(الجمل) طرد لاعباً هلالياً.. ومهاجم اتحادي رسم خطة الفوز للشباب يتوارى نجوم الأمس بصمت ويرحل بهدوء قدامى رياضيون كانت لهم بصمات في الذاكرة وصولات وجولات في ملاعب الماضي الجميل لمنتخباتنا وأنديتنا. وامتدادا لذلك ودعت الساحة الرياضية الشهر الماضي واحدا من أقدم لاعبي الجيل الكروي الذي بدأ في ستينيات القرن الهجري الماضي بوفاة مهاجم أحد والشباب محمد بن عاتق الحربي (1352-1442هـ). ارتدى (ابن عاتق) رحمه الله شعار فريق أحد شبلا في بداياته مع الكرة خلال النصف الثاني من الستينيات الهجرية ويدين بالفضل بعد الله في بروزه إلى الدعم والتشجيع الذي حظي به من مؤسس الحركة الرياضية في المدينة المنورة الشيخ حسن صيرفي رحمه الله الذي كان أحد مؤسسي نادي أحد في الستينيات الهجرية وترأس إدارته وكان من الرجال الذين قدموا الكثير للحركة الرياضية والأدبية في طيبة الطيبة. (أحد) المحطة الأولى عندما بدأ (ابن عاتق) مشواره في صفوف أحد كان معه أول جيل ارتدى شعار النادي أمثال اللاعبين: ازهري صادق ومحمد الصيرفي وعلي دقاق وعقيل أبو عوف وفهد سند. تألق أمام الملك سعود كانت أول محطات نجاحه تألقه في مناورة أقيمت بين لاعبي أحد بمناسبة زيارة الملك سعود رحمه الله للمدينة المنورة عام 1374هـ وكان ضمن برنامج الزيارة حضور جلالته مناورة كروية بطلب من رئيس النادي حسن صيرفي وتشرف محمد بن عاتق وبقية زملائه اللاعبين بالمثول بين يدي الملك سعود الذي كافأ كل لاعب بجنيهين ذهبيين إلا أن تألق ابن عاتق اللافت في تلك المناورة منحه جنيها ثالثا من رئيس أحد الشيخ حسن صيرفي تقديرا لأدائه المميز. ظفران والمشخص وراء انتقاله للشباب في ذلك العام انتقل (ابن عاتق) إلى مدينة جدة بعد تعيينه على وظيفة بوزارة الزراعة وفي العام التالي انتقلت الوزارات من المنطقة الغربية إلى العاصمة فانتقل النجم الراحل بجانب صديق عمره الرمز الشبابي الكبير محمد جمعه الحربي "متعه الله بالصحة والعمر المديد" إلى الرياض وفاوضه الشبابيون وطلبوا انضمامه لناديهم عن طريق أحد مؤسسي نادي الشباب ورمزه الكبير العم صالح ظفران رحمه الله وبتأثير كبير من أحد رواد الرياضة في المنطقة الوسطى ورئيس الاتحاد والشباب سابقا الشيخ عبدالحميد مشخص رحمه الله. نجوم الشباب في السبعينيات الهجرية لعب جمعه الحربي ولعب ابن عاتق في خط الهجوم وشكل بجانب هداف الشباب الخطير صالح عدني رحمه الله ثنائيا هجوميا متناغما في خط مقدمة شيخ الأندية زرع الرعب في دفاعات الأندية التي كانت تقابل الشباب آنذاك. وكان من جيل أقدم أندية العاصمة الذي لعب معه محمد بن عاتق مجموعة من اللاعبين السعوديين والسودانيين في السبعينيات الهجرية قبل فترة التسجيل الرسمي للأندية ونذكر من بينهم سالم فيروز الملقب بـ(لؤلؤة الخليج) وأحمد حريري وعبدالقادر شعبان والحارس فهد الدهمش وجبرين الجبرين وعزيز مفتي ومن الاشقاء السودانيين جربان وعبدالخير وحربي وحمزة دينمو. أول بطولة لشيخ الأندية كما كان محمد بن عاتق أحد أفراد فريق الشباب عندما حقق أول بطولة في تاريخه وأول كأس للمنطقة الوسطى بثلاثة أهداف نظيفة في مرمى الهلال يوم 29 /8 /1380هـ وترك بن عاتق بصمة تاريخية