جدة ـ البلاد أجرت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” دراسة بحثيّة لتعزيز الحفاظ على بيئة الشعاب المرجانية في البحر الأحمر ، من ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات نتيجة الاحتباس الحراري ، وظاهرة تغيّر المناخ بمشاركة خبراء وباحثين من الجامعة . وتركّز هذه الدراسة على نوع من الشعاب المرجانية ، في البرازيل يحمل الاسم العلمي (Mussismilia hispida)، حيث أظهرت أن الشعاب المرجانية تغير ارتباطها التكافلي ؛ وبناءً على ذلك ابتكر الباحثون مُعينات حيوية قوية باستخدام المرجان نفسه والبكتيريا المرتبطة به عن طريق طحن أجزاء منه ونقعها في محلول من مياه البحر ، واطلاق البكتيريا التي تعيش داخل أنسجته وعزل مئات من سلالاتها ودراسة قدرتها الوراثية والأيضية، لتكون بمثابة بكتريا نافعة للمرجان (BMCs). واختارت الدراسة 6 من سلالات البكتريا هذه استناداً لقدرتها على تنشيط الاستجابة المناعية الطبيعية للشعاب المرجانية ، حيث تمكّن فريق “كاوست” من استخدام البيانات المستمدة من الدراسة البرازيلية لتوسيع التجربة، لتشمل نوعاً من الشعاب المرجانية الصخرية الشائعة في البحر الأحمر وأجزاء أخرى من العالم تحمل الاسم العلمي (Pocillopora verrucosa)، ووقع اختيارهم على هذا النوع بالتحديد لعدة أسباب، أهمها المامهم الكامل بتسلسلها الجيني حيث سبق أن أجروا أبحاثاً عليها، كما أن هذا النوع من المرجان ينمو بسرعة ويوجد بكثرة في البحر الأحمر، وتوجد أوراق بحثية كثيرة عنه، فضلاً عن أن عملية إنتاج مُعينات حيوية لهذا المرجان هي نفسها المستخدمة في الشعاب المرجانية البرازيلية السابق ذكرها. وأكملت “كاوست” المرحلة التجريبية ، وتستعد عبر علمائها لاختبار هذه المُعينات الحيوية على الشعاب المرجانية الحية في البحر الأحمر باستخدام مناهج تجريبية خاضعة للرقابة، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إجراء تجربة من هذا النوع مباشرة في البيئة البحرية المفتوحة ، وتأمل في حال ثبت أمان وفاعلية المنهج التجريبي في توسيع المشروع ليشمل الشعاب المرجانية في أجزاء أخرى من العالم .
مشاركة :