جدة: إبراهيم القرشي اتفق الأمير نواف بن محمد، رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى، والأمير تركي بن خالد المشرف السابق على المنتخب السعودي، وحمود الغبيني نائب الرئيس الأول للاتصال والعلاقات العامة في «موبايلي»، على أن الخصخصة ليست العصا السحرية للأندية للخروج من أزمتها المالية، وأشاروا إلى أهمية توجه إدارات الأندية للعمل باحترافية أكبر نحو التوجه للاستثمار من خلال تنويع مداخيلها، من خلال عقود الرعاية والمشاريع الاستثمارية التي تعود عليهم بالفائدة. وبيّن المحاضرون خلال ملتقى الاستثمار بالأندية الذي نظمته ديوانية الرياضة السعودية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة أن تطبيق الخصخصة في بيئة غير متخصصة سيكون خطأ استراتيجيا سينعكس سلبا على الأندية، وسيحدث نكسة أخرى عقب نكسة الاحتراف الذي طبق رغم عدم وجود بنية تحتية له والعدد الكافي من العقول المتخصصة احترافيا. وأوضح الأمير نواف بن محمد في بداية مداخلته أن هناك فرقا بين الاستثمار في النادي أو الاتحاد لاختلاف العمل بينهما، منوها إلى أن ما يتعلق بالاستثمار في الأندية ينظر له من شقين «موقع النادي والعقار الموجود فيه»، وهو ما من شأنه أن يجلب الاستثمار، والشق الآخر تملكه الدولة وتقوم بالصرف عليه صيانة وتشغيل، منوها إلى أن رعاية الشباب صرفت 25 مليونا من ميزانيتها على الكهرباء فقط. وأضاف: «لماذا الخصخصة ما دامت الدولة متكفلة برعايتها مجانا، لنبقي الأندية على ما هي عليه وتخصص كرة القدم فقط»، مشيرا إلى أن العقد الجديد للنقل التلفزيوني للدوري السعودي سيكون له عائد كبير في خارطة الاستثمار، وأن المستثمر يريد أن يعود عليه استثماره بالفائدة، الأمر الذي يتطلب من الأندية دراسة الآلية التي توفر لها ذلك، رافضا المقارنة بأوروبا، باعتبار أن الأندية تخوض مبارياتها على ملاعب المدن مجانا، عكس الحال بعد الخصخصة، الأمر الذي لا يكلف الأندية الدفع لخوض مبارياتها على الملاعب كما في أوروبا. وأضاف: «على صعيد الاتحادات أعتقد أنني أول من بدأ في التسويق الرياضي في السعودية، ونجحت في تغطية مصاريفي في الدوحة عام 92، وأنا مع المنتخب بل جلبنا ربحا أيضا، أي إنك تستطيع تغطية مصاريف الدورات من دخلها، التسويق والنقل التلفزيوني وأمور كثيرة أصبحت اليوم متاحة ولم تكن متاحة في الماضي، الوضع التسويقي تطور بصورة كبيرة، ويوجد مجال لخصخصة الاتحادات وليس الأندية، الدولة تعطي خدمات غير متوافرة في أي دولة في العالم، تتطلب الاستفادة مما توفر لها وخلق فرص استثمارية تزيد من مداخيل النادي المالية». من جانبه، وصف الأمير تركي بن خالد الوسط الرياضي بأنه «سائح على بعضه»، مشيرا إلى أن الرياضة السعودية تمر بأزمة لها أسباب عدة، منها السقف العالي في الطموح وغير الواقعي في وضع المقارنات مع أوروبا، والأخطاء الاستراتيجية التي وقعت، مشددا على أن هناك خطأ استراتيجيا في تطبيق الخصخصة «بعد الخطأ الذي وقعنا به سابقا بتطبيق الاحتراف، رغم أنه ليس لدينا البنية التحتية للاحتراف وليس لدينا عقول متخصصة»، منوها إلى أن تطبيق الخصخصة سيحدث نكسة ثانية مثل نكسة الاحتراف، باعتبار أن البيئة غير متخصصة، بينما نريد تخصيص الأندية، مضيفا أن كل مكونات التخصيص غير موجودة، الأمر الذي يجعله هدفا بعيد المدى، وليكن طموحنا واقعيا بحل المشكلة أولا وإيجاد بيئة متكاملة لتطبيق الخصخصة. وقال الأمير تركي بن خالد: «رجال الأعمال يتدخلون في الشؤون الفنية للأندية، كما أن هناك بحثا دائما عن الرؤساء الأثرياء، أوجد مشكلة احترافية في العقول والكوادر، ولا أطالب بإلغاء الاحتراف ولكن أطالب بتصحيحه، كوننا أمام رجل مريض اسمه الاحتراف». وطالب الأمير تركي بن خالد بأخذ العبرة مما يمر به نادي الاتحاد حاليا، مطالبا بالتأمل فيما يحدث له، باعتبار أن الأندية ستسير على ركبه، منوها إلى أن مشكلة الاتحاد إدارية بحتة، وأضاف: «لدينا خمسة أندية لديها راع ولم يعد سوى راع واحد، العام الماضي كان الدخل 190 مليون ريال، والآن لا يوجد سوى موبايلي، الأمر الثاني يخص الدخل التلفزيوني 150 مليون ريال، ومبيعات الملابس ودخول الجماهير حسب الإحصاءات الرسمية أقل من واحد في المائة». من جانبه، قال حمود الغبيني نائب الرئيس الأول للاتصال والعلاقات العامة في «موبايلي»: «لست خبيرا رياضيا ولكني أتيت لأنقل تجربة فريدة وهي من دون مبالغة الأكبر في الشرق الأوسط، وهي تجربة الهلال مع موبايلي، التي أرى أنها من أنجح وأفضل التعاقدات الاستثمارية المهمة والمبنية على الاحترافية في العمل».
مشاركة :