هل تردع حاملات الطائرات الأمريكية إيران؟

  • 8/17/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أثارت‭ ‬سلسلة‭ ‬الهجمات‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬الشحن‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬بالقرب‭ ‬منه،‭ ‬والتي‭ ‬ارتبطت‭ ‬بقوة‭ ‬بإيران‭ ‬أو‭ ‬وكلائها‭ ‬الإقليميين،‭ ‬تساؤلات‭ ‬بين‭ ‬المحللين‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ ‬الردع‭ ‬الموجودة‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لمواجهة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الخبيثة‭ ‬وكبح‭ ‬قدرتها‭ ‬التدميرية‭ ‬للأرواح‭ ‬والمعدات‭.‬ ولمناقشة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬صدر‭ ‬تقرير‭ ‬عن‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬واشنطن‭ ‬لسياسة‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‮»‬،‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬هل‭ ‬تردع‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬إيران؟‮»‬،‭ ‬أعده‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬آيزنشتات‮»‬‭ ‬و«هنري‭ ‬ميهم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية‭ ‬بالمعهد،‭ ‬بهدف‭ ‬نقد‭ ‬الردع‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬كآلية‭ ‬ردع‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬حاليًا‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬المنشود‭.‬ ومنذ‭ ‬البداية،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬آيزنشتات‮»‬‭ ‬و«ميهم‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬طرقا‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية،‭ ‬وأقل‭ ‬كلفة،‭ ‬وأكثر‭ ‬استدامة‭ ‬لردع‭ ‬طهران،‭ ‬وصياغة‭ ‬سلوكها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬النشر‭ ‬المتتالية‭ ‬لمجموعات‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬الهجومية‭ ‬في‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬الخيار‭ ‬المُعتمد‮»‬‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬التوتر‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬هو‭ ‬إرسال‭ ‬إحدى‭ ‬حاملات‭ ‬طائراتها‭ ‬إلى‭ ‬الخليج،‭ ‬‮«‬سواء‭ ‬لردع‭ ‬النظام،‭ ‬أو‭ ‬لتحديد‭ ‬شكل‭ ‬سلوكه،‭ ‬أو‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التداعيات‭ ‬إذا‭ ‬أخفق‭ ‬الردع‮»‬‭. ‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬قد‭ ‬مثلت‭ ‬عامل‭ ‬ردع‭ ‬لطهران‭ ‬ووكلائها‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‮»‬‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬‮«‬أدت‭ ‬ممارسة‭ ‬عمليات‭ ‬النشر‭ ‬المتكررة‭ ‬والمطوّلة‭ ‬والمتعاقبة‭ ‬إلى‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬السفن‭ ‬وطواقمها،‭ ‬وألحقت‭ ‬الضرر‭ ‬بالجداول‭ ‬الزمنية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنشر‭ ‬والصيانة،‭ ‬ومنعت‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬الوفاء‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‮»‬‭.‬ واستمرارًا‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬رؤيتهما،‭ ‬أوضحا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬منذ‭ ‬حرب‭ ‬الخليج‭ ‬عام‭ ‬1991،‭ ‬احتفظت‭ ‬أمريكا‭ ‬بحاملة‭ ‬طائرات‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الحاملات‭ ‬العشر‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬هجمات‭ ‬إيران،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تفجير‭ ‬أبراج‭ ‬الخبر‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬عام‭ ‬1996،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬شنتها‭ ‬المليشيات‭ ‬الموالية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬وعشرات‭ ‬الهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬على‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والعسكريين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2019‮»‬‭. ‬وبالتالي،‭ ‬تساءلا‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الحاملات‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬حوله‭ ‬هو‭ ‬حقًا‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬للتفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لطهران،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تتجاهلها‭ ‬في‭ ‬قراراتها‭ ‬بشنّ‭ ‬هجمات‭ ‬جوية‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬برية‭ ‬أو‭ ‬بحرية‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬لاحظا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الأكثر‭ ‬جرأة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬حدثت‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬واشنطن‭ ‬حاملة‭ ‬أو‭ ‬اثنتان‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هجمات‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وصواريخ‭ ‬كروز‭ ‬على‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬‮«‬بقيق‮»‬‭ ‬و«خريص‮»‬،‭ ‬وهجمات‭ ‬المليشيات‭ ‬الموالية‭ ‬لطهران‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬والهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬انتقامًا‭ ‬لمقتل‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني،‭ ‬ومحاولة‭ ‬خطف‭ ‬الناشطة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬مسيح‭ ‬علي‭ ‬نجاد‮»‬‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الأمريكية‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬فيما‭ ‬تزايدت‭ ‬الهجمات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بوكلائها‭ ‬بعد‭ ‬تنصيب‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬إذ‭ ‬‮«‬شرعوا‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬والطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬التي‭ ‬هددت‭ ‬الجنود‭ ‬الأمريكيين‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬وضع‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬فإن‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬ناقلة‭ ‬النفط‭ ‬‮«‬إم‭ ‬ستريت‮»‬‭ ‬قبالة‭ ‬ساحل‭ ‬عُمان‭ ‬أواخر‭ ‬يوليو‭ ‬2021‭ ‬يثير‭ ‬احتمال‭ ‬شن‭ ‬هجمات‭ ‬ضد‭ ‬السفن‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عملاء،‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وإما‭ ‬مرتبطين‭ ‬بها،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬الواضح‭ ‬إلى‭ ‬استخدامها‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬لمهاجمة‭ ‬السفن‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خطر‭ ‬فقدان‭ ‬الأرواح‭ ‬من‭ ‬جانبهم‭.‬ إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬الظل‮»‬‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬خطر‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬نفسها‭ ‬عالقة‭ ‬عن‭ ‬غير‭ ‬قصد‭ ‬في‭ ‬أتون‭ ‬المواجهة‭. ‬وفي‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬الإضافي،‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬القيود‭ ‬أمام‭ ‬الناقلات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭. ‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬انتقاد‭ ‬‮«‬آيزنشتات‮»‬‭ ‬و«ميهم‮»‬‭ ‬لوجود‭ ‬حاملات‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬أنهما‭ ‬يعارضان‭ ‬وجودها‭ ‬مطلقا،‭ ‬بل‭ ‬يرغبان‭ ‬في‭ ‬رؤيتها‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬ردعا‭ ‬بشكل‭ ‬أوضح‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‮»‬‭. ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬جعلها‭ ‬‮«‬رموزا‭ ‬للردع‭ ‬الأمريكي‭ ‬المحتمل‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬كردود‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬التصرفات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بإيران‮»‬،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أمثلة‭ ‬للناقلات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬للردع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭.. ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬عندما‭ ‬منعت‭ ‬الحاملات‭ ‬الأمريكية‭ ‬قافلة‭ ‬إيرانية‭ ‬كانت‭ ‬تحاول‭ ‬تسليم‭ ‬أسلحة‭ ‬للمتمردين‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬مهمتها‭.‬ وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬حاول‭ ‬الباحثان‭ ‬استكشاف‭ ‬تدابير‭ ‬بديلة‭ ‬للردع‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لاستكمال‭ ‬المنظومة‭ ‬الحالية‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬أشارا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬وجدت‭ ‬سُبلًا‭ ‬أخرى‭ ‬للردع‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنشأت‭ ‬قوة‭ ‬أمنية‭ ‬بحرية‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019‭ ‬لضمان‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬وتأكيدًا‭ ‬لذلك،‭ ‬استشهدا‭ ‬بحديث‭ ‬‮«‬كينيث‭ ‬ماكنزي‮»‬‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬الذي‭ ‬‮«‬أرجع‭ ‬انخفاض‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬الشحن‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مواقع‭ ‬مراقبة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بقوات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬يزعم‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬قللت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬إنكار‭ ‬إيران‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬عن‭ ‬الهجمات‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬وصفاه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬الشكل‭ ‬النهائي‭ ‬لردع‭ ‬الهجمات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإنكار»؛‭ ‬لأنه‭ ‬يحرم‭ ‬طهران‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬النأي‭ ‬بنفسها‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬سفينة‭ ‬أمريكية‭ ‬أو‭ ‬حليفة‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‮»‬‭.‬ واستمرارًا،‭ ‬أوضحا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬مثل‭ ‬ردعا‭ ‬لبعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإيرانية‭ ‬المزعزعة‭ ‬للاستقرار‭ ‬منذ‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬2020‮»‬‭ ‬هو‭ ‬اغتيال‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني،‭ ‬إذ‭ ‬رأى‭ ‬المحللون‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭ ‬‮«‬تصرفت‭ ‬طهران‭ ‬بحذر‭ ‬شديد‮»‬‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنهم‭ ‬يقبلون‭ ‬أيضًا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬بدأت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬التحرك‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الاستجابة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬عندما‭ ‬هددت‭ ‬بإغلاق‭ ‬سفارتها‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬في‭ ‬سبتمبر2020،‭ ‬نتيجة‭ ‬استمرار‭ ‬الهجمات‭ ‬الصاروخية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وكلاء‭ ‬إيران؛‭ ‬تم‭ ‬التقليل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الضربات‮»‬‭.