جائزة تقديرية خاصة لـ سعود الدوسري وبرنامجه "ليطمئن قلبي" في استفتاء "سيدتي" لرمضان 2015

  • 10/19/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كما بدأ مشواره الإعلامي في إذاعة القرآن الكريم، أنهى الإعلامي السعودي الراحل سعود الدوسري حياته العملية ببرنامج حواري ديني "ليطمئن قلبي" الذي عرض على شاشة "روتانا خليجية"رمضان الماضي. حتى أن آخر ما قاله لمتابعيه عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر: "ليس مهماً أن يكون في جيبك القرآن بل المهم أن تكون في أخلاقك آية" في دعوة صريحة منه لجمهوره للتأدب بأخلاق القرآن الكريم والدين الإسلامي السمح. ولروح سعود الدوسري الوثّابة جائزة تقديرية خاصة تؤرّخ لمسيرته الإعلامية الثرية والمختلفة. بين النجاح والمطالبة بإيقافه مثلما ظلت برامجه تحقق النجاح وتلقي حجراً في المياه الراكدة للوسط الثقافي والإعلام السعودي والعربي، أثار آخر برامجه الذي كان ناجحاً ومتميزاً جدلاً ثقافياً وفكرياً واسعاً، ما بين مؤيد للبرنامج وبين رافض له بل ومطالب بإلغائه؛ بسبب خلافهم الفكري مع الداعية والمفكر الدكتور عدنان إبراهيم الذي كان ضيفاً طوال الحلقات وهو المميز بالطرح الفكري والعلمي والشرعي المعاصر، كما أنه تمكن بطرحه العصري المثير للجدل خلال الفترة الماضية من لفت الانتباه وتحقيق جماهيرية ملحوظة. ورغم ما حققه البرنامج من نجاح جماهيري، إلا أنه دار حوله جدل واسع عبر موقع التواصل الاجتماعي، لاسيما ما يتعلق بشخص الدكتور عدنان إبراهيم الذي تباينت مواقف الكثير من الجمهور حوله وحول آرائه وأفكار وتصريحاته السابقة. حتى أن هناك مطالبات ظهرت بإيقاف البرنامج عبر «هاشتاج» في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تحت عنوان: «الشعب يطالب بإلغاء برنامج عدنان إبراهيم». وطالب فيه مئات المغردين بإلغاء البرنامج، خاصة وأن مقدمه عدنان إبراهيم شكك بصحيحَي البخاري ومسلم. وأنكر خروج المسيح وأنكر كثيراً من الأحاديث ولا يجب السكوت عنه كما ذكر هؤلاء المغردين. ودعا بعض هؤلاء المغردين سعود الدوسري لعدم المشاركة في استضافة عدنان إبراهيم في هذا البرنامج. مدرسة الدوسري الإعلامية قال سعود الدوسري ـ يرحمه الله ـ عن هذا البرنامج في تغريدة كتبها على حسابه الشخصي على «تويتر» قبل وفاته: «كنت أتوقع أن برنامج «ليطمئن قلبي» طير مهاجر ولكن الحمد لله أنه استقر في قلوب الكثيرين وأعاد البعض لطريق الحق». وكعادة سعود في كل ما قدم من برامج إعلامية، كان حريصاً في «ليطمئن قلبي» على البحث عن الفكرة الجديدة ولا يقبل الظهور في أي برنامج إلا ويحمل قيمة مضافة في الإعلام وفي رصيده المهني، وعن ما يهم ويفيد الناس وجمهوره الذي يثق به، وعن البعد المختلف تماماً والفكر المتجدد؛ لذا كان ظهوره الإعلامي مقنناً في كل عام عبر برنامج مُهم للمشاهد ويجد صدى بين الناس ويفيد الجمهور. وأيضاً كان حريصاً جداً على معرفة كافة ما يتعلق بالبرنامج بشكل كامل، وأدق تفاصيل الحلقات، والإعداد الجديد للقضايا والموضوعات التي يطرحها والضيوف الذين يستضيفهم مستعيناً بثقافته الواسعة وخبرته الكبيرة، وتفقد أحوال المعدين وزملائه في العمل ممن يقفون