في تنديد جديد بممارسات السلطات الإسرائيلية القمعية في الأراضي المحتلة، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن مدينة القدس أصبحت وكأنها مدينة أشباح، تخضع لأحكام عسكرية مشددة، ولأهواء وأمزجة ومخاوف وأوهام عناصر الاحتلال التي تواصل تصعيدها المنهجي لاقتحام المسجد الأقصى، وعدوانها التهويدي ضد القدس ومواطنيها، وتحويل أحياء المدينة المقدسة إلى سجون مغلقة، وعزلها عن بعضها بعضا بمتاريس وسواتر أسمنتية وحديدية، ونشر الآلاف من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح على مداخلها وفي شوارعها وأزقتها. وأكدت الوزارة في بيان، أمس، على صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الحلول الأمنية الإسرائيلية، ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال للتراجع عن إجراءاتها القمعية التصعيدية. عزل الأحياء وكانت سلطات الاحتلال شرعت في عزل أحياء فلسطينية في القدس الشرقية بجدران أسمنتية، وسط سقوط عدد كبير من المصابين في مواجهات مع قوات الاحتلال، واستمرار حملات اعتقال الشبان، وتمكين المستوطنين من الاستيلاء على المنازل في المدينة، في محاولة لوقف الهبة الجماهيرية. وقال مستشار شؤون القدس في ديوان الرئاسة الفلسطينية، أحمد الرويضي، في تصريحات إلى "الوطن"، إن الإجراءات القمعية الإسرائيلية تجاوزت كل الخطوط، ووصلت إلى المدارس والقطاع التجاري، مشيرا إلى أن ذلك سيزيد من غضب السكان، وهو ما يتطلب توفير الحماية الدولية للفلسطينيين. من جانبهم، قال فلسطينيون في حي العيساوية، إن عزل الحي عن محيطه الفلسطيني زاد من معاناتهم، وأشار أحد السكان إلى أنه يمضي 4 ساعات للخروج من الحي، فيما لفت أحد الطلاب إلى أن أفراد الشرطة الإسرائيلية أخضعوه والمئات من زملائه إلى التفتيش، وطلبوا منهم فتح حقائبهم المدرسية، والكشف عن الأجزاء العلوية من أجسادهم بداعي البحث عن سكاكين. وأضاف سكان في الحي، أن سيدة تدعى هدى درويش "65 عاما"، توفيت بعد احتجاز سيارة عائلتها الخاصة على الحاجز الإسرائيلي، إذ كانت في طريقها إلى المستشفى للعلاج، بعد إصابتها بضيق تنفس. الاستيلاء على منازل أما في بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى، استولى مستوطنون إسرائيليون على منزل مكون من شقتين، بزعم إقامته على أرض كانت مملوكة عام 1899 ليهودي، وقال أحد سكان البلدة إن المستوطنين يخططون للاستيلاء على 40 منزلا آخر على قطعة أرض تبلغ مساحتها 6 دونمات. بدوره، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، خلال لقائه مبعوث الاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، فرناندو جنتيليني، الاتحاد الأوروبي إلى تبني مسار سياسي جديد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعمليات الاستيطان، وإعادة العملية السلمية، وفق معايير جديدة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس"، مشيرا إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها تجاه العملية السلمية. من جهة أخرى، قالت الشرطة الإسرائيلية، إن مهند العقبي "21 عاما" من سكان بلدة حورة في النقب، نفذ عملية هجومية في المحطة المركزية للحافلات في مدينة بئر السبع مساء أول من أمس، ما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 11 آخرين، ما بين جندي وشرطي ومدني إسرائيلي، فيما قتل الإسرائيليون الذين كانوا في المكان عاملا إريتريا بعد اعتقادهم أنه عربي.
مشاركة :