صحيفة وصف :أكدت مدينة الملك سعود الطبية -ممثلة في قسم الجهاز الهضمي- أن مضاعفات مرض السكري لا تقتصر على اعتلال الكليتين وشبكية العين وقصور الدورة الدموية للأطراف وغرغرينا الأطراف مما قد يؤدي إلى بترها؛ لافتة إلى أن هناك أحد مضاعفات هامة على الجهاز الهضمي التي يغفلها الكثيرون وهي شلل المعدة السكري، ويحدث بسبب اعتلال الأوعية الدموية المغذية للأعصاب المغذية للمعدة، وهو ما ينتج عنه بطء في حركة المعدة الذي يؤدي لبقاء الطعام في المعدة مدة أطول من المعتاد وتأخر نقله إلى الأمعاء. وأوضح استشاري أمراض الجهاز الهضمي الدكتور ثامر الدرسوني، أن الأعراض تحدث عند بعض مرضى السكري الذي يكون فيه مستوى السكر في الدم غير منضبط لفترة طويلة من الزمن. وأشار الدكتور الدرسوني إلى أن أهم أعراض شلل المعدة؛ حُرقة المعدة أو الارتجاع المعوي المريئي، والشعور السريع بالشبع عند تناول الطعام، مع آلام متكررة بالبطن والإحساس بعدم الرغبة في الأكل، واستفراغ الطعام غير المهضوم، أيضًا صعوبة التحكم في نسبة السكر في الدم. وأضاف: هناك أسباب أخرى غير السكري لحدوث شلل المعدة؛ منها أي مسبب في تلف الأعصاب التي تتحكم في عضلات المعدة؛ حيث تساعد هذه الأعصاب في التعامل مع عمليات الجهاز الهضمي المعقدة، وأبرزها انقباض عضلات المعدة، ودفع الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، والآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل مسكنات الألم الأفيونية، وبعض مضادات الاكتئاب وأدوية ارتفاع الضغط والحساسية، والتي تؤدي إلى إبطاء عملية الإفراغ المعوي، كما أن شلل المعدة قد يحدث بعد جراحة المعدة أو المريء أو الأمعاء الدقيقة بسبب تلف هذا العصب، وأن نقص هرمون الغدة الدرقية ومرض الرعاش والتصلب اللويحي قد يصاحبه هذا الخلل. ونوّه الدكتور الدرسوني بأن مضاعفات شلل المعدة، تتمثل في تخمر الطعام الموجود في المعدة لفترة طويلة، ونمو البكتيريا التي تؤدي إلى الشعور بالانتفاخ أو تصلب الطعام في المعدة وتحوله لكتلة صلبة قد تمنع مرور الطعام للأمعاء الدقيقة؛ وهذا يسبب سوءًا في التغذية السليمة، وارتفاع مستويات السكر في الدم بسرعة عند خروج الطعام من المعدة ودخوله في الأمعاء الدقيقة، وأما عن علاج السبب الرئيسي وهو التحكم في مستوى السكر في الدم؛ فإنه لا بد من مضغ الطعام جيدًا، وتناول وجبات صغيرة في الكمية عن ذي قبل، وتجنب تناول الأطعمة المحتوية على الألياف لأنها تحتاج وقتًا أطول للهضم، وتجنّب الدهون وخاصة المشبعة، وينصح بتناول الأطعمة قليلة الدسم والإكثار من تناول السوائل يوميًّا وممارسة الرياضة الخفيفة بعد تناول الوجبة، والإقلاع عن التدخين، وتناول المكملات الغذائية كالفيتامينات والعناصر المعدنية حسب وصف الطبيب. وختم الدكتور الدرسوني تصريحه، منوهًا بأنه عند الحاجة لتناول الأدوية؛ فيجب أن تكون تحت إشراف الطبيب، ومن ضمنها تلك الأدوية التي تقلل من ارتجاع المريء والتي تساعد على تفريغ المعدة وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج أعلاه يتم تركيب أنبوب تغذية في الأمعاء.
مشاركة :