خلف الكاميرات، ومتابعة الحلقات في المونتاج حتى عرضها للجمهور في موعدها المحدد، حيث كان يعمل بروح الفريق الواحد. يذكر أن الإعلامي السعودي سعود الدوسري بدأ مسيرته الإعلامية في الإذاعة كمذيع لنشرات الأخبار في إذاعة القرآن الكريم، ثم انتقل إلى إذاعة الرياض، وبعدها إذاعة MBC FM حيث قدم بجانب الإعلامي السعودي أحمد الحامد برنامج «سمر حتى السهر» و«ليلة خميس». فيما دخل عالم التلفزيون منتصف التسعينات عبر شاشة MBC في برنامج «صباح الخير يا عرب» وأيضاً التقارير والنشرات الإخبارية. وبعدها، انتقل إلى قناة أوربت وقدم برنامج «حنين» و«ليلكم فن» من القاهرة و«التوك شو» من الرياض. ليعود مجدداً إلى MBC ويقدم عدداً من البرامج أهمها «نقطة تحول» و«تستاهل». وأخيراً، لينضم إلى قناة «روتانا خليجية» ليقدم برنامجي «أهم عشرة» و«ليطمئن قلبي». تواصل البرنامج والجمهور استطاع «ليطمئن قلبي» جذب الجمهور من أولى حلقاته في الشهر الفضيل، بفضل حنكة سعود الإعلامية والأطروحات الفكرية للدكتور عدنان إبراهيم، واللذين كانا على موعد مع الجمهور في ثلاثين حلقة رمضانية. وأتاح البرنامج للمشاهدين أيضاً المشاركة في طرح وجهات نظرهم وأسئلتهم والتفاعل مع حلقات هذا البرنامج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به. وكان أكبر أوجه هذا التواصل عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من خلال «هاشتاغ» بعنوان: «ليطمئن قلبي»، الذي حفل بمئات المغردين الذين عبروا بوجهات نظرهم حول ما يطرح من قضايا ضمن حلقات البرنامج، لا سيما من الشباب الذي يبحث عن إجابات حول الكثير من الأمور والمسائل الدينية والاجتماعية بصورة علمية وشرعية بسيطة دون تعقيد. وأسهم في ذلك كون البرنامج يخاطب العقول والرؤى الفكرية والثقافية المختلفة والمذاهب الدينية والعقائدية المتباينة، كما أنه تبنى منهج تبسيط الأفكار والرؤى والطروحات دون تسطيح أو تفريط، وتأسيس وتصحيح وتبني ما يعتقده البرنامج صواباً دون تشدد. واعتمد «ليطمئن قلبي» على طرح أسئلة متنوعة تدور في أذهان وعقول المتابعين للبرنامج والذين يتواصلون معه عبر مواقع التواصل على الضيف الدكتور عدنان إبراهيم للإجابة عنها. قضايا شائكة ناقش «ليطمئن قلبي» العديد من القضايا الاجتماعية والدينية الشائكة بجرأة عن آفاق الحرية وعلاقة الجهاد بالتطرف وحقوق المرأة وجماعات الإسلام السياسي ومصادر التشريع في بعض القضايا الإسلامية والعصرية التي تهم المشاهدين، في محاولة جادة لتقديم رؤية متزنة وفق فهم وسطي متسامح لحقيقة الدين الإسلامي بعيداً عن التشدد والتأويل. وتناولت حلقات البرنامج طوال شهر رمضان، موضوعات هامة منها: مفهوم الوطن والمواطنة، التدين بين المظهر والمخبر، تحرير المرأة وتمكينها، الإسلام السياسي، حرية المعتقدات الدينية، المسؤولية، التسامح ما بين اتباع الأديان، موقف الإسلام من الفن، الإلحاد، التسامح بين المذاهب، مفهوم الحاكمية في الإسلام، اللا عنف، التفكير الفقهوي، كيد الشيطان، حد الردة، مقاصد الشريعة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقضايا الحسبة والنصيحة، الإرهاب، الفتاوى، القتال في الإسلام ومفهوم الجهاد

مشاركة :