الانقياد وراء الشائعات يضر ولا ينفع

  • 8/21/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم -في خطبة الجمعة-: إن من سنن الله على عباده أفراداً وجماعات، أن يريهم آياته في الآفاق وفي أنفسهم، ويبتليهم بالمحن والإحن، وشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، تمحيصاً منه وامتحاناً، ليميز الصابر من الساخط والعامل من القاعد. وأضاف: إن الله جل شأنه قرن معجزات الأنبياء بالعمل أخذاً بالأسباب، فقد قال لنوح عليه السلام: "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا"، وقال لموسى عليه السلام: ‏"اضرب بعصاك البحر"، وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك". وأشار إلى أنه من أهم ما ترفع به تلكم الجائحة الجاثمة بعد الله تعالى فعل الأسباب تجاهها، وإن من أنجع الأسباب لذلكم الرفع فعل سبب التداوي بأخذ اللقاح المختص بها، كيف لا وقد أقره خبراء العالم المختصون، وتبنته المنظمات الصحية العالمية والمحلية. وأكد على أن الانقياد وراء الشائعات يضر ولا ينفع، ويؤخر ولا يقدم، ويفرط منظومة الوعي فيتطاير خرزها، فإنه ما دخلت الشائعات في مجتمع إلاّ شانته، ولا نزعت منه إلاّ زانته، ولو لم يكن من أضرارها إلاّ التشكيك في الجهود والدراسات المعتمدة لكفى، وإن تعجبوا عباد الله فعجب أولئك المشككون في اللقاحات، كيف يقدحون في إجماع عالمي على نفعها، ويزداد العجب حين لا نرى لأولئك المشككين تحوطات في لقاحات الأدواء الأخرى كما نراه لهم في التحوط للقاحات هذه الجائحة، فإننا نجدهم يأخذون من الأدوية ذات الآثار السلبية دون سؤال أو احتياط، وربما أخذوا ولا يبالون لقاحات ليست في درجة لقاحات الجائحة من حيث المصداقية والاعتماد.وأفاد أن المجتمع بحمد الله يرى بوادر انحسار تلكم الجائحة بادياً على الأبواب إن مضى الناس على فعل ما يجب، وما علينا جميعاً إلاّ أن نكون يداً واحدة في تشييع تلكم الجائحة خارج واقعنا إلى غير رجعة -بإذن الله-، ولن يكون ذلك إلاّ بشعورنا جميعاً بالمسؤولية، فلن يعود عمل متكامل بعد الله إلاّ بتعاوننا ووعينا. وذكر أن من قلّب بصره يمنة ويسرة أدرك حقيقة ما من الله به علينا في بلدنا الطيب من امتياز بارز في مدافعة هذه الجائحة، وتلك نعمة تستوجب الشكر لله أولاً على هذا التوفيق: "وما بكم من نعمة فمن الله"، ثم الشكر بعد فضل المنعم موصول لكل من له يد في مدافعتها ممثلة في قيادة هذه البلاد وفقها الله، ثم في وزاراتها ومؤسساتها، ومتطوعيها أفراداً كانوا أو جماعات، فإنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس، وفي الحديث الصحيح: "ومن أتى إليكم معروفاً فكافِئوه فإن لم تجدوا فادعوا لهُ حتى تعلموا أن قد كافأتموهُ".

مشاركة :