قلل إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية، في رد على سؤال لأحد الصحافيين عما إذا كان مصنع الشركة في ألمانيا سيؤدي إلى نقص إمدادات المياه في المنطقة حيث يتم تشييده. وقال ماسك، أثناء زيارته أمس لتفقد موقع المصنع بالقرب من العاصمة برلين، "هذه المنطقة فيها كثير من المياه - انظر حولك". وأضاف ماسك، "لا، لا هذا خاطئ تماما.. الماء في كل مكان هنا.. هل يبدو المكان لك وكأنه صحراء؟ إنه أمر سخيف.. إنها تمطر كثيرا". وبحسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء، تعد إمدادات المياه من القضايا التي أثارها المعنيون بحماية البيئة في إطار اعتراضهم على إقامة مصنع تسلا للسيارات والبطاريات، الذي تأخر إنجازه شهورا عن الموعد المحدد. وبدأت "تسلا" في أوائل العام الماضي بقطع الأشجار من أجل توفير مساحة تعادل 100 ملعب كرة قدم، من أجل بناء المصنع فوق منسوب المياه الجوفية في بلدة جرونهايده الصغيرة. ونشرت "تسلا" في وقت سابق هذا الأسبوع تقريرا سنويا عن الأضرار البيئية، أشارت فيه إلى تنامي المخاوف من ندرة المياه بسبب تغير المناخ. وقالت الشركة إنها تستخدم موارد أقل لكل سيارة تنتجها مقارنة بأغلبية شركات صناعة السيارات المعروفة، وذلك في منشآت تصنيع السيارات. وأضافت، "مشروع التصنيع الفاعل الذي نطبقه في مصانعنا الجديدة في ولاية تكساس وفي برلين - براندنبورج سيؤدي إلى مزيد من الخفض في استخدامنا للمياه لكل مركبة". وأكد إيلون ماسك أهمية بدء الإنتاج في مصنع الشركة في ألمانيا في العام الحالي. وفي تصريحات لـ"الألمانية"، قال يورج شتاينباخ وزير اقتصاد ولاية براندنبورج، إن ماسك الموجود حاليا في ألمانيا أوضح مدى أهمية الالتزام بالجدول الزمني الضيق لبدء الإنتاج في المصنع. وأضاف السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن ماسك أعلن استعداده لتكثيف التواصل في مقر المصنع في منطقة جرونهايده القريبة من برلين. وكتب شتاينباخ على "تويتر"، أن ماسك التقاه ورئيس حكومة براندنبورج ديتمار فويدكه، في برلين الأربعاء. وتعتزم "تسلا" إنتاج 500 ألف سيارة في مصنع جرونهايده سنويا، وكان من المفترض في الأساس أن تدشن الشركة هذا المصنع في تموز (يوليو) الماضي، لكنها أجلت هذا الموعد حاليا إلى نهاية العام الحالي. كما ستشيد "تسلا" في هذا الموقع مصنعا لإنتاج البطاريات. ولم تحصل "تسلا" بعد من ولاية براندنبورج على التصريح البيئي لبناء مصنعها، وهي تقوم حاليا ببناء المصنع باستخدام تصاريح مؤقتة، وغياب التصريح البيئي هو أحد أسباب تأخر بدء الإنتاج في المصنع. ودعا أرمين لاشيت رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي والمرشح لمنصب المستشار الألماني، أمس، إلى سرعة الموافقة على إنشاء مصنع تابع لشركة إنتاج السيارات الكهربائية الأمريكية "تسلا" في جرونهايده قرب برلين. ونادى لاشيت، إلى جانب رئيس الشركة إيلون ماسك، بتعديل حقوق رفع الدعاوى القضائية. وقال لاشيت، "من غير المقبول أن يرفع شخص غير مقيم في مكان الإنشاء، ولكنه يعيش في بحر الشمال أو جبال الألب البافارية، دعوى قضائية لوقف مثل هذه المشاريع، وعلينا أن نعدل هذا شيئا ما". وذكر ماسك أن من الصعب أن تصدر لوائح جديدة كل عام حتى وصل الأمر إلى أنه لا يمكن إنجاز شيء، مشيرا إلى ضرورة مراجعة اللوائح بصورة منتظمة. وأكد لاشيت أن اللوائح المعمول بها حاليا وضعت في الفترة التي سبقت اتفاقية باريس للمناخ، مضيفا "لكن إذا كان الوضع خطيرا كما تقول اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغيرات المناخ، فيجب الإسراع بالأمر". وكان اتحاد حماية البيئة والطبيعة في ألمانيا اتهم لاشيت بأنه يسعى "على الأرجح إلى تقديم نفسه كفاعل في المسار السريع للسياسة الصناعية في ألمانيا". وتخطط "تسلا" أيضا لإنشاء مصنع للبطاريات، وهو ما يؤخر الحصول على الموافقة. وحتى الآن تقوم الشركة بالإنشاءات بناء على موافقات مبكرة، غير أن رئيس الشركة بدا واثقا من أن عملية الموافقة ستكتمل في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
مشاركة :