اعتبر خبيران أمنيان مصريان أن سرعة تقدم "طالبان" تدل على فشل واشنطن في بناء نظام عسكري وأمنى مستقر بأفغانستان، مع أن ما يجري هناك قد لا يتعارض مع الأهداف الأمريكية بعيدة المدى. وقال اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق في حديث لـRT إن أزمة أفغانستان مطروحة للتفاوض بين أمريكا وحركة "طالبان" منذ فترة طويلة وما يجري في أفغانستان أبعاده متوقعة وهي قدرة طالبان على السيطرة على أفغانستان وليست مفاجاة للولايات المتحدة الأمريكية "إن لم يكن ذلك متفقا عليه بينهما". وأوضح قائلا: "أمريكا ستجلي رعاياها ومعهم المتعاونين الأفغان بتأمين مطار كابل، وإنه سيناريو توافق عليه أمريكا إن لم تكن متفقا عليه مع طالبان لأهداف استراتيجية، وهي خلق مناطق توتر تستفيد من وجودها على المدى البعيد". تجربة شديدة الهشاشة من جانبه وصف الخبير الأمني العميد خالد عكاشة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بأنه انسحاب مخطط يعبر عن فشل التجربة الأمريكية في أفغانستان وفشل التحالف الدولي هناك أيضا بدليل أنه وخلال عشرين عاما من التواجد العسكري له في أفغانستان لم يستطع بناء دولة أو نظام عسكري وأمني مستقر، مضيفا أن "النظام تهاوى بمجرد الأعلان عن خروج القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي". وتابع: "يمكن وصف تجربة الناتو وامريكا خلال عشرين عاما بالتجرية شديدة الهشاشة، فلم يستطع الناتو وأمريكا بناء دولة مدنية فى أفغانستان لها أذرع عسكرية ومدنية، فمنذ الإعلان عن الخروج الأمريكي وطالبان تلتهم الولايات الأفغانية الواحدة تلو الأخرى وتمكنت من السيطرة على معظم أراضي البلاد بشكل متسارع فاجأ العالم وجعله في حالة ذهول". حيلة "طالبان" واعتبر أنه "تحاول واشنطن ومعها الراعي القطري إيقاف زحف طالبان نحو العاصمة وهنا ينبغي لفت النظر أن حركة طالبان قامت بمناورة ناجحة والتفت على الاتفاقات التى تم التوصل إليها في الدوحة بإقناع الولايات المتحدة والوسيط القطري بأنها ستنخرط في عملية سياسية منضبطة وأنها لن تلجأ لاستخدام السلاح لكن الواقع كان غير ذلك تماما وقد يغري التدهور والضعف الشديد للجيش الأفغاني طالبان بالسيطرة على العاصمة كابل". وحسب الخبير فإنه "لا يمكن تصور سقوط كل تلك الولايات الأفغانية بهذا الشكل حتى بدون طلقة واحدة فى بعض الأحيان دون أن يكون هناك دعم شعبي لحركة طالبان وتأييد واسع لها وهى من ملامح الصدمة التي تنتاب الجميع في المشهد الدراماتيكى لسقوط الولايات الأفغانية ومعها تجربة الناتو وأمريكا". المصدر: RT - ناصر حاتم تابعوا RT على
مشاركة :