انفض سامر ليالي الرياض بعد أن قبض السمّار على فيض من البهجة والتوق الجارف لتكرار التجربة تحفل بالمزيد من الدهشة بعد إسدال الستار على فعاليات مهرجان الرياض المسرحي للعروض المبتكرة الذي يحسب له أنه دفع إلى المشهد بالعديد من النجوم الواعدة وأضاء فضاءات المسرح بالعديد من التجارب وقبل هذا نجح في إعادة الروح والحياة للمسرح بعد طول غياب تحت إملاءات جائحة كورونا، حملنا في صحيفة الرياض تهاني الوسط المسرحي المملوءة بمشاعر البهجة للقائمين على هذا المهرجان، ومعها حزمة من الأسئلة التي وضعناها على طاولة مدير المهرجان خالد الباز فكان هذا الحوار. هاجسنا الحفاظ على المكتسبات * استهلالاً بودنا أن نتعرف على فكرة العروض المبتكرة، ما دواعيها وكيف رشحت في ذهنكم كجهة منظمة؟ في البداية شكرا جزيلاً لكم ولحرصكم على إظهار وإبراز هذه الجهود كما أشكر الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون لكل الجهود والدعم الذي وجدناه لإنجاح فعاليات الملتقى وقد تشرفت بإدارته وتنفيذ ملتقى الرياض المسرحي للعروض المبتكرة قدمت هذه العروض بطابع لا يخلو من التجديد وكسر الأسلوب السائد للعروض المسرحية والمعروف بأن يقدم على خشبه المسرح أو بما يعرف بالعلبة الإيطالية وحرصت الجمعية لتفعيل أهداف الملتقى وتحفيز الفرق المسرحية الشابة على تقديم عروض مبتكرة وإبداعية من خلال إيجاد جو تنافسي بين المشاركين والمساهمة في تطوير هذه العروض وإثراء ودفع الحركة المسرحية واكتشاف وإبراز المواهب المسرحية على مستوى التمثيل والإخراج والنص ودعم الطاقات المميزة والمواهب من الشباب والشابات وتمكينهم لتبادل الخبرات والتجارب. المهرجان احتفى بمحمد الطويان وأود هنا أن أشير إلى أنه تم تسميته هذه الدورة بأحد رموز المسرح الفنان الكبير محمد الطويان تقديرا وترسيخا لدوره الكبير والرائد في خدمة المسرح السعودي، الذي ساهم في توجيه كلماته للشباب في توظيف قدراتهم للابتكار. العروض المبتكرة: هل لا مس ما قدمته العروض خلال المهرجان مسألة الابتكار؟ وما أبرز مظاهر وصيغ الابتكار التي أفرزتها هذه التظاهرة؟ شاهدنا ست تجارب مختلفة في الابتكار من المخرجين بدأت في استعداداتهم الأولية في ورش العمل ثم الاطلاع على الأماكن الخاصة بالعرض لتوظيف ذلك في الابتكار وكانت النتيجة أننا شاهدنا بعض العروض قدمت في الهواء الطلق وبعضها في المرافق داخل الجمعية ووقفنا على ابتكارات في توظيف الإضاءة والصوت وابتكارات في صناعة النص المسرحي وأخرى في السينوغرافيا وأعتقد أن مثل هذه التجارب للعروض المسرحية كعرض أول حققت أهدافاً رائعة وفقط هي تحتاج للمزيد من الاشتغالات والعمل والاستمرارية وتوسيع الثقافة لتنضج هذه العروض وتترسخ هذه التجارب للشباب، وكما هو معلوم بالضرورة أن العرض المسرحي كائن حي ينمو مع استمراره. شهدنا ابتكارات في توظيف الإضاءة والصوت وصناعة النص * من الطبيعي أن يكون هناك معوقات، ما أبرزها وكيف تجاوزتموها؟ في أي عمل أنت محاط بالصعوبات والمعوقات والنجاح هو في كيفية مواجهتها وقد كنا أمام تحدي الجائحة والزمان والمكان، وأيضاً المهرجان يقام في دورته الأولى، كل هذا كان يضعنا تحت تحدي تحقيق النجاح، وهذا ما تحقق بتوفيق الله، ثم بدعم وإشراف الجمعية وحرص الشباب وتفاعلهم لإظهار الحدث بالشكل اللائق. اكتفت هذه الدورة بمسرحيي الرياض واقتصرت عليهم، ألا ترون أن هذا يحد من مشاركة الطيف الأعرض من المسرحيين السعوديين؟ الجميع يعلم أن الرياض لم تشهد مهرجاناً مسرحياً منذ فترة طويلة، وهناك تعطش من مخرجين وممثلين ومؤلفين وجميع المتهمين لذلك، ناهيك أن عدد المتقدمين كمخرجين وصل إلى 20 مخرجاً، فتم الفرز وفق الآلية المعلنة والضوابط والشروط حتى تم اختيار العدد المشارك، الأمر الآخر محدودية الميزانية التي تتلقاها الجمعية ومع هذا لم تقصر فقد بذلت وأعطت وساهمت وفق قدراتها وحرصت على نجاح التجربة، والجميع يشاهد ما تقدمه فروع الجمعيات بصفة عامة في مختلف مناطق المملكة مهرجانات مسرحية مميزة ورائعة وتفتح المجال للمواهب هناك، وسنحرص بإذن الله على التواصل مع المعنيين في المجال المسرحي للدعم لتطوير هذا المشروع وفتح المجال لدوراته القادمة للجميع للمشاركة. تابعت شخصياً عرض جريمة لم تحدث عبر البث المباشر وكان أحد الخيارات الجميلة وتوجه رائع لتفعيل منصات البث المباشر وتسخيرها لخدمة المسرح لكن هناك ضعف في الإخراج والصوت الذي أثر حتى على تواصل المتلقي مع الحدث والنقل لم يكن قادراً على ايصال تفاصيل مسرحية مهمة للمتابع تجعله يتواصل مع العرض ويتماهى مع المشهدية، لماذا لا يكون ضمن الأجندة تفعيل مثل هذه الوسائط مستقبلاً والإفادة منها بشكل أفضل عبر مخرجين متخصصين لهذا الشأن؟ أود أن أشير هنا إلى أن جميع العروض المسرحية تم تصويرها وستتم عليها عمليات المونتاج المناسبة ومن ثم نشرها على قناة الجمعية وسيتمكن الجميع من متابعتها بإذن الله بجميع التقنيات للصوت والإضاءة وخلافه. وكما يعلم الجميع أن تصوير العروض المباشرة يحتاج إلى بروفات مع مخرج العرض قبل البث لمعرفة الاحتياجات الفنية لكي تظهر بالشكل المطلوب. أما بخصوص ما ذكرته عن مسرحية جريمة لم تحدث فمن الطبيعي أن يكون لكل مخرج وجهة نظره وكان هناك طلب منه بعدم تشغيل المايكات والاكتفاء بصوت الممثل وهذا أحد الاقتراحات الإخراجية منه والتي يريد توظيفها المخرج كابتكار، وهنا طبيعي أن يكون الصوت لا يصل في النقل المباشر ولو تابعت العروض الأخرى التي كان الممثلون يستخدمون فيها المايكات كان الصوت يصل بوضوح وكذلك الصورة. كان هناك إجماع من المهتمين بالمسرح أهمية الاستمرارية للمهرجان، هل تحدثتم بشكل مباشر عن الاستمرارية، وهل قررتم هذا الأمر بشكل رسمي أم ما زال الموضوع بين التطلعات والأماني؟ الجمعية حريصه على استمرار هذا التجمع المسرحي وهي تدرك دوره في إثراء الحراك المسرحي ويعي القائمون عليها أهميته وجدواه ومدى ما أفرزه من تنوع وإضافات وبكل صدق الجمعية داعمة للجميع في مختلف صيغ النشاطات الثقافية ومنها المسرح وسيكون هناك استمرار لهذه الدورات بالتشاور مع أصحاب القرار في المسرح. المسرح والاستثمار والشراكات قضايا ملّحة وبدأت تفرض نفسها، هل فكرتم في التوجه نحو الاستثمار في المهرجان؟ أعتقد أن الجمعية حريصه على تطوير كل ما يتعلق بالمسرح والاستثمار مع القطاع الخاص يقدم إضافات مهمة ومخرجات نوعية وأعتقد الفترة القادمة سيكون هناك توجه جاد نحو الاستثمار المسرحي والشراكات. جانب من تكريم الفنانين
مشاركة :