كشفت شركة أرامكو عن تعرضها لما وصفته بـأكبر عملية احتيال مالي على الإطلاق، والذي سعت لأن تقوم بها شركة هندية. ورغم بيان شركة النفط العملاقة المقتضب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر وموقعها الرسمي؛ سعت المواطن إلى الوصول إلى التفاصيل الكاملة لعملية الاحتيال تلك. وقالت أرامكو: إحباط محاولة احتيال مالي إلكترونية على شركة أرامكو للتجارة وشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية، كما نؤكد أن تلك العملية لم يكن لها أي تأثير مالي على أي من الشركتين ولا على العلاقات التجارية بينهما، والتي جاءت رداً على تقارير عديدة حول نجاح الشركة الهندية في الحصول على أموال عديدة من شركة الزيت العربية السعودية. وكشفت عدة صحف هندية أبرزها صحيفة ذا هندو عن تفاصيل الأزمة، التي كادت أن تجعل أرامكو تفقد نحو 30 مليون دولار كاملة. وبدأت الأزمة في أن هاكر هندي اخترق البريد الإلكتروني الخاص بشركة الزيت والغاز الطبيعي الهندية، وصمم بريد إلكتروني جديد مختلف في حرف واحد فقط، وشرع في مخاطبة أرامكو باسم الشركة. وطلب من الشركة السعودية تحويل أموال خاصة بالتعاملات التجارية بين الشركتين على حسابه الشخصي، وهو ما أثار شك وحفيظة أرامكو فبدأت في التواصل مباشرة مع الشركة الهندية بعيداً عن البريد الإلكتروني؛ لتكتشف عملية الاحتيال. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بالشرطة الهندية قوله إنه كان أمر صعب على الجميع اكتشاف الفرق بين البريدين، خاصة وأنه كان على امتداد الشركة الهندية الأصلية، حيث كان البريد الأصلي بعنوان patel_dv@ongc.co، فيما كان البريد المزور بعنوان atel_dv@ognc.co. وقالت المسؤول بالشرطة إنه جارٍ حالياً معرفة موقع الهاكر والتعرف على هويته، ولكنه قد يستغرق وقتاً طويلاً، خاصة وأنه عند ولوجه إلى الشبكة غير شخصيته بالكامل، وانتحل شخصية أخرى بغرض خداع أي متعقب له. وأعلنت أرامكو بدورها، أنها تواصلت مع الشركة الهندية لتسيير أعمالهما التجارية بشكل طبيعي واعتيادي، بعد اتخاذ تدابير حماية أمنية جديدة للحفاظ على أنظمة تقنية المعلومات لديهما. وقالت ذا إنديان إكسبريس إنه لولا يقظة أرامكو ومسؤوليها من أي عملية احتيال؛ لكانت تعرضت فعليا لواحدة من أكبر عمليات الاحتيال والسرقة الإلكترونية في العالم. وأشارت الصحيفة الهندية إلى أن الهاكر عرض على أرامكو شراء 36 ألف طن متري من مادة هيدروكربونية سائلة، كانت ترغب الشركة في شرائها، وقدم العرض التجاري متوافق مع الأسعار العالمية، وهو ما أقنع الشركة السعودية بأنها تخاطب فعليا الشركة الهندية. ونقل مصدر أمني للصحيفة ما أثار أيضاً شك الشركة السعودية، هو تأخر وصول الدفعة الأولى من المادة المطلوبة، ولكن الهاكر تحجج بالأعياد والعطل الرسمية في الهند، خلال تلك الفترة، ولكن ما أكد شكوك أرامكو، هو عندما طلب الشخص المحتال منهم عدم تحويل الأموال على الحساب المعتاد للتعامل بين الشركتين، وتحويله إلى حساب شخصي في بانكوك. وتابع المصدر في شرطة الإنترنت الهندية قائلاً وبتتبع هذا الحساب البنكي، اكتشفنا أنه أيضاً لشخص آخر يبدو أن الهاكر انتحل شخصيته ليحصل على الأموال. وقال المصدر إنه في حال التعرف على الهاكر فإنه سيواجه عقوبات بالسجن قد تصل إلى 15 عاماً؛ لأنه اخترق قوانين عديدة أبرزها قوانين الغش وانتحال الشخصية، والتزوير، والتزوير بغرض الغش، واستخدام وثائق مزورة وسرقة هويات، واستخدام موارد الحاسب الآلي بغرض الغش وسرقة الأموال.