دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين الى عقد اجتماع عبر الفيديو لقادة مجموعة الدول السبع “في الايام المقبلة” من أجل تبني “مقاربة موحدة” بشأن التطورات في افغانستان بعدما سيطرت عليها طالبان. وتشاور جونسون الاثنين مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون و”شدد على ضرورة ان يلتئم المجتمع الدولي ويتبنى مقاربة موحدة في شان افغانستان، سواء على صعيد الاعتراف باي حكومة مقبلة او على صعيد منع ازمة انسانية”، وفق ما افادت رئاسة الوزراء لافتة الى أن جونسون “اعرب عن نيته تنظيم اجتماع عبر الفيديو لقادة مجموعة السبع في الايام المقبلة لهذه الغاية”. وجاء بيان رئاسة الحكومة البريطانية بعيد تصريحات أدلى بها وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قال فيها “أعتقد أن العالم بأسره فوجىء بالسرعة التي استعادت فيها طالبان السلطة في أفغانستان”، داعيا إلى “استخلاص العبر”. وحذّر راب “نقول بوضوح مع شركائنا وبكل ما لدينا من وسائل سنحاسب طالبان”. وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس قد وصف الاثنين قبيل اجتماع أزمة جديد للحكومة عودة حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان بأنها “إخفاق للمجتمع الدولي”. وسبق أن انتقد والاس علناً الأسبوع الماضي القرار الأميركي بالانسحاب من أفغانستان. لكنّه أكد أن الالتزام البريطاني في أفغانستان الذي كلّف 457 جندياً بريطانياً حياتهم خلال 20 عاماً من التدخل، “لم يذهب سدى”. وباتت أفغانستان الاثنين في قبضة طالبان بعد انهيار القوات الحكومية وفرار الرئيس أشرف غني إلى الخارج. وترأس جونسون الإثنين اجتماع أزمة حكوميا هو الثالث في أربعة أيام. ودعا اثر الاجتماع الأحد الغربيين إلى تبني موقفاً مشتركاً “لتجنب أن تغدو أفغانستان مجددا تربة للارهاب” والى عدم الاعتراف بحكومة طالبان “في شكل احادي”. وأكد أن “أولويته” تكمن في إجلاء المواطنين البريطانيين من افغانستان. -“أوقات مذلّة”- نشرت المملكة المتحدة 600 جندي لتأمين إجلاء رعاياها وطاقم سفارتها. ووصلت أول رحلة مساء الأحد إلى قاعدة “بريز نورتون” في وسط انكلترا. وأوضح الوزير “لقد أجلينا 370 موظفاً ومواطناً بريطانياً أمس وأول من أمس” مضيفاً أن “مجموعة من 782 أفغانياً سيتمّ إجلاؤهم من البلاد “في الساعات الـ24 إلى 36 المقبلة”.وأكد أن “هدفنا هو إجلاء 1200 إلى 1500 شخص في اليوم”. لكنه أقر عبر أثير اذاعة “إل بي سي” أن “البعض لن يتمكن من العودة”. وإزاء الوضع الملحّ، أعلن والاس أنه ستتم “في أسرع ما يمكن معالجة” طلبات التأشيرات التي تقدم بها الأفغان الذين ساعدوا القوات البريطانية، موضحاً أنه سيتمّ “تغيير القواعد” حيثما أمكن لتسريع العملية. وفي ظل تدهور الأوضاع في أفغانستان، انتقدت الحكومة البريطانية انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، ما أدى إلى رحيل قوات الحلف الأطلسي، بما في ذلك القوات البريطانية. كما استبعدت أي تدخل عسكري ومن المتوقع أن تواجه انتقادات شديدة صباح الأربعاء خلال جلسة استثنائية للبرلمان. وصرّح مارك سيدويل، الممثل السابق لدى حلف شمال الأطلسي، لشبكة “بي بي سي” البريطانية “إنها أوقات مذلّة للغرب”. وأعرب جورج روبرتسون، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي خلال هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، ل”بي بي سي” عن “حزنه واشمئزازه”. وأوضح “لو تعلمنا مما حدث في البوسنة وكوسوفو، لتمكن الانسحاب التدريجي المبني على الوقائع والانتصارات الميدانية من منع هذه الكارثة”.
مشاركة :