يطاردان الخير والفرحة.. يجريان خلف السحب والغيوم.. يحطّان رحالهما بين الجبال والوديان.. ينتظران السعادة مع لمعان البرق وهزيم الرعد.. يتحديان العواصف.. يعشقان الخطر.. إنهما فهد محمد وحمد الكعبي.. شابان إماراتيان تسطر الأمطار ذكرياتهما لتدوين أروع المناظر والمشاهد الخلابة التي أبدعها الخالق في لوحات طبيعية تخطف الأبصار والقلوب، وفي الوقت ذاته يلتزمان بإجراءات السلامة، خاصة أن رحلاتهما تستهوي هواة الاستمتاع بالطقس والمناظر الخلابة وحبات البرد. فهد محمد.. ملك البرد فهد محمد، العضو المؤسس في مركز العاصفة، لُقب بـ «ملك البرد» يعشق جمال وروعة الغيوم، ويطاردها بلا توقف من دون قيود أو خوف، له خبرة طويلة في مطاردة الأمطار على الكثير من الوديان والسدود في مناطق: وادي شوكة، ومسافي، والقوع، وسد المنيعي، ووادي مربط، والحلو، ومسافي، بالتواصل مع مركز العاصفة يمده بخرائط تساقط الأمطار وكثافتها، كما يتعاون مع المواقع العالمية. وصل إلى قلب الكثير من الأعاصير وصوّرها عن قرب مثل أعصار «لبان» الذي ضرب سواحل سلطنة عُمان عام 2018، ويعتبر من أكثر الأعاصير خطورة، حيث استطاع مع زميله الذي يتواجد معه في كل مغامراته حمد الكعبي تغطية الحدث أولاً بأول، ناقلاً من قلب الحدث صورة وصوتاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «السناب». ويضيف: أقدّم «نشرة جوية إلكترونية». عبر «منصات التواصل الاجتماعي» تتناول أخبار المنخفضات الجوية والعواصف قبل وصولها إلى الدولة، وأثناء سقوط الأمطار المتوسطة والغزيرة في المناطق الجبلية والساحلية، بهدف توعية الجمهور بالحالة الجوية التي تمر بها الدولة. حمد الكعبي.. مطارد الأودية حمد الكعبي، العضو المؤسس في مركز العاصفة، وبعد تحري أخبار الطقس من مركز العاصفة، يبدأ رحلته في مطاردة السحب والتوغل خلف العواصف، خبرته ومهارته في تقصي الأمطار دفعت به إلى إنشاء حساب في «سناب شات» يرصد حركة الغيوم ومطاردة الأودية، فهو يتوقف كثيراً لالتقاط صورة، أو تصوير مشهد فيديو لحبات البرد، وهي تتساقط، مؤكداً أهمية التعامل باحترافية مع مثل هذه الأمور، وضرورة الالتزام بإجراءات السلامة. ويقول: «تلك المطاردات تحتاج إلى خبرة ومهارة وسيارات دفع رباعي وتجهيزات خاصة، لتسهل مهمة الدخول نحو الوديان التي تكون أقل خطورة، حيث نتوخى الحذر الشديد أثناء فترة الاضطراب المناخي، لذلك من خلال متابعتنا المستمرة لحالة الطقس نتعرف إلى المخارج البديلة لمنطقة المطاردات ولا نجازف بدخول المناطق الوعرة. ويضيف: «نتابع تشكّل الغيوم لحظةً بلحظة، وخط سيرها واتجاه الرياح والأماكن المتوقع أن تهطل فيها، ويكون أعضاء مركز العاصفة بالقرب من تلك المواقع على أهبة الاستعداد، ويتم تصوير لحظات هطول الأمطار في تلك المواقع من خلال استخدام الكاميرات ذات التقنيات العالية، حتى إننا أدخلنا خدمة الطائرات «درون»، وفور الانتهاء من التصوير نتبادل الصور عبر وسائل التواصل، كما ننقلها إلى بعض الجهات المعنية بمتابعة الأمطار، ومنها المحطات التلفزيونية والصحف.
مشاركة :