‬ وهكذا،‭ ‬خلصا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صدمة‭ ‬مقتل‭ ‬سليماني،‭ ‬والتهديد‭ ‬بإغلاق‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تهديدات‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬المتكررة‭ ‬لإيران،‭ ‬قد‭ ‬‮«‬غيرت‭ ‬حسابات‭ ‬المخاطر‭ ‬في‭ ‬طهران‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مقتل‭ ‬القيادي‭ ‬بمليشيات‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬مهدي‭ ‬المهندس‮»‬‭ -‬في‭ ‬نفس‭ ‬الغارة‭ ‬التي‭ ‬قتلت‭ ‬سليماني‭- ‬قد‭ ‬‮«‬شجع‭ ‬العراقيين‭ ‬على‭ ‬انتقاد‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬بلادهم‮»‬‭. ‬وأكدت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الردع‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬العامل‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬مراعاته‭ ‬عند‭ ‬تقييم‭ ‬الفعالية‭ ‬لسياسات‭ ‬واشنطن‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬تعطيل‭ ‬عمليات‭ ‬الخصم‭ ‬واستراتيجيته‭ ‬وسياسته‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬بنفس‭ ‬الأهمية‮»‬‭.‬ وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتوصيات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬تحليلهما‭ ‬لمستقبل‭ ‬الردع‭ ‬الأمريكي‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬ووكلائها‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬أكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التجربة‭ ‬تظهر‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬حجم‭ ‬أو‭ ‬قدرة‭ ‬القوات‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬الخطوط‭ ‬الأمامية‭ ‬هما‭ ‬اللذان‭ ‬يردعان»؛‭ ‬ولكن‭ ‬‮«‬مصداقية‭ ‬التهديدات‭ ‬الرادعة‮»‬‭. ‬وزادا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬تستطيع‭ ‬حاليًا‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬قواتها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬متى‭ ‬اقتضت‭ ‬الضرورة‮»‬،‭ ‬فإنها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬زيادة‭ ‬المصداقية،‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬صقلها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إظهار‭ ‬العزيمة‮»‬‭.‬ من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬تم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الأدوار‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬الاهتمام‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الواضح‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬بمنطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ‭ ‬لمواجهة‭ ‬الصين،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭. ‬وذكر‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬‮«‬صناع‭ ‬السياسة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التأكد‭ ‬مما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬القوات‭ ‬الخليجية‭ ‬قد‭ ‬تردع‭ ‬إيران‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬نشاطًا‭ ‬من‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬العملاقة،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بدوريات‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬العالمية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أنهم‭ ‬أدركوا‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬قوة‭ ‬عظمى‮»‬‭ ‬لها‭ ‬‮«‬التزامات‭ ‬دولية‮»‬،‭ ‬وأنها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬تحدّ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأعداء‭ ‬والخصوم‭ ‬الإقليميين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬‮«‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تحاول‭ ‬ذلك‮»‬‭.‬ علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬بالانسحاب‭ ‬من‭ ‬أفغانستان،‭ ‬وتقليص‭ ‬مستوى‭ ‬وحجم‭ ‬الدفاعات‭ ‬الصاروخية‭ ‬والطائرات‭ ‬المقاتلة‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشجع‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬ومحاولة‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬نفوذها‭ ‬الإقليمي‮»‬،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬حث‭ ‬الباحثان‭ ‬صانعي‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬على‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضمانات‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬القصوى،‭ ‬عبر‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬تمركز‭ ‬أصغر،‭ ‬ولكن‭ ‬أكثر‭ ‬نشاطًا‭ ‬للقوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬واعتماد‭ ‬استراتيجية‭ ‬المواجهة‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ«المنطقة‭ ‬الرمادية‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهي‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬وتضر‭ ‬بدولة‭ ‬أخرى،‭ ‬وتعتبر‭ ‬ظاهريا‭ ‬أعمال‭ ‬حرب،‭ ‬لكنها‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القانونية‭ ‬ليست‭ ‬أعمالا‭ ‬حربية‭.