دعت قطر اليوم (السبت) حركة طالبان الأفغانية إلى خفض التصعيد ووقف إطلاق النار من أجل تسريع جهود التوصل لتسوية سياسية شاملة في أفغانستان. جاء ذلك خلال اجتماع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم مع رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبدالغني برادار والوفد المرافق له، حسبما أفادت وزارة الخارجية القطرية في بيان على موقعها الإلكتروني. وأضاف البيان أنه جرى خلال الاجتماع مناقشة آخر التطورات الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي، ومتابعة مفاوضات السلام الأفغانية الجارية في الدوحة. وذكر أن الشيخ محمد حث طالبان على خفض التصعيد ووقف إطلاق النار، بما يساهم في تسريع الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة من شأنها ضمان مستقبل مزدهر لأفغانستان حكومة وشعبا. من جانبه، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة محمد نعيم في تغريدة على حسابه بموقع (تويتر) إن اجتماع الملا برادار والشيخ محمد ناقش الأوضاع الحالية في أفغانستان والتطورات التي حصلت مؤخرا. وأضاف نعيم أن الملا برادار قال لوزير الخارجية القطري خلال اللقاء " نحن نريد التعامل والعلاقات الإيجابية مع العالم والمجتمع الدولي كما نريد حل المشاكل من خلال الحوار المتبادل". وشدد الملا برادار على أن الجهود التي تبذل في هذا الصدد يجب أن تراعي الحقائق على أرض الواقع في البلاد وينظر إليها بعين الاعتبار، وفقا للمتحدث. وتبذل قطر بالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين جهودا متواصلة منذ عدة سنوات لإحلال السلام والأمن والاستقرار في أفغانستان، تبعا لوزارة الخارجية القطرية. واستضافت الدوحة الأسبوع الماضي اجتماعا دوليا موسعا حول أفغانستان، توج باتفاق المشاركين فيه على مجموعة من المواقف، منها ضرورة تسريع عملية السلام والتفاوض على مقترحات ملموسة من الجانبين الأفغانيين، والعمل على بناء الثقة ووقف العنف بين الجانبين واحترام القانون الدولي. كما أكد المشاركون في الاجتماع عدم الاعتراف بأية حكومة في أفغانستان يتم فرضها من خلال استخدام القوة العسكرية، بحسب المصدر نفسه. وتستضيف قطر منذ 12 سبتمبر الماضي مفاوضات سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان، لكن هذه المفاوضات تعثرت أكثر من مرة ولم تحرز أي تقدم يذكر، بسبب الخلافات بين الجانبين وفشل جهود تقريب وجهات النظر بينهما. ووسط هذا التعثر، صعدت طالبان من هجماتها لفرض سيطرتها على مناطق جديدة في البلاد بينما يستمر انسحاب القوات الأجنبية، حيث سقطت اليوم مدينة أسد أباد، حاضرة مقاطعة كونار شرقا، في أيدي مسلحي الحركة ما رفع عدد عواصم المقاطعات التي استولت عليها الجماعة المسلحة إلى 20، حسبما ذكر السكان المحليون.
مشاركة :