ24 ساعة الماضية. وخلال أيام تمكنت حركة طالبان من السيطرة على مراكز 18 ولاية أفغانية من أصل 34. ومن بين عواصم الولايات التي سقطت في قبضة طالبان؛ مدينة قندهار التي تعد ثاني أكبر المدن الأفغانية، ومدينة هرات، ثالت أكبر مدينة، إضافة إلى مدينة غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى العاصمة كابل، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومترا. وامام المصاعب العسكرية التي تواجه القوات الأفغانية  استنكرت الولايات المتحدة، الجمعة عدم استخدام الجيش الأفغاني لقدراته الدفاعية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي لمتحدث وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، للإعلان عن وصول الدفعة الأولى من القوات الأميركية إلى مطار كابل لبدء عملية إجلاء الرعايا الأميركيين من أفغانستان. وقال المسؤول الأميركي "نستغرب من عدم استخدام الجيش الأفغاني قدراته القتالية بدءا من سلاح الجو ووحدات المشاة". مضيفا "لقد لاحظنا بقلق كبير سرعة تحركهم (طالبان) والمقاومة المحدودة التي واجهوها، وكنا صادقين جدا حيال ذلك". وتابع: "نريد أن نرى العزيمة والقيادة السياسية المطلوبة في الميدان". لكن تصريح المسؤول الأميركي يعتبره البعض مستفزا للحكومة الأفغانية التي لم تخف غضبها من ادارة بايدن التي سمحت بهذا التقدم العسكري ولم تعمد إلى وقفه عبر سلاح الجو. وفي السياق، شدد كيربي على أن القوات الأميركية مستعدة "للتعامل مع أي مستجدات طارئة في أفغانستان"، لافتا أن سلاح الجو الأميركي سيواصل في الأيام المقبلة قصف مواقع طالبان. وتابع "الوحدة العسكرية المكلفة بإجلاء الأميركيين من أفغانستان سترد على أي هجوم تتعرض له". ومن المقرر أن يكتمل وصول قوة أمريكية قوامها 3 آلاف جندي إلى مطار كابل بحلول نهاية الأسبوع الجاري. وعلى صعيد آخر، أوضح كيربي أنه رغم تقدم طالبان وقلق واشنطن من التوترات الجارية في أفغانستان، إلا أن العاصمة كابل لا تواجه "تهديدًا وشيكًا" في الوقت الحالي. واستدرك "كابل لا تشهد خطرا وشيكا في الوقت الراهن"، مع إقراره بأن طالبان "تحاول عزل كابل".

مشاركة :