أكدت مصادر عسكرية أميركية أن متمردي حركة «طالبان» أصابوا الثلاثاء الماضي مقاتلة «أف 16» أميركية في منطقة سيد كرم بولاية باكتيا شرق أفغانستان، ما أرغمها على إفراغ خزان وقودها والعودة إلى القاعدة التي انطلقت منها. ويسلط الحادث الضوء على الأخطار التي تواجهها القوات الأجنبية في أفغانستان بالتزامن مع قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما إبقاء آلاف من الجنود الأميركيين في البلاد حتى 2017، إذ لم تسقط الحركة التي أطيح نظامها عام 2001، أبداً مقاتلات جوية، خصوصاً من طراز أف- 16 القادرة على التحليق بسرعة تفوق سرعة الصوت مرتين، وعلى علو يصل إلى 15 ألف متر. وفي مرحلة أولى، علّق الجيش الأميركي على الحادث بالقول إنه «لا يملك عناصر تؤكد مزاعم طالبان» التي تبنت الحادث. لكن صوراً حصلت عليها وسائل إعلام وراجعها محللون عسكريون أظهرت أن المقاتلة اضطرت الى إلقاء خزاني وقود إضافيين وصاروخ أرض- جو وقنبلتين غير مسيّرتين. وتحت إلحاح وسائل الإعلام، أقرّت قيادة أركان القوات الأميركية بأن المقاتلة «أصيبت فعلاً بإطلاق نار»، وأن «الطيار الذي لم يُصب بأذى ألقى خزانين وثلاث ذخائر قبل أن يعود إلى القاعدة سالماً». ورأى محللون أن تحليق المقاتلة على علو منخفض جداً جعلها تصاب بأسلحة من عيار خفيف نسبياً لدى دعمها قوات خاصة تواجه صعوبات. وانتهت المهمة القتالية لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان في أواخر 2014، ويقتصر رسمياً دور الجنود الـ13 ألفاً المتبقين على تدريب الجيش الأفغاني وتقديم استشارات له. لكن قوات أميركية خصوصاً لا تزال تنفذ عمليات سرية على الأرض.
مشاركة :