خطيب الحرم المكي: اغتنموا العمر بالاستثمار في كل خير

  • 8/13/2021
  • 22:19
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. أسامة عبدالله، إن على المؤمن أن يكون شديد الحرص على اغتنام فرصة العمر باستثمار الليالي والأيام في كل خير يرضي به ربه، ويعلو به قدره، وتطيب به حياته ولذا فإنه يفرح بما من الله عليه من نعمة الإمهال حتى بلغه العام الجديد، ليستكثر فيه من أسباب الزلفى إلى ربه، وليستدرك ما فاته وما فرط منه بالتوبة والإنابة.وقفة اعتباروأضاف في خطبة الجمعة أمس، بالمسجد الحرام: أيها المسلمون: في وداع عام مضى، ومطلع عام جديد يقف أولو الألباب وقفة اعتبار وادكار، فينظرون إلى هذه الشمس تطلع كل يوم من مشرقها ثم تغرب في نهايته، وينظرون إلى هذا الهلال يولد صغيرا أول الشهر، حتى إذا استكمل نموه أخذ في النقص، حتى يتوارى عن الأنظار. طول الأملوتابع: ينظرون إلى العام الجديد كيف تبدو نهايته بعيدة، فما تلبث الشهور والأيام أن تنقضي سراعا حتى تصل بهم إلى تلك النهاية، هنالك: يستيقنون أن هذا مثل الحياة الدنيا في زهرتها وزينتها، ومثل أعمال بني آدم في الفناء والانقضاء، وهي حقيقة بينة لا تخفى على كل لبيب، وإنما تحجبها حجب الغفلة، وتصف عنها صوارف الإعراض والاغترار وطول الأمل، وخدع الأماني والظنون التي لا تغني من الحق شيئا. محاسبة النفسوأكد أن إدراك هذا المعنى يحملهم على النظر فيما قدموا لأنفسهم طيلة أيام عامهم المنصرم، بسلوك سبيل المحاسبة للنفس، لاستصلاح الفاسد، وتدارك الفارط، وإقامة المعوج، بالثبات على الطريق، والاستمساك بالهدى، إن كانوا من المحسنين الموفقين المهتدين. وبين أن أعظم عون على ذلك: التوبة النصوح التي أمر الله بها المؤمنين جميعا.قوة وعزيمةوأبان أن في الشباب والصحة والغنى والفراغ من الشواغل: قوة وعزيمة، ونشاطا وتفرغا، وكمالا توجه إلى كل خير، وفي أضدادها من الهرم والضعف وضعف القوة وفتور العزم وضيق الصدر وثقل الأعمال وكثرة المطالب وتشعب الهموم ما يقعد بصاحبه عن ذلك، ويعقبه من الحسرة ما يكدر عيشه، وينغص حياته. تخطيط محكم وأكد أن من شأن العاقل اليقظ ألا يضيع شيئا من عمره بالبطالة التي يذهب معها العمر سدى بغير فائدة في الدين والدنيا، أو بالجهالة التي تحمله على اتباع الهوى، لعدم معرفة ما يضره وما ينفعه، ويحرص على السلامة من غوائل ذلك، بالتخطيط المحكم لعامه، والتنظيم وحسن الإدارة لأوقاته، واستثمارها في كل ما يرجو نفعه في الدنيا، وحسن العاقبة وكريم الجزاء في الآخرة. وأوضح أن خير ما يستقبل به العام الجديد استهلاله بالطاعات وألوان القربات، ومن أظهرها: صيام شهر الله المحرم الذي هو أفضل الصيام بعد رمضان، وصوم يوم عاشوراء.سراب راحلوفي المدينة المنورة، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ عن تقلب الأزمان وسرعة مرورها، موصيا المسلمين بتقوى الله عزوجل. وقال: في تقلب الأزمان وسرعة مرورها وانصرامها ذكرى لحال هذه الدنيا فهي كظل زائل أو سراب راحل جديدها يبلى، وملكها يفنى، وسرورها لا يبقى. بر وطاعةوأكد أنه على المؤمن أن يراقب نفسه ويراجع ذاته فينظر ماذا قدم لغد هل هو في حال من الاستقامة على طاعة الله فيزداد، أو مقصر ومفرط فينوب ويتوب قبل فوات الآوان، مشددا بقوله: فراجع نفسك أيها المسلم وازجرها عن كل إثم وفاحشة واصطبر على كل خير وبر وطاعة. وتابع قائلا: أيها المسلم اجعل عامك الجديد خيرا من عامك المنصرم في الزيادة من الخيرات وأعمال البر وسابق إلى الخيرات وسارع إلى الصالحات.

مشاركة :