في ذلك الإنجاز بتسجيله أول أهداف فريقه وتسلم الشبابيون الكاس في ملعب الصايغ من يد وكيل وزارة المعارف الأستاذ عبدالوهاب عبدالواسع رحمه الله وكان الإشراف على الحركة الرياضية آنذاك قد انتقل من وزارة الداخلية إلى وزارة المعارف وكان رئيس الشباب الشيخ عبدالله بن احمد أحد رواد الرياضة في المنطقة الوسطى رحمه الله. أول شبابي يسجل بمرمى الهلال أصبح محمد بن عاتق أول لاعب شبابي يهز شباك الهلال في تاريخ لقاءات الناديين الرسمية على مدى 62 عاما وسجله بتمريره من زميله سالم فيروز فيما أحرز ثعلب الشباب صالح عدني الهدفين الثاني والثالث بمرمى الحارس ناصر بن موزان رحمه الله. غياب الأسطورة مبارك بقرار مفاجئ وكان من الأسباب التي ساهمت في خسارة الهلال لهذا الكاس طبقا لما سبق أن ذكره لي شخصيا (مؤسس الهلال) ورئيسه في ذلك العام الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله أن منع مشاركة أسطورة الهلال وهدافه الأول مبارك عبدالكريم رحمه الله في تلك المباراة كان مرتباً لإضعافنا أمام الشباب إذ أن الإيقاف جاء بصورة مفاجئة من الجهة الرسمية قبل موعد المباراة بيوم واحد وبسبب هذا الموقف بدأت رقعة الخلاف الهلالي الشبابي في الاتساع وتحول الزعيم إلى عقدة مزمنة لشيخ الأندية في مبارياتهم بعد ذلك. خطة الفوز رسمها لاعب اتحادي ومن ذكريات النجم الراحل عن مشوار ذلك الكاس التاريخي الذي حمل اسم كاس الملك سعود رحمه الله ما ذكره بن عاتق في حديث سابق مع الزميل خالد الدوس قائلا: في تصفيات الكأس حققنا نتائج مذهلة وتوجنا عطاءنا الرفيع بالفوز بهذه الكأس الذهبية لأول مرة في تاريخ الفريق الشبابي حيث كسبنا كلا من فريق الناصرية وأهلي الرياض والكوكب والأخير ضم مجموعة من اللاعبين السودانيين وكان يعد أبرز فرق المنطقة آنذاك وأتذكر أننا كسبناه بصعوبة شاقة في لقاء مصيري قبل تأهلنا لملاقاة الهلال على النهائي وبخطة رسمها مهاجم فريق اتحاد جدة السوداني عبدالحفيظ مرغني الذي كان تربطه علاقة متينة بعبدالحميد مشخص وحضر للرياض قبل المباراة بيومين حيث طلب أن نغزو الكوكب من الأطراف واللعب بطريقة الأجنحة بواسطتي انا وصالح عدني وبالفعل نجحت خطة مرغني وكسبنا الكوكب بصعوبة بهدفين وتأهلنا لملاقاة شقيقنا الهلال على النهائي. (الجمل) طرد لاعبين صاحب هذا اللقاء التاريخي تحديا كبيرا بين الفريقين لاعبين وإداريين بحكم المنافسة القائمة بينهما فدخل شيخ الأندية المباراة بتشكيلة مكونة من فهد الدهمش وعبدالقادر شعبان ومحمد جمعة الحربي وعزيز مفتي وسالم فيروز ومحمد بن عاتق ومن الإخوة السودانيين: جربان وحربي وحمزة دينمو فبدأت المباراة بسيطرة هلالية في الدقائق الأولى واستمروا حتى ثلث الساعة الأول حيث تمكنت من إحراز هدف السبق فاندفع الهلاليون بقوة وفي غمرة الحماس طرد الحكم (الجمل) لاعب الشباب جربان وزميله من الهلال يوسف دينمو بعد أن تشابكا بالأيادي. ابن عاتق «الثاني من اليسار جلوساً» مع فريق الشباب 1383هـ ويظهر خلفه محمد جمعة وفهد الدهمش يتوسط أبناءه في صورة حديثة النجم الراحل مع رئيس الاتحاد والشباب عبدالحميد مشخص رحمهما الله عام 1375هـ في صورة تنشر لأول مرة
مشاركة :