شنّ زعيم تيار المستقبل في لبنان سعد الحريري هجوماً قوياً وغير مباشر على زعيم «حزب الله» حسن نصرالله على خلفية تعثر تشكيل الحكومة وأزمة الوقود الخانقة. وكتب الحريري، في سلسلة تغريدات نشرها ليل الثلاثاء الأربعاء على حسابه بموقع «تويتر»: «استقالتي بعد 17 تشرين صناعة لبنانية بامتياز معروفة الأسباب والظروف والأهداف. أما تعطيل ولادة الحكومة لأكثر من سنة فكان بالتأكيد صناعة إيرانية بامتياز». ويقصد الحريري في حديثه أن «حزب الله» وزعيمه نصرالله هما اللذان يقفان وراء تعثر تشكيل الحكومة التي كُلف برئاستها قبل أن يعتذر عن تلك المهمة. وفي تغريدة أخرى، قال الحريري: «المضحك المبكي أن هناك من يريدنا أن نصدق أن النظام السوري يطالبنا بوقف التهريب لأنه يضر بخطته الاقتصادية ولأن التهريب حرام والمهرب خائن للأمانة. ما علينا. لا فائدة من نبش خزانات الماضي لإسقاط أحوال أفغانستان على أوضاع لبنان وقرع طبول الرهان على تحولات خارجية». وفي تغريدة ثالثة، دعا رئيس الوزراء السابق إلى تأليف حكومة «تتصالح مع اللبنانيين والمجتمع الدولي وليس استدراج لبنان إلى مزيد من العزلة والاشتباك مع العرب والعالم. ألم يحن الأوان كي نفهم؟». وقبل يومين، طالب نصر الله، في كلمة بتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن وبأي ثمن، معتبراً أن من يهربون الوقود إلى سورية «خونة». بدوره، أكد الرئيس ميشال عون أمس ضرورة أن «يساهم الصليب الأحمر الدولي في تسهيل عودة النازحين إلى بلادهم لا سيما إلى المناطق السورية التي تشهد استقراراً وأمناً». وشدد عون، خلال استقباله الرئيسة الجديدة لبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر سيمون اشليمان على «أهمية التنسيق مع المؤسسات والإدارات اللبنانية المعنية ومع الصليب الأحمر اللبناني من أجل تحقيق أداء متكامل ومثمر». وأشاد عون بـ «جهود البعثة الموجودة في لبنان منذ عام 1967 للتخفيف من وطأة الأزمة على الناس والمجتمع»، منوهاً، خصوصا، بما قدمته البعثة من مستلزمات طبية لمعالجة إصابات الحروق جراء انفجار التليل في منطقة عكار، والدعم الذي وفرته بعد انفجار مرفأ بيروت من خلال فرق الإغاثة ودعم المستشفيات والمراكز الصحية. ووفقا للوكالة الوطنية للإعلام، عرض عون لاشليمان الأزمات المتراكمة التي أرهقت لبنان وأضعفت اقتصاده لا سيما تداعيات النزوح السوري عليه. وشهدت منطقة عكار انقطاعاً في الاتصالات والإنترنت والكهرباء جراء فقدان مادة المازوت بعد يومين من انفجار خزان وقود أودى بنحو 30 شخصاً فيها على وقع أزمة محروقات حادة. وتعد عكار الأكثر فقراً في لبنان، وطالما اشتكى أهلها من إهمال مؤسسات الدولة كافة وغياب الخدمات عنها. وفاقم الوضع المعيشي سوءاً في المنطقة الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ عامين، وصنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
مشاركة :