أشاد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بالمبادرة الاستراتيجية الجديدة التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة تحت شعار أسرة واعية.. مجتمع متماسك خلال ترؤس سموها مؤخراً الاجتماع الثاني للإدارة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية ضمن أجندة اجتماعات سموها السنوية لعام 2015 التي تعد امتداداً للجهود الحثيثة التي تبذلها سموها في سبيل صون الأسرة الإماراتية وتعزيز دورها كنواة أساسية للتنمية الشاملة المستدامة. قال وزير الثقافة خلال حضوره، أمس، بدء فعاليات المؤتمر الدولي السادس لحماية الطفل من التحرش الجنسي تحت شعار رحمة الذي تنظمه جمعية النهضة النسائية في دبي في مقر نادي ضباط الشرطة، إننا إذ نتحدث عن حماية الطفل والرحمة به، وما يتصل بذلك من نهضة أسرية ونسائية ناجحة لابد أن نعبر عن الاعتزاز والفخر في دولة الإمارات بالدور الرائد الذي تقوم به في هذا المجال سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ورعايتها ومساندتها كل مبادرة جادة تستهدف رعاية الطفل وحماية الأبناء والنهوض بالأسرة وتيسير سبل الحياة الكريمة والآمنة لأبناء وبنات هذا الوطن العزيز. وأكد أهمية مبادرة مجلس الأسرة الاجتماعي التي دعت فيها سموها مؤسسات الدولة كافة، والأسر والأفراد في المجتمع إلى التواصل الإيجابي والفاعل مع أبناء وبنات الوطن ورعايتهم و تربيتهم وإرشادهم وتوجيههم نحو الاستخدام الأمثل للتقنيات ووسائل الاتصال الاجتماعي، انطلاقاً من حرص سموها الكبير على تنمية الشباب وتوفير حياة سعيدة ومنتجة لهم يكونون فيها نموذجاً رائداً للإبداع والابتكار في خدمة الوطن. وأضاف أن معنى الرحمة كما يدل عنوان المؤتمر، يعني الرحمة والعناية والحماية لأطفالنا من ظواهر العنف والتحرش الدخيلة على مجتمع دولة الإمارات، وهو المجتمع الذي يحظى، بحمد الله تعالى، بالأمن والأمان والتكافل والرحمة بين جميع أبنائه وبناته. وأعرب عن اعتزازه برعاية حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، للمؤتمر. مقدماً جزيل الشكر والتقدير لجهودها الطيبة في رعاية الطفولة وحماية النشء ونشر معاني الرحمة والسلوك القويم والحرص القوي على تربية أبناء وبنات الوطن في بيئة آمنة سليمة تتيح للجميع حياة كريمة وثرية تنمو فيها القدرات والمواهب لمصلحة الفرد والجماعة، وثمن رؤية سمو أم الإمارات لما يجب أن يكون عليه المواطن الناجح في هذا العصر، وتأكيدها في كل مناسبة ضرورة أن يعمل الجميع معاً من أجل نهضة الأسرة وتمكين كل أبناء وبنات الوطن وتأكيد إسهاماتهم الإيجابية والمثمرة في إثراء واقع المجتمع وتشكيل مستقبله الزاهر، بإذن الله. ودعا أفراد ومؤسسات المجتمع كافة، إلى الالتفاف القوي حول مبادرة مجلس الأسرة الاجتماعي والقيام بالدور المرتقب في سبيل تفعيل دور هذا المجلس في حماية الأطفال ورعاية الشباب حتى تكون دولة الإمارات دائماً وطناً للتنمية والخير والرخاء. وقال أدعوكم في هذا المؤتمر إلى أن تكونوا في مناقشاتكم وخطط عملكم تجسيداً لما تمثله سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات من نموذج قيادي رفيع للعطاء المتواصل في سبيل إرساء دعائم التنمية الاجتماعية والأسرية والإنسانية في دولتنا الحبيبة على أسس قوية ومستقرة. ورفع أسمى آيات التحية والاحترام إلى سموها، معرباً عن فخره واعتزازه برؤيتها الثاقبة لمستقبل التنمية البشرية في هذا الوطن، ونقدم لسموها الوعد والعهد على أن نكون جميعاً على قدر آمالها وطموحاتها في الولاء لهذا الوطن الغالي والعمل المشترك في سبيل تطوره دائماً نحو الأفضل. وأعرب عن شكره وتقديره لجمعية النهضة النسائية في دبي ولرئيسة الجمعية الشيخة أمينة بنت حميد الطاير. سائلاً الله العلي القدير أن يوفقها دائماً لما فيه خير الأسرة في دولة الإمارات وأن يجزيها عن جهودها المتواصلة والناجحة