تتباين المدارس الإعلامية في مواكبة دوران عجلة التنافس المحلي لمسابقات كرة القدم.. تطرقت في مقال سابق عن تصنيف الاعلام الرياضي بعنوان: "ناقل وناقد وناقم" .. الناقل هو من ينقل الأخبار بحذافيرها بل وأحياناً ينقل كل شاردة وواردة صحيحةً كانت أو كاذبة بدون أي تحليل او اضافة.. فيما الناقد من يبحث عن الحقيقة ويحلل مضمون الأخبار ويضع فيها لمساته ومرئياته مستنداً على الأرقام والحقائق بعيداً عن الميول أو العاطفة بهدف البناء لا التجريح والإساءة.. وأخيراً الناقم الذي تجرد من مهنية الإعلام فبات ناقلاً وناقداً ولكن بهدف تصفية الحسابات مع الآخرين.. فجميع أخباره منقولة بهدف الطعن والبلبلة والانتقاص من هذا او ذاك وبات مضللاً للآخرين واصبح الكذب أسلوباً له والتلون طريقته وعنوانه.. فاجأنا احد الإعلاميين يوم الخميس الماضي بمقال يناقش قضية تراكم الديون في الأندية السعودية بأسلوب ساخر ويلمح (بالنص كما ذكر في مقاله).. "إلى مساعدة رجل حكومة فاسد يسهل الطريق إلى جدولة الديون بقروض مصرفية يقتطع منها النصف لحسابه الخاص، وتدور العجلة، تنقص الديون من جهة، وتتوافر سيولة، ولكنها في حجمها العام لا تنقص لأن القرض دين جديد يختلف عن سابقيه في أنه غير آني السداد ..... وانتهى الحال في استبعاد رجل الحكومة الفاسد من منصبه، وإحلال بديل له لا يفرق عنه شيئا إلا في الاسم فقط، فاستمرت الأمور في الدوران في الدائرة نفسها" (انتهى كلامه).. لا ألوم الوسط الرياضي عندما يتهمون الإعلام بتأجيج التعصب.. فعندما يأتي من يتهم مسؤولي الرياضة بالفساد المالي وانهم (رجال حكومة فاسدون).. لانقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل فقد قتلت الرياضة من الوريد الى الوريد واصبحت منافسات كرة القدم وسيلة لتأجيج الخلافات.. ونحن هنا نقول له: قف مكانك فإما الإثبات بالبينة أو مطالبة المسؤولين بالتحقيق حتى لايصبح الاعلام ساحة لتبادل وقذف التهم التي يرفضها العقل والشرع.. متى نتعامل مع كرة القدم على انها لعبة تنافسية تنتهي منافساتها في الميدان بعيداً عن الحقد والكراهية؟.. يجب ان يساهم جميع الاعلاميين مهما كانت ميولهم في نقدهم ونقلهم وتحليلهم في البحث عن الحقيقة للجماهير بدون تحريض او تصفية حسابات بحثاً عن النهوض برياضتنا والتي بات الاحتقان عنواناً ينعكس بشكل ملموس حتى على الحضور الجماهيري في مدرجات المنتخب.. ويجب على المسؤولين ان يقفوا بالمرصاد ضد اي متطاول خارج نطاق اللعبة حتى لايزيد الاحتقان!!!