عُقد في الرياض اليوم المؤتمر الصحفي الدوري للتواصل الحكومي، بمشاركة معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ومعالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ. وتناول وزير الإعلام المكلف خلال المؤتمر أبرز المستجدات والقضايا الراهنة، مشيراً إلى أن المملكة قطعت أشواطا كبيرة في مواجهة جائحة كورونا على الأصعدة كافة، ونتيجة لتكاتف ووعي المجتمع في ظل الدعم غير المحدود من القيادة الحكيمة تم تحصين أكثر من 11 مليون فرد من أفراد المجتمع بجرعتين، و 21 مليونًا حصنوا بجرعة واحدة، داعياً جميع المواطنين والمقيمين، إلى أخذ اللقاح واستكمال الجرعات لأن “كلنا مسؤول”. وأشار إلى أنه منذ بداية هذا العام بدأ المسجد الحرام استقبال 20 ألف معتمر يومياً، وفق ضوابط واحترازات للمحافظة على صحة المعتمرين والزوار، وشهدت المملكة عودة استقبال السياح من خارج المملكة، الأمر الذي يتطلب الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية لتحقيق عودة آمنة، مبينا أنه بسواعد أبناء وبنات الوطن أصبح الجواز الصحي السعودي معترف به عالمياً عبر منصة “توكلنا”، حيث وُقعت اتفاقية البروتوكول التشغيلي بين الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وهيئة الطيران المدني، والاتحاد الدولي للنقل الجوي “أياتا”، التي من خلالها ربطت وفُعلت منصة “توكلنا” خارجياً. وأكد معاليه أن المملكة سجلت بالرغم من كل تحديات الجائحة وتحوراتها وتداعياتها تحسناً ملحوظاً في بعض القطاعات الاقتصادية بشهادة صندوق النقد الدولي، وذلك نتيجةً لما اتخذته الدولة من إجراءات واحترازات، في مواجهة الجائحة. ولفت النظر إلى انتخاب المملكة نائباً لرئيس لجنة التراث العالمي للمجموعة العربية باليونسكو، الذي يؤكد الدور الريادي للمملكة في دعم التراث وتوثيق الإرث الإنساني، كذلك تسجيل “منطقة حِمَى الثقافية بنجران” ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي ليرتفع بذلك عدد المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي إلى ستة مواقع. كما نوه بالنهج الإنساني لهذه البلاد المباركة وقيادتها في مساعدة الأشقاء والأصدقاء للتخفيف من آثار الجائحة على الإنسان، حيث امتدت جسور الدعم الإنساني والطبي إلى أكثر من 34 دولة حول العالم، واتسع الدور الإنساني لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي أجرى 47 ألف عملية جراحية لمستفيدين من 19 دولة حول العالم، خلال ثلاث سنوات ماضية. وأبدى وزير الإعلام المكلف فخره بالإنجاز الطبي الجديد الذي حققه البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية، بإجرائه 50 عملية فصل توائم من عشرين دولة حول العالم آخرها عملية فصل التوأم الطُفيلي اليمني، التي تكللت بالنجاح ولله الحمد. وأضاف: “امتداداً لهذه الأعمال الإنسانية، صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بالوقوف إلى جانب الشعب الجزائري الشقيق وإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة للتخفيف عن المتضررين جراء الحرائق التي تتعرض لها الجزائر. وبشأن الأحداث في أفغانستان أكد معاليه وقوف المملكة إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق والخيارات التي يتخذها, سائلاً الله تعالى أن يسود الأمن والأمان والاستقرار في أفغانستان. من جانبه رفع معالي وزير التعليم الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله- على صدور التوجيه السامي الكريم بالموافقة على آلية العودة الحضورية للعام الدراسي 1443هـ، بما يعكس حرص قيادة المملكة على سلامة أبنائها وبناتها من الطلاب والطالبات، وحماية أسرهم ومجتمعهم، وتقديم الدعم المتواصل لقطاع التعليم، حيث لم يتوقف التعليم في المملكة ليوم واحد في جميع المراحل التعليمية رغم تعثره في عدد من الدول بسبب الجائحة. وكشف عن تزايد الإقبال على أخذ جرعتي اللقاح من الطلاب والطالبات، حيث بلغت ما يقارب (37%) لطلبة التعليم العام و(59%) لطلبة التعليم الجامعي، كما أن نسبة من حصل على جرعة واحدة من لقاح كورونا بلغت (93%) لطلبة التعليم العام و(85%) لطلبة التعليم الجامعي، ومن المتوقع زيادة هذه النسبة مع بداية العام الدراسي؛ لأن من أخذ الجرعة الأولى سوف يأخذ الجرعة الثانية. وأوضح معاليه أن النموذج التشغيلي المعتمد للعودة إلى الدراسة ينص على أن الطلبة الذين لم يحصلوا على جرعتي لقاح كورونا؛ لن يتاح لهم الحضور للمنشأة التعليمية؛ حفاظاً على سلامة الجميع وأسرهم، وسيقوم المعلم أو المعلمة برفع الدروس اليومية