قبل ثلاثة عقود فقط كانت الصين تشكو من الفقر الذي كان يعاني منه نصف شعبها، وهو ما يعادل ضعف سكان العالم العربي.. أما اليوم فالصين هي وقود النمو والتقدم بين الدول النامية.. وأيضاً كانت سنغافورة تشتكي من العصابات والمستنقعات التي كانت تغص بالتماسيح حتى تحولت تلك المستنقعات اليوم إلى أغنى حارات قارة آسيا.. واليابان وفيتنام تحولت مدنهما من رماد وحطام وأصبحت اليوم محل إعجاب العالم ووجهة للسياحة العالمية.. وهناك أمثلة كثيرة في آسيا شاهدة على التحول والتقدم مثل كوريا الجنوبية وتايوان وماليزيا وهونغ كونغ.. من آسيا إلى أمريكا اللاتينية قارة الثورة والرقص وكرة القدم منذ عهد «سايمون بوليفار» إلى «هوغو شافيز» والقارة تثور مرة من الجيش ومرة عليه؛ مثل العرب ثورات تدمر الدولة ولا تجددها، وسنوات بلا تنمية.. مؤخراً عاشت البرازيل سنوات من النجاح والتنمية ولكنها تضاءلت مثل ما حدث سابقاً لفنزويلا والأرجنتين والمكسيك كلها مثل العرب قصص أحداث لم تكتمل.. العرب أقل كثافة سكانية من شرق آسيا، وأفضل موقعاً جغرافياً من أمريكا اللاتينية، وأكثر ثروات من دول أخرى تقدمت، وأغنى بالآثار من الهند والصين، لكن ظل العرب أمة شعارات ومزايدات بعيدة عن الواقع وعن حقيقة الوضع العربي وفقره وجهله، وأخيراً تمزّقه.. والسبب ليس إسرائيل بالتأكيد، لكننا أقنعنا أنفسنا بأن إسرائيل سبب كل شيء، وأن هناك (مخططاً) إسرائيلياً ضدنا في كل شيء، مع أن طفل الحجارة الفلسطيني أجبر إسرائيل على الحوار، والسبب أنه عمل ولم يستسلم لأوهام الفشل ولم يعش في حلم الشعارات ككثير من العرب.. لمراسلة الكاتب: turki@alriyadh.net
مشاركة :