كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية متخصصة أن أحد أسباب فشل الجيش الأفغاني في التصدي لحركة طالبان وانهياره أمام زحفها مرتبط بفرار مجموعة من المتعاقدين الدفاعيين الأمريكيين ومغادرتهم أفغانستان سرا. وأشار موقع «إسرائيل ديفينس» المتخصص في الأخبار العسكرية في تقريره إلى أن المتعاقدين الدفاعيين الأمريكيين هم الذين تأكدوا من قدرة الطائرات الأفغانية على التحليق، وقدموا قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع للقوات الجوية الأفغانية. وبحسب الموقع الإسرائيلي فقد توصل خبراء عسكريون أمريكيون إلى استنتاج مفاده أن المغادرة الجماعية للمتعاقدين الدفاعيين الأمريكيين الذين عملوا مع الجيش في أفغانستان كانت بمثابة إشارة لبداية نهاية الوجود العسكري الأمريكي في البلاد. ولعب مقاولو الدفاع الأمريكيون أدوارا رئيسية في مساعدة أفغانستان، وتم الاعتماد عليهم في العديد من المجالات مثل الصيانة والتعليمات وجمع المعلومات الاستخبارية والدعم الجوي، كل ذلك من أجل التعامل مع طالبان. وكان هناك آلاف المتعاقدين في البلاد، معظمهم جنود سابقون يعملون في شركات أمنية خاصة نفذت المساعدات العسكرية الأمريكية للجيش الأفغاني. وبدأ العديد من المقاولين بمغادرة البلاد قبل بضعة أسابيع، في الخفاء تقريبا، والآن يعملون في دول أخرى في المنطقة حيث يوجد هناك وجود عسكري أمريكي. وقال ضابط كبير سابق لمراسل مجلة فورين بوليسي إن رحيل المتعاقدين تسبب في انهيار العديد من العناصر في سلاح الجو الأفغاني. كما أوضح ديفيد سيدني نائب مساعد وزير الدفاع السابق لأفغانستان: «لقد بنينا الجيش الأفغاني ليكون جيشا يعمل بدعم جوي واستخباراتي ويتألف من المتعاقدين». وقال ضباط سابقون بالجيش وهم متعاقدون حاليا إن الجيش الأفغاني كان قادرا على التعامل مع طالبان بنفسه، ولكن ليس في مجالات مثل الدعم الجوي، ومن ثم انهار الجيش بسرعة من دون المتعاقدين. وهناك أفغان تعلموا أساسيات صيانة الطائرات، لكنهم لا يعرفون كيفية إصلاح وصيانة طائرات الهليكوبتر بلاك هوك وطائرات الشحن C-130. فيما أرسل البنتاجون الشهر الماضي إلى أفغانستان 40 طائرة هليكوبتر من طراز بلاك هوك وطائرة سوبر توكانو. بينما سقطت تلك الأصناف في أيدي طالبان، ومن المفترض أن تطلب طالبان من روسيا والصين المساعدة في صيانة الطائرات الأمريكية، وهو الأمر الذي يُقلق واشنطن.
مشاركة :