زيارة «جناح الاستدامة»، الذي يحمل اسم «تيرّا» (كلمة لاتينية تعني الأرض)، واحدة من التجارب المميزة في إكسبو 2020 دبي، وتلهم الزوار لبناء مستقبل أفضل، عبر رحلة شيقة يخوضها الملايين الذين سيعيشون تجربة عاطفة ورحلة غامرة عبر عجائب الطبيعة. يحكي جناح الاستدامة الذي يغطي مساحة 6300 متر مربع وسيتسع لـ4400 شخص، وستستغرق كل زيارة نحو 45 دقيقة، لزواره حكاية علاقة البشر بالطبيعة، وفي الوقت ذاته يعالج الأثر البيئي السلبي الذي يتسبب به إلى حد كبير السلوك البشري، وذلك ليساعد الزوار على فهم أثرهم على البيئة، ومن ثَمّ يحثهم ليصبحوا دعاة للتغيير. وسيكون الحدث الدولي، طوال فترة انعقاده الممتدة على ستة أشهر، منصة لإحداث التغيير، ومشاركة الحلول، واستكشاف الأفكار الجديدة التي تشجّعنا على العمل معاً من أجل حماية كوكبنا، ويتناول موضوع الاستدامة في إكسبو 2020، الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية للأماكن التي نعيش فيها، ويسعى إلى إحداث أثر بيئي إيجابي على المستوى المحلي، وإقليمياً، وعالمياً. إرث إكسبو حسب إدارة الحدث، فإن جناح الاستدامة سيكون مثالاً يُحتذى على مستوى التصميم المعماري المستدام، وسيكون جزءاً من الإرث الذي سيخلّفه إكسبو 2020 بعد انتهاء فعالياته، إذ سيتحول إلى مركز للعلوم، ويتطلع القائمون على جناح الاستدامة إلى أن يصبح في مرحلة الإرث مبنى ذاتي الاستدامة يولّد احتياجاته الخاصة من طاقة ومياه بنسبة 100 في المئة. تصميم أخضر قامت شركة «غريمشو أركيتكتس»، بتصميم الجناح ليكون مطابقاً لمعايير المباني الخضراء الحاصلة على شهادة «لييد» البلاتينية للريادة في تصميمات الطاقة والبيئة، يستمد الشكل الديناميكي للجناح الإلهام من العمليات الطبيعية، مثل التمثيل الضوئي، وهو ما يخدم وظيفته، إذ يستخلص الطاقة من أشعة الشمس ويحصد الماء العذب من رطوبة الهواء، وستُنتج الطاقة ألواح كهروضوئية على أعلى المواصفات، بينها 1055 لوحا مُرتَّبة على مظلة السقف البالغ عرضها 130 متراً، وكذلك أعلى سلسلة من أشجار الطاقة المنتشرة ضمن المناظر الطبيعية. التغيير تعد الاستدامة واحدة من الموضوعات الرئيسية في إكسبو 2020 دبي، حيث سيكون الحدث الدولي، ويعد جناح الاستدامة واحداً من التجارب المميزة التي ستأخذ ملايين الزوار في رحلة عبر عجائب الطبيعة، وتلهمهم لبناء مستقبل أكثر استدامة، ويسلط جناح الاستدامة، الذي يحمل اسم «تيرّا» (كلمة لاتينية تعني الأرض)، الضوء على الحاجة الملحّة للتصدي لتأثيرات البيئية السلبية، التي يتسبب بها السلوك البشري بدرجة كبيرة، وسيسلط جناح الاستدامة، تيرّا، الضوء على الحاجة الملحّة للتصدي للتأثيرات البيئية السلبية التي يتسبب بها السلوك البشري بدرجة كبيرة، وذلك عبر تجربة ممتعة وشخصية مصممة خصيصاً لتمكين الزوار من فهم أثرهم على البيئة، وبالتالي حثّهم ليصبحوا دعاة للتغيير. فعاليات وتجـارب يستضيف الجناح أيضاً فعاليات ترفيهية وتثقيفية، كالعروض العلمية والثقافية التي تحاكي موضوع الاستدامة، وبعد انتهاء فعاليات إكسبو 2020، سيستمر جناح الاستدامة في إلهام الأجيال المقبلة وسيكون نموذجاً عن التصاميم المستدامة، على أن يصبح المبنى مركزاً للعلوم في دستركت 2020، وهي المدينة الجديدة التي ستُنشأ في موقع إكسبو بعد اختتام فعالياته، وسيقدم الجناح حزمة كبيرة من التجارب المميزة للزوار تشمل: جولة عبر الزمن في الوادي العربي، حيث كانت الفهود والأفيال الضخمة تعيش وتجول، مجسمات عملاقة مستوحاة من ألعاب معروفة في مدن الملاهي تشرح قضايا الاستدامة ومفاهيمها، بما في ذلك متاهة توازن عملاقة تتطلب من الزوار التعاون لتحقيق التوازن على كوكب الأرض، جولة تفاعلية عبر جذور الغابة، حيث ستؤثر كل خطوة على شبكة الأخشاب العنكبوتية، وهي عبارة عن شبكة متشابكة مذهلة من الجذور