خير الجزاء. ورحب بالمشاركين في المؤتمر. مضيفاً أن هذا المؤتمر إنما يتوافق في أهدافه وغاياته مع مكانة الطفل في التنمية المجتمعية في دولة الإمارات في ظل القيادة الحكيمة والمستنيرة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. وأشار إلى أن المؤتمر يسلط الضوء على ظواهر العنف والتحرش التي قد يتعرض لها الطفل، وآثارها الخطرة وغير الإنسانية فيه وفي مجتمعه.. لافتاً إلى السعي إلى أن تكون دولة الإمارات قدوة ونموذجاً في التخلص من هذه الظواهر السيئة، وأن تكون في الطليعة والمقدمة بكل ما تحظى به من بيئة اقتصادية ومجتمعية وثقافية وأخلاقية وقانونية تنبذ هذه الظواهر الإجرامية تلك التي لا تتفق مع طبيعة هذا المجتمع.. مجتمع الرحمة والخير والأمان والعطاء. ونوه بأن المؤتمر يناقش الأسباب المختلفة لظواهر العنف والتحرش بالأطفال في مختلف دول العالم، والاختلافات بين الذكور والإناث، وظروف ذوي الإعاقة، بجانب دور قطاعات المجتمع في التعامل الجاد والحازم مع هذه الظواهر الشاذة والمؤلمة. وقال إن عناوين الدراسات المقدمة في المؤتمر تظهر الحاجة إلى التحرك على عدد من المحاور المتداخلة والمتكاملة التي تشمل جميع الإحصاءات وإجراءات الدراسات وتوفير الأطر التشريعية والقانونية لعقاب المجرمين وبشكل رادع.. بجانب برامج التعليم والتوعية وبرامج التواصل مع الأطفال وحمايتهم وتوفير الخدمات التي تحول دون وقوع العنف والتحرش.. إضافة إلى بناء الشراكات بين الجميع وجعل ذلك كله دائماً أولوية قصوى في المجتمع. وأوضح أن المؤتمر يجسد الإدراك الواضح في أن حماية الطفل هي جزء أساسي من حقوق الإنسان في كل مكان، وهي بذلك مسؤولية الجميع، بل هي الآن أيضاً مسؤولية القائمين على شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي. ودعا إلى وجود وثيقة وطنية معلنة لحقوق الطفل يلتف حولها الجميع وتكون درجة الالتزام بها عنواناً صريحاً لنجاح المجتمع في رعاية أبنائه وبناته وحمايتهم من كل الأخطار والشرور. وأشار إلى أهمية المؤتمر داعياً إلى إيجاد تضافر قوي من الجميع والعمل المشترك بين قطاعات المجتمع.. الحكومة وهيئات القضاء والشرطة ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات التعليم وأماكن تجمع الأطفال ومنتديات الشباب والدعاة وعلماء الدين ووسائل الإعلام والبنية العامة في المجتمع. وطالب الجميع بالعمل من أجل الهدف السامي والنبيل وهو حماية الطفل ورعاية الشباب وتوفير نشأة صالحة وآمنة لهم حتى يكونوا أداة الوطن لتشكيل المستقبل الزاهر الذي نرجوه تحقيقه على الدوام. حضر افتتاح المؤتمر الذي يستمر إلى يوم 21 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، الشيخة أمينة بنت حميد الطاير رئيسة الجمعية رئيسة مجلس الإدارة وعضوات من مجلس الإدارة ومديرات المراكز والفروع في الجمعية.. بجانب ممثلي المؤسسات والوزارات والهيئات الحكومية والرسمية والخاصة والأجهزة الإعلامية المحلية والعربية والمنظمات التي لها تمثيل داخل الدولة وممثلي ومديري فروع ومكاتب جمعية النهضة النسائية في دبي. جرائم التحرش العقيد الدكتور جاسم خليل ميرزا مدير إدارة التوعية الأمنية بشرطة دبي قدم ورقة عمل واقعية بعنوان اتجاهات الرأي العام الإماراتي نحو التحرش الجنسي بالأطفال، مقسماً ورقته إلى 3 محاور هي: إن الإساءة للطفولة في ازدياد، وقضايا العنف ضد الأطفال تتحول إلى رأي عام، وبلاغات مراكز الشرطة تؤكد أننا أمام ظاهرة خطرة. وأشار ميرزا إلى أن إجمالي عدد البلاغات المقدمة للشرطة عن جرائم التحرش الجنسي للأحداث لعام 2014، وصل إلى 57 بلاغاً، ويأتي في مقدمة أنواع التهم: هتك العرض 41 حالة، وخدش حياء أنثى في طريق أو مكان عام 7 حالات، والشروع في اللواط 3، وحالتان لكل من الاغتصاب والإغواء على الفجور أو الدعارة واللواط، والشروع في الاغتصاب، أما عدد المتهمين فبلغ 60 متهماً.
مشاركة :