استؤنفت رحلات الإجلاء من العاصمة الأفغانية كابول أمس، بعد إخلاء المطار من الأفغان الذين أرادوا الفرار من البلاد، عقب سيطرة حركة «طالبان» على السلطة. وقالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون»، أمس، إن الأمن في مطار كابول في أفغانستان أصبح «أفضل بكثير» بعد وصول ألف جندي إضافي للمشاركة في تأمين المطار، وعمليات الإجلاء المستمرة من هناك. وأكد المتحدث باسم «البنتاجون»، جون كيربي، في حديث لشبكة «CNN» الأميركية أن الوزارة تعتقد أن بإمكانها نقل من 5 إلى 9 آلاف شخص يومياً، بمجرد إكمال عمليات نقل الجنود والمعدات اللازمة لتأمين المطار، مضيفاً أنه تم نقل 700 - 800 شخص، أمس، من المطار، بينهم نحو 200 أميركي. ولم يكشف كيربي عن العدد الدقيق من الأميركيين الذين ما زالوا موجودين في أفغانستان، لكنه قال إنه يعتقد أن هناك الآلاف، مضيفا أن العدد قد يصل إلى 5 - 10 آلاف أميركي، مضيفاً بأنهم يستطيعون الآن الخروج من منازلهم، والتوجه إلى المطار بعد تحسن الأمن في كابول. وربط كيربي سير عمليات الإجلاء بالظروف الجوية والأمن، لكنه قال «لدينا الإمكانية». وقال كيربي إن الوزارة تريد أيضاً ضمان أن تكون الرحلات المدنية قادرة على التحليق، من وإلى المطار لنقل المسافرين، مضيفاً «حسب فهمي فإن هناك بعض الرحلات المدنية قد استؤنفت». وأكد كيربي التزام «البنتاجون» بأمن الحلفاء الأفغان الذين قدموا المساعدة للولايات المتحدة طوال 20 عاما من العمليات في ذلك البلد، مضيفاً أن الوزارة أعدت أماكن في ثلاث قواعد عسكرية كافية لاستقبال أكثر من 22 ألف أفغاني. وهناك أكثر من 18 ألف أفغاني، مع عوائلهم، قدموا طلبات للحصول على «الفيزا الخاصة» التي يحق للمتعاونين مع القوات الأميركية الحصول عليها، لكن كيربي قال إن العدد النهائي قد يصل إلى أكثر من ذلك، مضيفاً «لو احتجنا إلى أماكن إضافية لهم فسنقوم بإعدادها». وأكد كيربي «لدينا التزام بأمن هؤلاء وأمن عوائلهم، ونحن نأخذ التزامنا بجدية، ونريد مساعدة زملائنا في وزارة الخارجية على إيصال هؤلاء إلى بر الأمان». وأكد كيربي أن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكينزي، التقى ممثلين من «طالبان» في العاصمة القطرية الدوحة، وأوصل لهم رسالة بالحاجة إلى عدم عرقلة العمليات الأميركية للإجلاء في المطار. وشدد المتحدث باسم البنتاجون «لو تعرضنا إلى الهجوم فإننا سنرد بقوة ونحن نعزز قواتنا في المطار»، مضيفا «أي هجوم على ناسنا، أو على عملياتنا في المطار، سيتم مواجهته بقوة، ولا يشمل هذا فقط الأميركيين، بل كل حلفاءنا». بدوره، أعلن البيت الأبيض، أمس، إن نحو 3500 جندي أميركي ينتشرون حالياً في مطار كابول. وقالت وسائل إعلام أفغانية محلية إن طائرة تابعة لسلاح الجو الهندي أقلعت من مطار كابول بعدما ظلت بضع ساعات على أرض المطار. وقالت بوابة «باجهورك» الإخبارية إن ذلك يأتي بعدما تم تعليق عمليات الإجلاء مؤقتاً في المطار حيث تدافعت العديد من الدول لإجلاء دبلوماسييها ومواطنيها وبعض الموظفين الأفغان المحليين. وكانت هيئة مطار كابول قالت أمس الأول، إن جميع الرحلات الجوية التجارية علقت بمطار كابول الدولي، لكن الرحلات استؤنفت مرة أخرى بعد يوم من محاولة آلاف الأفغان دخول المطار للفرار من البلاد خشية تدهور الوضع. برلين: وصول رعايا ألمان ومتعاونين قالت وزيرة الدفاع الألمانية انغريت كرامب كارنباور: إن طائرة عسكرية ألمانية وصلت إلى البلاد، وعلى متنها رعايا ألمان ومتعاونون أفغان مع المؤسسات الألمانية. وقالت كرامب كارنباور في تصريح صحفي: إن الطائرة العسكرية حطت أمس في مطار لم تذكره في إطار عمليات إجلاء الألمان والمتعاونين الأفغان. وأشارت إلى أن الحكومة الألمانية تخطط لإنشاء جسر جوي والعمل تحت ضغط من أجل إجلاء جميع الرعايا الألمان والمتعاونين مع المؤسسات والسلطات الألمانية من الأفغان. وأوضحت أن ألمانيا ستواصل أيضاً استخدام طائرات الجيش الأميركي من أجل مساعدة بلادها على إتمام العملية «الكبرى والأخطر» في تاريخ ألمانيا على حد قولها.
مشاركة :