أفغانستان بأيدي طالبان وفوضى في مطار كابول

  • 8/17/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

باتت أفغانستان الإثنين في قبضة طالبان مع انهيار القوات الحكومية وفرار الرئيس أشرف غني من البلاد، فيما احتشد آلاف الأشخاص يائسين في مطار كابول لمحاولة الهرب وسط حالة من الفوضى العارمة. تفاقم الوضع في المطار الذي اجتاحت حشود مدارجه إلى حد أنه تم تعليق كل الرحلات المدنية والعسكرية بعد ظهر الإثنين كما أعلن البنتاغون. وأثار الانتصار الخاطف للمتمردين الذين احتلوا مساء الأحد القصر الرئاسي في كابول، حالة من الذعر شهدها مطار العاصمة، نقطة الخروج الوحيدة من البلاد، إلى حيث تهافتت حشود لمحاولة الفرار من النظام الجديد الذي تعهدت الحركة الإسلامية المتشددة بإقامته بعد حرب استمرت عشرين عامًا. وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد فوضى عارمة في المطار، حيث يحتشد الآلاف على المدرج نفسه فيما تتمسك مجموعات من الشباب بسلالم الصعود إلى الطائرات. بعدما أطلقت النار في الهواء الاحد لمحاولة ردع الحشود، أطلقت القوات الأمريكية النار الإثنين ما أدى إلى مقتل رجلين «شهرا سلاحهما» كما أعلن مسؤول في البنتاغون. هذه الحشود لم تقنعها وعود طالبان وتأكيداتها أنه لا ينبغي أن يخشاها أحدٌ وفق ما أفاد شاهد لوكالة فرانس برس مقرّا بأنه يشعر «بخوف شديد». وقال شاهد آخر عمره 25 عاما عرف عن نفسه باسم مستعار هو أحمد سقيب، لفرانس برس «نخاف أن نعيش في هذه المدينة ونحاول الفرار من كابول». وأضاف «قرأتُ على فيسبوك أن كندا تقبل طالبي لجوء من أفغانستان. آمل أن أكون من بينهم. بما أنني خدمتُ في الجيش، فقدتُ عملي، وأصبحتُ معرّضًا للخطر بمجرد أن أعيش هنا لأن متمرّدي طالبان سيستهدفونني، هذا مؤكد». لكن الرحلات التجارية من وإلى كابول ألغيت. وعلّقت شركات طيران دولية تحليق طائرتها في المجال الجوي الأفغاني، بناءً على طلب أفغانستان وبسبب الحركة الجوية العسكرية الأميركية. وأشاروا أيضًا إلى أن آلاف المقاتلين يتوجهون إلى العاصمة لإعادة الأمن والنظام. وأقرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي يعتقد أنه انتقل إلى طاجيكستان، مساء الأحد بأن «حركة طالبان انتصرت». وفي مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أثنى الملا عبدالغني برادر، أحد مؤسسي الحركة، على انتصارها قائلاً: «الآن حان الوقت للتقييم والإثبات، الآن علينا أن نظهر أن بإمكاننا خدمة أمتنا وضمان السلام ورغد العيش». وتكبدت القوات الأفغانية هزيمة تامة بعدما أنفقت عليها الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات طوال عشرين عامًا. ففي عشرة أيّام، تمكّنت طالبان من السيطرة على كامل المناطق الأفغانيّة تقريبًا. وهي باشرت هجومًا واسع النطاق في مايو، مع بدء الانسحاب الكامل للقوّات الأجنبيّة وخصوصًا الأمريكية من البلاد. من جانب آخر تعهد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الإثنين، بـ«حماية الشعب الأفغاني»، داعيًا حركة طالبان للالتزام بالقوانين الدولية و«ضبط النفس» والتأكد من وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وقال أنطونيو غوتيريس في جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة تطورات الوضع في أفغانستان: «العالم يتابع الأحداث في أفغانستان بقلب ثقيل وقلق حيال المستقبل. كلنا شاهدنا الصور والفوضى والخوف والذعر في أفغانستان، شعرنا بأنه تم إيقاف آمال وأحلام المواطنين.. أحث طالبان على ضبط النفس والتأكد من وصول المساعدات الإنسانية». وتابع: «أدعو جميع الأطراف للالتزام بحماية المدنيين، وتوفير أية مساعدات إنسانية ممكنة، وإنقاذ أرواح الناس».

مشاركة :