ذكرت وكالة «رويترز» أن مقاتلي حركة طالبان تمكنوا من دخول القصر الرئاسي في العاصمة الأفغانية كابول، أمس الأحد، بينما غادر الرئيس أشرف غني صوب طاجيكستان، في وقت سابق. وأفاد إعلام أفغاني بأن مقاتلي طالبان دخلوا القصر الرئاسي في كابول، بعد تأمين مراكز الشرطة وجامعة كابل ووزارة التعليم بعد خلو المراكز الأمنية من عناصرها. من جانبها، أعلنت الداخلية الأفغانية حظرا للتجول في كابول ابتداءً من 9 مساءً بالتوقيت المحلي. في السياق، أكد نائب الرئيس السابق عبدالله عبدالله، في مقطع مصور نشره عبر فيسبوك، أن الرئيس الأفغاني أشرف غني غادر أفغانستان، وذلك في وقت بدأ فيه عناصر حركة طالبان بدخول أجزاء من العاصمة كابول. من جانبها، أفادت شبكة «سي إن إن» الأمريكية بأن الرئيس غادر القصر الرئاسي بكابول عبر طائرة مروحية. في المقابل، أفادت وكالة سبوتنيك الروسية بأن الرئيس الأفغاني وافق على الاستقالة، مشيرة إلى نقل إدارة أفغانستان إلى عبدالله عبدالله وحامد كرزاي. وكانت وسائل إعلام أفغانية أكدت، في وقت سابق أمس الأحد، بأن الرئيس غادر البلاد برفقة مستشار الأمن الوطني إلى طاجيكستان. وقال مسؤول كبير في الداخلية الأفغانية إن معلومة مغادرة الرئيس صحيحة، فيما شدّدت الرئاسة الأفغانية أنه لا يمكن الإفصاح عن تحركاته لأسباب أمنية. في موازاة ذلك، حذرت حركة طالبان من فوضى في حال عدم دخول مقاتليها إلى العاصمة الليلة، مشيرة إلى أنها تفحص ما إذا كان الرئيس قد غادر بالفعل أفغانستان. وكانت مصادر «العربية» قد تحدثت في وقت سابق عن ورود أنباء عن تخلّي غني عن السلطة وتشكيل حكومة مؤقتة. وقبل ذلك أفادت شبكة (سي إن إن) نقلاً عن مصدر بالقصر الرئاسي في أفغانستان بوصول ثمانية أو تسعة ممثلين عن طالبان من قطر، وموجودون حاليًا داخل القصر بينهم شقيق نائب زعيم الحركة. وقال المصدر إن من بين الممثلين أنس حقاني شقيق نائب زعيم طالبان سراج الدين حقاني. وذكرت الشبكة نقلاً عن مصدر بمطار حامد كرزاي الدولي أن عددًا من المسؤولين الأفغان رفيعي المستوى بينهم بعض مستشاري الرئيس أشرف غني وصلوا إلى صالة كبار الشخصيات بانتظار مغادرة البلاد. في مقابل ذلك، أفاد مفاوض حكومي بأن وفد حكومة كابل توجّه إلى الدوحة للقاء ممثلي حركة طالبان. يأتي هذا فيما أفادت مصادر دبلوماسية باختيار علي أحمد جلالي الأكاديمي المقيم في أمريكا ووزير الداخلية السابق لرئاسة حكومة مؤقتة في أفغانستان. من جهته، أكد وزير الداخلية الأفغاني عبدالستار ميرزا كوال، الأحد، أن «انتقالاً سلميًا للسلطة إلى حكومة انتقالية» سيجري في أفغانستان، حيث بات مقاتلو طالبان على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة في البلاد. وصرّح ميرزا كوال في رسالة عبر مقطع فيديو أنه «لا ينبغي على الأفغان أن يقلقوا (...) لن يحصل هجوم على مدينة (كابول). وسيجري انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية». كان مسؤول بالقصر الرئاسي الأفغاني أفاد بأن الرئيس أشرف غني يجري محادثات طارئة مع الدبلوماسي الأمريكي خليل زاد ومسؤولين كبار في حلف الأطلسي. بالتزامن، أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن تسليم السلطة في العاصمة كابل سيتم قريبًا، بينما أفادت مصادر العربية أن عملية نقل السلطة ستتم خلال ساعات. تأتي هذه المفاوضات الطارئة في الوقت الذي دخل مقاتلو طالبان ضواحي العاصمة الأفغانية أمس الأحد، ما عزز إحكام قبضتهم على البلاد مع فرار العمال المذعورين من المكاتب الحكومية وهبطت مروحيات على السفارة الأمريكية.
مشاركة :