بيروت 19 أغسطس 2021 (شينخوا) أعلن أمين عام (حزب الله) الشيعي السيد حسن نصر الله اليوم (الخميس) أن سفينة بالمشتقات النفطية ستنطلق من إيران إلى لبنان بعد ساعات محذرا " أمريكا وإسرائيل" من التعرض لها ،مؤكدا أنه "منذ لحظة إبحار السفينة ستصبح أرضاً لبنانية". وحذر نصر الله في كلمة متلفزة بمناسبة إحياء مراسم يوم العاشر من محرم في ضاحية بيروت الجنوبية من اعتراض السفينةـ وقال "لا يخطئن أحد بأن يدخل في تحد معنا"، معتبرا أن "الأمر بات مرتبطا بعزة شعبنا، ونرفض أن يذل هذا الشعب". وأكد "أننا لا نريد الدخول في تحد مع أحد، ولو أنهم سمحوا للبنانيين بأن يعيشوا حياتهم الطبيعية لما كنا بحاحة إلى أن نذهب في هذا الخيار". وأشار نصر الله الذي أطل على المحتشدين لتحيتهم بعد القاء كلمته أنه "ستتبع هذه السفينة سفن أخرى، والمسألة ليست مسألة سفينة واحدة". ورأى أن من "فرض على (حزب الله) اتخاذ هذا القرار هو من فرض على لبنان الحرب الاقتصادية لاخضاع اللبنانيين من أجل مصالح تخدم إسرائيل". وأوضح أن الأولوية في السفينة القادمة من إيران هي للديزل بسبب الأهمية الحياتية القصوى لجهة تشغيل مولدات الكهرباء الخاصة في ضوء تقنين التيار الكهربائي لساعتين يوميا بسبب نفاذ وقود تشغيل معامل الانتاج ، مضيفا "ندرك أن أمامنا تحدياتٍ في ظل التهديدات المتداولة". ويشهد لبنان أزمة في الوقود وسلع أساسية أخرى بسبب عدم فتح خطوط ائتمان لاستيرادها في ضوء شح الدولار في لبنان وتراجع احتياطي المصرف المركزي، حيث تتجاوز فيه قيمة دعم الوقود 3 مليارات دولار سنويا في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات مالية واقتصادية غير مسبوقة. وأدت أزمة الوقود إلى أزمة في إنتاج الكهرباء، حيث لا تتجاوز ساعات التغذية بالتيار ساعتين يوميا بعد توقف معظم معامل إنتاج الطاقة،مما أثرعلى عمل كل القطاعات الحيوية. وأشار نصر الله إلى أنه "رغم الحصار والعقوبات على إيران والضغوط عليها، لم تتخل يوما عن حلفائها، ولم تخذل أصدقاءها". وأكد أن "إيران على مدى 40 عاما لم تتدخل في الشؤون اللبنانية، وقرارنا بأيدينا". وفي الشأن الحكومي في لبنان دعا نصر الله إلى تشكيل الحكومة مؤكدا مساعدة (حزب الله) في تسهيل التشكيل. ولفت إلى أن "هناك من يحاول أن يحملنا مسؤولية الاخفاق في تشكيل الحكومة بحجة أننا لا نضغط على حلفائنا (في إشارة إلى الرئيس ميشال عون وفريقه) وهذا كلام لا معنى له وننتظر ونترقب ما ستكشف عنه اللقاءات المتواصلة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة". وكان الرئيس عون كلف في 26 يوليو الماضي نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة إثر استقالة حكومة تصريف الأعمال الراهنة على خلفية كارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020. وسبق تكليف ميقاتي اعتذار مصطفى أديب عن التشكيل تلاه اعتذار رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري في منتصف يوليو الماضي بعد 9 أشهر من تكليفه بسبب خلافات مع عون حول طبيعة وتشكيلة الحكومة. من جهة ثانية وأمام "التهديدات التي تواجه القدس ومقدساتها"، دعا نصر الله إلى "صنع معادلة إقليمية تحمي هذه المقدسات"، معتبرا أن "حماية المقدسات هي مهمة كل محور المقاومة، وليست مهمة الفلسطينيين فقط". وعلى صعيد التطورات في أفغانستان اكد أن "الهزيمة الأمريكية في أفغانستان تحمل تداعيات مهمة على منطقتنا والعالم". ولفت إلى أن العيون تشخص إلى الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا"، واصفا القرار العراقي بمغادرة القوات العسكرية الأمريكية للبلاد بأنه "إنجاز عظيم". ودعا الشعب العراقي إلى أن "يأخذ بعين الاعتبار مسألة المستشارين الأمريكيين عبر تجربة أفغانستان"، مشددا على أن "ما يشكل ضمانة حقيقية للعراق في مواجهة (داعش) والتكفيريين هي القوات العراقية الرسمية والحشد الشعبي". واعتبر أن "الحشد الشعبي كان من أعظم تجليات وتجسدات الاستجابة لفتوى المرجعية الدينية في النجف"، داعيا إلى "تعزيز قوات الحشد وتقويتها والتمسك بها، لأنها جزء كبير من الضمانة للعراق". ورأى أن"حجة الأمريكيين في البقاء في شمال سوريا للمساعدة على محاربة (داعش)، وهي حجة واهية وادعاء كاذب"، مؤكدا أن "حكومات المنطقة كفيلة بإنهاء ظاهرة (داعش)، ولا تحتاج إلى أي مساعدة أمريكية". وحذر من أن "القوات الأمريكية تسهل تطوير تنظيم (داعش) وتساعده على الانتقال من منطقة إلى أخرى"، مطالبا بمغادرة القوات الأمريكية شرق الفرات وبمنطقة التنف. وقال نصر الله إن السيادة في منطقتنا هي لشعوبها ولدولها، وكذلك خيراتها ومياهها ونفطها وأرضها.
مشاركة :