شجرة القرم التراثية وفن القط العسيري بمجلة مراود

  • 8/13/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة - صدر مطلع  أغسطس/آب  في الشارقة العدد 32 من مجلة "مراود" التي يصدرها معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس المعهد. واحتوى العدد الجديد من المجلة على ملف خاص حول شجرة القرم في التراث، بجانب موضوعات حول فن القط العسيري، والموروث الشعبي اليمني. والقُرم أو الشورى هو جنس من نباتات الأيكة الشاطئية التي تعيش على الماء المالح وهو من الفصيلة الأقنتية. يوجد منه عدة أنواع ويكثر على شواطئ جنوب شرق آسيا كما يوجد في منطقة الخليج العربي. والسلالة "افيسينيا مارينا" هي السلالة المنتشرة في البحر الأحمر والخليج العربي. وعرف نبات القرم منذ قديم الزمان، فقد كتب العالم الإغريقي ثيوفراستس والذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد عن بعض الفوائد الطبية لهذا النبات. كذلك أشارت بعض كتب التراث إلى هذا النبات حيث ذكره ابن منظور في لسان العرب بقوله "والقرم ضرب من الشجر لا أدرى أعربي هو أم دخيل. وقال أبو حنيفة الدينوري: "القرم، بالضم، شجر ينبت في جوف ماء البحر، وهو يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره، وورقه مثل ورق اللوز والأراك، وثمره مثل ثمر الصومر، وماء البحر عدو كل شيء من الشجر إلا القرم والكندلى فإنهما ينبتان به". كما أضاف ابن سيده عن هذا النبات في كتابه المخصص: "لا شوك له، وهو مرعى للبقر والإبل تخوض الماء إليه حتى تأكل ورقه وأطرافه الرطبة ويحتطب فيستوقد به لطيب ريحه ومنفعته. وفي افتتاحية العدد التي كتبها الدكتور عبد العزيز المسلم "شــكلت النبــاتات والأشــجار علــى اختــلاف أنواعهــا وأشــكالها ووظائفهــا، ووجــوه اســتخداماتها، جزءاً أصيلا في ذاكرة المجتمع الإماراتي، لذا نجدها تتمظهر في حلل مختلفة وتتجلى في صور متعددة في الأدب الشعبي، بما يشمله من شعر وعادات قولية أمثال وحكم وأغانٍ وأهازيج، كما تبرز كذلك في أشكال الإبداع الفني من سواء تعلق الأمر بالحرف التراثية، أو الألعاب الشعبية، ومنها يستلهم الفنانون أعمالهم الإبداعية التي تحتفي بالأشجار في كل عام.. وبما أن التراث يمثل رافداً أساسياً لدي المجتمع الإماراتي، بوصفه مرتكزا للهوية الثقافية والذاكرة الشعبية، فقد حوى الكثير من صنوف التعبير والتوظيف والاحتفاء بشجرة القرم في ذاكرة المجتمع.. وفيما أنتجه من قيم وتقاليد وعادات وتجارب وآداب شعبية وإبداعات فنية، وخبرات تراثية، تختزل في عمومها عبق التراث وعمقه واصالته وغناه". وعلى الصفحة الأخيرة، تناول مدير التحرير، الدكتور منّي بو نعامة، موضوع أدب الرحلة، فقال بأن الرحلات هي أحد مصادر المعرفة الإنسانية، حيث ارتبطت حركة الإنسان خلال حياته الأولى بالانتقال والترحال، وتؤدي إلي تعرّف الرحالة أحوال الشعوب وعاداتها وقيمها وأديانها وتقاليدها، واسهاماتها الحضارية والإنسانية، لذلك تنوعت الرحلات، وتعددت أهادفها وبواعثها ودوافعها'. وفي ملف العدد نقرأ "شجرة القرم من الماء" لزهيدة زيتون، و"الإمارات تقود العالم لإنقاذ شجر القرم من المخاطر التي تهدده" لفاطمة المزروعي، و"شجرة القرم ملجأ وثروة فريدة" لمريم سلطان المزروعي، بجانب موضوعات عدة مثل شجرة القرم مصدر إلهام، ومحمية أشجار القرم في كلباء ملاذ لعشاق الطبيعة، وأشجار القرم كنوز صديقة للبيئة والإنسان. وفي موضوعات العدد يُعرفنا على العبدان على "تصنيف الآلات الموسيقية الشعبية في الإمارات"، ويحدثنا الفنان علي العشر عن "فن اليولة"، فيما يوثق لنا أحمد علي المغني "الحياة الاقتصادية في المقيظ"، ويُفصلُ لنا محمد عبدالله نور الدين ظاهرة "الأهوية الشعرية" لدي الشعراء التقليديين، ويكتب لنا فهد علي المعمري عن لتراث غير المادي.. خريطة ثقافة الشعوب"، ويحدد لنا طلال سعد الرميضي "دور المثقف في المجتمع"، ويقدم لنا الدكتور فهد حسين قراءة في رواية "حجر على حجر" للروائية الكويتية فوزية السالم، ويطرح خالد صالح ملكاوي رؤيته حول "الأدوار الحياتية والإشعاع المعرفي لشجرة الغاف"، ويستعرض الدكتور عبد الوهاب المسعود "جهود الدكتور عبد العزيز المسلم الرائدة في حفريات الثقافة الشعبية الإماراتية"، وفي مقاربات يتناول أحمد عادل زيدان موضوع "ريادة الأعمال في القطاع الثقافي"، وفي إضاءات يواصل إيهاب الملاح "اكتشاف التراث العربي"، وتتبع الدكتورة حنان الشرنوبي مسيرة الفنان "زكريا الحجاوي.. ورؤيته التأسيسية للفن الشعبي"، بينما يدور مقال ماجدة الشيباني حول "الموروث الشعبي اليمني"، وفي مدن لها تاريخ يكتب محمد العساوي عن "جبل طارق.. أرض أوروبية بهوية عربية إسلامية"، وفي أدب الرحلات كتب لنا محمد نجيب قدّورة عن "رحلة الهيمان إلى مدارج خور فكان"، ويأخذنا الدكتور محمد أحمد عنب إلى عوالم "فن القط العسيري"، وفي استلهام التراث يناقش هشام بن الشاوي العلاقة بين "الرواية العربية والتراث.. ملحمة الحرافيش أنموذجاً"، وفي النافذة نتابع تفاصيل 24 مشروعاً تراثياً صينياً في قائمة التراث غير المادي، وفي تراث الشعوب تُطلعنا بنا رية ناكاو على "مهرجانات يابانية تحتفي بالإنسان والطبيعة". يذكر أن "مراود" هي مجلة معنية بالتراث الإماراتي والعربي والعالمي، ويرأس مجلس إدارتها الدكتور عبد العزيز المسلم، ومستشار التحرير ماجد بوشليبي، رئيس جمعية المكتبات والمعلومات، بمعهد الشارقة للتراث، ومدير التحرير الدكتور منَي بونعامة، مدير إدارة المحتوي والنشر بمعهد الشارقة للتراث، ويتكون مجلس التحرير من: على العبدان، وعتيج القبيسي، وعائشة الشامسي، وسارة أحمد، وسارة إبراهيم، وسكرتير التحرير أحمد الشناوي.. كما تضم هيئة التحرير منير حمود وبسام الفحل للإخراج والمراجعة اللغوية، وتصدر المجلة شهريا عن معهد الشارقة للتراث.

مشاركة :