والفطريات تتيح للأشجار التواصل وتشارك الموارد، جولة استكشافية «في أعماق المحيط» لاستكشاف جماله وأسراره الخفية، رحلة في قاعات الاستهلاك، تكشف حجم الضرر الناتج عن اختياراتنا، لقاء مع ناشَر - وهي آلة استهلاك عملاقة تبين كيف تُدمَر الموارد الطبيعية لإنتاج المنتجات الاستهلاكية، لقاء مع سمكة عملاقة من أعماق البحر تعرّض جهازها للتعطل والانسداد بسبب المخلّفات البلاستيكية، سلسلة سيناريوهات «هل تفضل؟» لحث الزوار على التفكير في مدى التأثير المباشر للسلوك البشري على كوكبنا، مختبر قيَم المستقبل، وهو مساحة للتفاؤل تعرض حلولاً للتحديات والقضايا والمخاوف التي نواجهها على مستوى البيئة والتي أُثيرت عند الزائر أثناء جولته، مطالبة الزوار بتقديم تعهد شخصي بدعم التغيير الإيجابي، وقد يكون هذا التعهد بسيطاً كتقليص فضلات الطعام أو عدم استخدام البلاستيك ذي الاستخدام الواحد. شجرة الغاف تستمد مظلة جناح الاستدامة الإلهام من شجرة الغاف التي ترمز إلى تجربة الجناح بالكامل، لا تنبت شجرة الغاف سوى في المناطق المناخية الأكثر جفافاً، وتحتاج إلى كميات قليلة جداً من الماء للبقاء، وتتمتع بالقدرة على العيش في البيئات الصحراوية، ويتّبع تصميم السقف مبادئ الطبيعة، ليضم أكبر مساحة ممكنة من الألواح الشمسية ويسهل عملية التنظيف، وتحيط أشجار الطاقة تلك بالمبنى، لتغطية المساحات الخارجية بالظل، وستتبع مسار الشمس لتوليد أكبر قدر ممكن من الطاقة، وستنتج تقنية المبنى أربع جيجاوات ساعة من الكهرباء سنوياً، وهذه الكمية كافية لقيادة سيارة «نيسان ليف» الكهربائية لمسافة تعادل نصف المسافة التي تفصلنا عن كوكب المريخ، كما أنه وبفضل امتداد معظم المساحات تحت الأرض وتحصينها بجدران سميكة ومعزولة بأقل قدر ممكن من الطلاء الزجاجي، يتاح توفير كمية إضافية من الطاقة، وفي الوقت نفسه، يعمل السقف الشمسي مظلة عملاقة للحد من الأثر الحراري للشمس، وستسمح مظلة الجناح، المصممة على شكل قمع يضيق في الاتجاه إلى الأسفل، بتدفق الهواء على نحو يوفر تهوية طبيعية لباحة الجناح، فضلاً عن أنها ستسمح بتسلل الضوء المحيط، وهو ما يساهم في الحد من متطلبات الطاقة. الأمن الغذائي يغطي جناح الاستدامة والأراضي المحيطة به نحو 25.000 متر مربع، وستكون هذه المساحة مزودة بتقنيات ريّ مبتكرة، بما فيها نظام لإعادة تدوير المياه الرمادية، ونباتات محلّية لخفض استهلاك المياه بنسبة 75 في المئة، وانطلاقاً من التنوع البيولوجي الغني للمنطقة، والطرق المبهرة التي تكيّفت بها الطبيعة مع المناخ القاسي والظروف المليئة بالتحديات، ستعرض حدائق الجناح محاصيل جديدة يجري تطويرها للمناخات الجافة، ويمكنها المساهمة في تحقيق أمن المنطقة الغذائي في المستقبل، وصُممت أرضيات الجناح لتكون صديقة للنحل، إذ سيُعاد توطين النحل الذي كان قد نُقل من موقع إكسبو 2020 دبي أثناء بناء الموقع ووضعه في خلية في الموقع، بعد اختتام فعاليات الحدث الدولي. اكتفاء ذاتي صمم جناح الاستدامة ليحقق اكتفاءه الذاتي من الطاقة والمياه، عبر استخدام استراتيجيات خفض استهلاك المياه، وإعادة تدوير المياه، ومصادر المياه البديلة، ويُجمَع الماء المكثّف من نظام معالجة الهواء، ثم يُنقّى، ويُطهَر، ويُمزَج بالماء متوسط الملوحة الموجود بالقرب من السطح، الذي يخضع للتحلية في الموقع لتزويد الجناح بالماء الصالح للشرب، وكلما ازدادت حرارة الهواء في الخارج وازداد عدد زوار الجناح، ازدادت تبعاً لذلك كميات الماء المكثّف للاستخدام داخل الجناح، وتساعد المقْصَبات كذلك في عملية التنقية الطبيعية للمياه، وفي منطقة الجناح، توجد أيضاً تقنية متطورة تُدعى «شجرة المياه»، تستخدم هيكلاً معدنياً عضوياً ومبتكراً، ويمكنها استخلاص الماء من رطوبة الجو كما تمتص الإسفنجة الماء، وتعمل بالطاقة الشمسية بالكامل.
مشاركة :