لهم على منصة مدرستي لاستكمال رحلتهم التعليمية، وإتاحة البدائل التعليمية في المنصة لأداء الواجبات والأنشطة التعليمية الإثرائية بمتابعة معلميهم أسوة ببقية زملائهم. وقال: “إن وزارة التعليم ستبدأ عاماً دراسياً استثنائياً في تطبيق مناهج جديدة لسلاسل عالمية، وخطط دراسية جديدة من خلال ثلاثة فصول دراسية، كذلك تطبيق السنة الأولى المشتركة للثانوية”، مبيناً أن العام الدراسي المقبل سيكون حضورياً لطلاب وطالبات التعليم الجامعي والتدريب التقني والمرحلتين المتوسطة والثانوية، بعد حصولهم على جرعتين من لقاح كورونا حفاظاً على صحتهم وسلامة أسرهم ومجتمعهم، كما سيبدأ الطلبة في المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال عامهم الدراسي عن بُعد حتى 30 أكتوبر المقبل، من خلال منصة مدرستي، ومنصة روضتي، من الساعة 3:30 عصراً حتى 7 مساءً. وأضاف أن حضور المعلمين والمعلمات في المرحلتين المتوسطة والثانوية سيكون بمدارسهم، فيما سيكون حضور معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية عن بُعد حتى 30 أكتوبر، مؤكداً أنه في حال وجود إصابات بين الطلاب والطالبات -لا قدر الله- أو اشتباه في إصابة داخل الفصل؛ فسيتم تعليق الدراسة في الفصل 10 أيام، وتحويل العملية التعليمية عن بُعد، كذلك في حال تم رصد حالتين أو أكثر في فصول مختلفة بالمدرسة؛ فسيتم تعليق الحضور للمدرسة، ويتحوّل جميع الطلبة للدراسة عن بُعد. وأشار آل الشيخ إلى أن وزارة التعليم ستعمل وفق الإجراءات الصحية المعتمدة من وزارة الصحة للعودة الحضورية؛ للحد من الإصابات أو انتقالها داخل المدارس، مؤكداً على تهيئة فرق عمل داخل كل مدرسة للتأكد من تحقيق الإجراءات الاحترازية كافة، منوهاً بجهود التنسيق والتكامل مع وزارة الصحة لحصول الطلبة على اللقاح. وتناول استعدادات وزارة التعليم والتجهيز للعام الدراسي الجديد، بالاستغناء عن (671) مبنى مستأجراً خلال العامين الماضيين، واستلام (232) مبنى بطاقة استيعابية (119) ألف طالب وطالبة، وتنفيذ أعمال الصيانة والتشغيل والنظافة وتأمين المواد الخاصة بتطبيق الإجراءات الاحترازية في المدارس بإدارات التعليم كافة بأكثر من مليار ريال، إلى جانب تجهيز 30 ألف حافلة مدرسية لنقل 1,2 مليون طالب وطالبة في 21 ألف مدرسة، وتوزيع أكثر من 71 مليون كتاب على المدارس، كذلك تدريب أكثر من (331) ألف معلم ومعلمة خلال إجازة الصيف؛ للاستثمار الأمثل لقدراتهم بما يخدم العملية التعليمية. وأوضح أنه تم رفع نسبة إسناد تدريس البنين في مرحلة الطفولة المبكرة للمعلمات إلى 40%، وإضافة (1497) فصلاً لرياض الأطفال للعام الدراسي المقبل، وسيلتحق بها (34.500) طالب وطالبة، كما أضيف (7923) فصلًا للصفوف الأولية بنين، وسيلتحق بها أكثر من (205) آلاف طالب وطالبة يُسند تدريسهم للمعلمات في مدارس الطفولة المبكرة. وأكد معاليه أن التعليم في المملكة حقق بدعم القيادة الحكيمة إنجازات كبرى للوطن، انطلاقاً من اختيار منصة مدرستي ضمن أفضل أربعة نماذج عالمية في التعليم عن بُعد، وتطوير الخطط الدراسية، وإعداد (34) منهجاً جديداً، كما تم تطوير (89) منهجاً قائماً، وإنهاء ما يقارب من (120) ألف تعديل في محتوى المناهج خلال السنتين الماضيتين، إلى جانب حصول (125) طالباً وطالبة على ميداليات في الأولمبياد الدولية، وتقدم المملكة في اختبارات التيمز 2019 في جميع المؤشرات مقارنة بنتائج 2015، كذلك على مستوى التعليم الجامعي؛ حصلت المملكة على المرتبة الأولى عربياً، و12 على مجموعة العشرين، و14 عالمياً في أبحاث كورونا، وحلت 10 جامعات سعودية ضمن أفضل الجامعات عالمياً في تصنيف التايمز، و6 جامعات سعودية ضمن أفضل الجامعات عالمياً في تصنيف شنغهاي 2021، إضافة إلى تحويل (50) كلية مجتمع إلى كليات تطبيقية لتلبية احتياجات سوق العمل. ونوه بالتكامل والشراكة الدائمة بين وزارة التعليم ووزارة الصحة لخدمة الطلاب والطالبات، والتكامل كذلك مع وزارة الاتصالات في توفير شبكة إنترنت في المواقع النائية؛ لضمان الدخول على المنصات التعليمية، مثمناً الجهود التي قدمها ويقدمها المعلمون والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس والتدريب التقني والإداريون؛ لخدمة العملية التعليمية، والتعاون الفعّال من قبل أولياء الأمور وشركاء التعليم. ووجه وزير التعليم رسالة لكل ولي أمر قائلاً: “أبناؤك هم أغلى ما تملك، وأغلى ما يملك الوطن.. ونحن مستأمنون عليهم جميعاً في تعليمهم والحفاظ على صحتهم.. فلا تتأخر في تحصينهم وحصولهم على اللقاح”.
مشاركة :