أوضح اخصائي العلاج الطبيعي الدكتور مصطفى عباس ، أن آلام أسفل الظهر تعتبر من أكثر أسباب زيارة الأشخاص للعيادات الطبية، إذ أشارت الدراسات الحديثة إلى أن انتشار آلام أسفل الظهر تصل إلى ٨٠% بين سكان الدول المتقدمه ، وتبدأ هذه الآلام في الظهور في المرحله العمرية من ٢٠-٤٠ عاما ، لكنها أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تترواح أعمارهم بين ٤٠-٨٠ عام . ولفت إلى أن آلام اسفل الظهر تنقسم إلى آلام حاده (مدة الألم فيها تستمر إلى ٦ أسابيع )، وآلام مزمنة (مدة الألم فيها تمتد إلى أكثر من ٦ أسابيع ) ، ومن أكثر الأعراض الشائعة لآلام اسفل الظهر الحاده والتى تظهر بعد ممارسة بعض الحركات التي يكون فيها التواء في الظهر أو رفع أشياء بطريقه غير سليمة أو الجلوس الخاطئ لفترات طويلة، ويتنوع شدة الألم ما بين الم موضعي في اسفل الظهر إلى الم ممتد أحيانا إلى اسفل الساقين وهو ما يعرف بـ ( عرق النسا ) ، وقد يتطور ذلك مع الم اسفل الظهر المزمن إلى ظهور أعراض القلق والاكتئاب على المريض ، وتنصح الهيئات الطبيه المتخصصة بعدم اجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير الطبقي المحوسب إذا لم تكن هناك ضرورة تستدعي ذلك ، حيث ان اجراءات التصوير الطبقي تزيد من تكاليف العلاج وترتبط بمعدل أعلى من العمليات الجراحية بدون فائدة. وأشار إلى أن الفحص الاكلينيكي للمريض يعتبر من أهم الطرق التشخيصيه للوقوف علي أسباب آلام اسفل الظهر والتي من الممكن تصنيفها إلى: ⁃ اسباب ميكانيكية تختص بالجهاز العضلي الهيكلي ، وهذه تمثل نسبة ٩٠% ، ومنها علي سبيل المثال (الاجهاد العضلي – الانزلاق الغضروفي -ضيق القناه الشوكيه). ⁃ اسباب غير ميكانيكيه بالجهاز العضلي الهيكلي ومن امثلتها ( اورام البروستاتا – اورام الثدي – التهابات الجهاز البولي ) . واختتم الدكتور عباس إلى القول ، أن الوقايه هي أفضل من العلاج ، وتكون الوقايه من خلال ممارسة التمارين الرياضية المناسبة والصحيحة، والتى تهدف الي تقوية عضلات الظهر ، كما أثبتت الأبحاث الطبية أن الغالبية العظمى من مرضى آلام اسفل الظهر يمكن معالجتها بالعلاج التحفظي دون الحاجه للتدخل الجراحي ، ومن أهم هذه الطرق العلاجيه، العلاج التقويمي التأهيلي والعلاج بالاستيوباثي حيث يقوم الاستيوباثي علي فلسفة الشخص الكامل ، بمعنى انه يتعامل مع جسم الانسان على أنه وحدة معقدة من الأجزاء المتداخلة، والتى تعمل بالتكامل مع بعضها البعض كما يعطى هذا العلم الاهتمام بمساعدة الجسم علي علاج نفسه ، ويقدم الاستيوباثي العديد من الوسائل في تشخيص وعلاج المسببات الرئيسيه للألم لمساعدة الجسم ككل على أن يستعيد توازنه الصحي.
مشاركة :