أبوظبي تكشف النقاب عن أول حاسوب كمومي خارق في الشرق الأوسط الفريق العامل في «معهد الابتكار التكنولوجي» يعتبر القدرات الكمومية إنجازاً بالغ الأهمية بالنسبة للعالم العربي كيلسي ورنر- ذا ناشونال بات بلوغ درجة حرارة أبرد بمئة مرة من الفضاء الخارجي العميق على وشك أن يصبح ممكناً في أبوظبي – وفي شهر أغسطس. ولكن الأمر لا يتعلق بالهروب من حرارة الصيف. فقد شرع فيزيائيو الكم بـ«معهد الابتكار التكنولوجي» في العاصمة في صناعة أول حاسوب كمومي في الشرق الأوسط. وفي هذا الإطار، قال كبير الباحثين بولوس ألفاكيس لصحيفة «ذا ناشيونل»: «إن هذا سيضع الإمارات على الخريطة لتصبح مركزاً معروفاً للبحوث المتعلقة بهذا الموضوع. وهذا إنجاز كبير بالنسبة للعالم العربي قاطبة». ولكي يشتغل «دماغ» الحاسوب الخارق، يجب أن تشتغل الشريحة التي بطول سنتمتر وعرض سنتمر في بيئة باردة للغاية. ولهذا الغرض، وصلت ثلاجتا تخفيف، تستطيعان توفير التجميد العميق المستمر، من فنلندا في صناديق خشبية ضخمة مكتوب عليهما «معدات علمية هشة للغاية». أما الألومينيوم الذي سيضم الشريحة الكمية، فقد أنتجته شركة «الإمارات العالمية للألومينيوم» في أبوظبي، ولم يضطر للتنقل لمسافة بعيدة. وأشار البروفيسور خوسي إيجناسيو لاتوري، رئيس البحث في «مركز بحوث الكم»، وهو واحد من سبعة مختبرات تابعة لـ«معهد الابتكار التكنولوجي» إلى أن هذا ليس سوى بداية رؤية طويلة المدى تتوخى تطوير زعامة في مجال التكنولوجيا المتقدمة في الإمارات العربية المتحدة، وهي خطوة يعتبرها أساسية بالنسبة للأمن الوطني والتنمية الاقتصادية. وقال: «سيكون هناك فرق دراماتيكي بين البلدان التي تمتلك التكنولوجيا والبلدان التي تعتمد على التكنولوجيا»، مضيفاً: «إن الإمارات، وعلى غرار سنغافورة أو إسرائيل، (وهما بلدان) بحجم مماثل، لا يمكنها أن تعتمد على الحلفاء بشكل كامل. بل عليها أن تقوم بتطوير استراتيجياتها التكنولوجية وعليها أن تكون مستقلة. وهذا أمر أساسي». مستقبلي، أسرع، أفضل الحاسوب الكمومي هو نوع من الحواسيب الخارقة، ويعرف باعتباره آلة يمكن أن تقوم بعمليات حوسبة بوتيرة أسرع بكثير من نسخة حديثة عادية. وعلى عكس الحواسيب التقليدية، التي تستخدم الـ«بتات» أو «ثنائيات» الآحاد والأصفار، فإن الكمبيوترات الكمومية تستخدم الـ«الكيوبتات» وتستعمل ميكانيكا الكم، حيث تستطيع الجزيئات أن توجد في حالتين بشكل متزامن. وهذا يزيد بشكل كبير قوتها الحوسبية عبر السماح لها بتقييم عدة نتائج في وقت واحد. المجال لا يزال في بداياته. وإذا كانت بعض استخدامات الحاسوب الكمومي في العالم الحقيقي قد بدأت منذ بعض الوقت، فإن النماذج المستقبلية لما قد يستطيع حاسوب كمومي إنجازه يوماً ما، مثل إيجاد علاجات لأمراض السرطان أو الإجابة عن أسئلة حول أصل الكون، ما زال بعيدة ببعض السنوات. حينما تبدأ تلك العمليات الكمومية، ستركز أبوظبي بحثها على استخدامات مثل الخوارزميات الكمية من أجل الذكاء الاصطناعي، واكتشاف الأدوية، وجيل جديد من أجهزة الملاحة، والتشفير الذي سيجعل البيانات أكثر أمناً في عالم ما بعد الكم. وبينما يقود البروفيسور لاتوري فريقه الذي يضم 26 فرداً – مجموعة متعددة الجنسيات تشمل أعضاء إماراتيين وصينيين وإسباناً وبرتغاليين – لبناء مختبر، فإنه يُشرك القطاع الخاص في الإمارات وكذلك الجامعات التي لديها باحثين في هذا المجال من أجل تحديد طرق للتعاون. واعتبر أن الجهود الرامية إلى تطوير قدرة حاسوبية كمومية ستكون «عديمة الجدوى» من دون تعليم وتنمية المواهب. وقال: «علينا أن نشرك البلد ككل»، مضيفاً «إننا في حاجة إلى الشركات، النفط والغاز والاتصالات.. وذلك حتى نكون جاهزين عندما تصل تكنولوجيا جديدة... وهذه الجهود ينبغي أن تتضافر مع الجهود المبذولة في الجامعات وينبغي أن تشرك القطاع الصناعي أيضاً». «كلما كان الناس متعلمين أكثر، يفترض أن يكون كوكباً أكثر عقلانية».
مشاركة :