‬ وعليه،‭ ‬يوصي‭ ‬التقرير‭ ‬بضرورة‭ ‬نشر‭ ‬‮«‬حاملات‭ ‬طائرات‭ ‬قتالية‭ ‬خفيفة‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تساعد‭ ‬في‭ ‬عرقلة‭ ‬أي‭ ‬سلوك‭ ‬عدائي‭ ‬إيراني‮»‬،‭ ‬و«تشعر‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين‭ ‬بالطمأنينة‮»‬،‭ ‬وتوفر‭ ‬‮«‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الاستجابة‭ ‬الطارئة‭ ‬لأي‭ ‬هجوم‮»‬‭. ‬وتتعلق‭ ‬التوصية‭ ‬الثانية‭ ‬بحتمية‭ ‬‮«‬وجود‭ ‬عسكري‭ ‬أصغر،‭ ‬ولكن‭ ‬أكثر‭ ‬نشاطًا‭ ‬للقوات‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬‮«‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬تدابير‭ ‬الردع‭ ‬غير‭ ‬العسكرية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬حدوث‭ ‬تصعيد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬طهران‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬دائمًا‭ ‬دفع‭ ‬تلك‭ ‬التعزيزات‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬لتهدئة‭ ‬أي‭ ‬توترات‮»‬،‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬‮«‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬الردع،‭ ‬سواء‭ ‬بالعقاب‭ ‬والردود‭ ‬الانتقامية‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإنكار،‭ ‬والتي‭ ‬ستؤدي‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬أفضل،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬أحدهما‭ ‬أو‭ ‬الآخر‮»‬‭. ‬ وأخيرًا،‭ ‬يمكن‭ ‬لسياسة‭ ‬‮«‬المنطقة‭ ‬الرمادية‮»‬‭ -‬الموصى‭ ‬بها‭- ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التهم‭ ‬والمساءلة‭ ‬وإخضاعهم‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬أنشطة‭ ‬الردع‭ ‬السرية‭. ‬ولن‭ ‬يستلزم‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬سوى‭ ‬قوة‭ ‬أمريكية‭ ‬صغيرة‭ ‬متمركزة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭. ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‭ ‬واستدامة‮»‬‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬القتالية،‭ ‬مشيرين‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كافة‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬‮«‬مراقبة‭ ‬بالرادار‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬‮«‬سيكون‭ ‬له‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬المسؤول‭ ‬عنها‭ ‬وكيفية‭ ‬الرد‭ ‬عليها،‭ ‬أو‭ ‬فتح‭ ‬قنوات‭ ‬الحوار‭ ‬الدبلوماسية‮»‬‭.. ‬وبالتالي‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬زعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬الشركاء‭ ‬الإقليميين‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬النقطة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تنكر‭ ‬واشنطن‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬قيامها‭ ‬أو‭ ‬تنفيذها‭ ‬لأية‭ ‬أعمال‭ ‬انتقامية‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتكتيكاتها‭ ‬واستراتيجيتها‭ ‬الرادعة‭. ‬وهنا،‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬مخاطرة‭ ‬بوقوع‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬قد‭ ‬نجد‭ ‬هجمات‭ ‬أكثر‭ ‬فتكًا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إيران‭ ‬ضد‭ ‬السفن‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها،‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ترفع‭ ‬أية‭ ‬أعلام‭ ‬لدول‭ ‬محايدة‭.‬ لكن‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬لم‭ ‬يتناول‭ ‬التقرير‭ ‬موقف‭ ‬حلفاء‭ ‬واشنطن‭ ‬الخليجيين‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الحاملات‭ ‬لردع‭ ‬إيران،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭ ‬إشارة‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬اعتراف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بأهمية‭ ‬تأمين‭ ‬المنطقة‭ ‬وردع‭ ‬أي‭ ‬عدوان‭ ‬إيراني‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المجلس،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬فرقة‭ ‬العمل الدولية‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭(‬IMSC‭) ‬،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬الدعم البحري‮ ‬الأمريكي،‭ ‬وحماية‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الأعمال‭ ‬العدوانية‭ ‬غير‭ ‬المبررة‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬سلط‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬آيزنشتات‮»‬‭ ‬و«ميهم‮»‬‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬جدوى‭ ‬الدور‭ ‬المعاصر‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬كآليات‭ ‬لردع‭ ‬الأعمال‭ ‬العدوانية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الإيجابيات‭ ‬والسلبيات‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭.. ‬غير‭ ‬أنهما‭ ‬شددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬منوط‭ ‬‮«‬بما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الإجراءات‭ ‬تردع‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الهجومية‭ ‬الأكثر‭ ‬زعزعة‭ ‬للاستقرار‮»‬،‭ ‬وتجبر‭ ‬الخصم،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬‮«‬على‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬هجومية‭ ‬أقل‭ ‬تدميرًا‮»‬‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يقدما‭ ‬أية‭ ‬تصريحات‭ ‬واضحة‭ ‬لاستغلال‭ ‬الوضع،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تخفيف‭ ‬تمركز‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وبالمثل‭ ‬لم‭ ‬يقدما‭ ‬أي‭ ‬توصيات‭ ‬حول‭ ‬ملامح‭ ‬التغييرات‭ ‬العسكرية‭ ‬المستقبلية‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬سحب‭ ‬هذه‭ ‬الحاملات‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبرها‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬آلية‭ ‬الردع‭ ‬المناهض‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

مشاركة :