القدس 20 أغسطس 2021 (شينخوا) تعمل وزارة حماية البيئة الإسرائيلية باستمرار على توسيع استخدامها للطائرات بدون طيار (المسيرة) لملاحقة مرتكبي الجرائم البيئية بشكل أكثر فعالية. ويسهل استخدام الطائرات بدون طيار المجهزة بكاميرات، التقاط المخالفات البيئية في الوقت الفعلي، حيث أصبحت المحاكم في إسرائيل تأخذ لقطات الفيديو عالية الدقة للمخالفات كدليل جوهري في القضايا البيئية. وتحتوي بعض الطائرات بدون طيار التي تمتلكها "الشرطة الخضراء" التابعة لوزارة البيئة الإسرائيلية، على كاميرات متخصصة قادرة على تسجيل الفيديو في الليل باستخدام الأشعة تحت الحمراء أو الرؤية الحرارية. وعند كل عملية، يقوم مشغلو الطائرات بدون طيار من الشرطة الخضراء بضبط الطائرات وفق الإعدادات المناسبة لكل ظرف أو حدث. فعلى سبيل المثال، تتطلب المهام البحرية طائرات بدون طيار يمكنها التحليق في الرياح الشديدة، بينما في الحقول المفتوحة يمكن للطائرات بدون طيار الهادئة ذات العدسة بعيدة المدى القيام بالمهمة على أعلى مستوى. وتعد "الشرطة الخضراء" هي ذراع الإنفاذ والردع الرئيسية لوزارة حماية البيئة الإسرائيلية، ولديها سلطة إجراء التحقيقات وفرض الغرامات والعقوبات ومراقبة مخالفات البيئة. وقال رئيس قسم المركبات الجوية غير المأهولة في الشرطة الخضراء إيال يافي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "معظم قضايا الشرطة الخضراء تحتوي على لقطات بطائرة بدون طيار، وهي مفيدة للغاية في المحكمة من خلال توضيح القضية وجعلها غير مبهمة". ويقوم مفتشو الشرطة الخضراء بمراقبة وإنفاذ القوانين واللوائح البيئية مع التركيز على مخالفات إلقاء النفايات في غير أماكنها، والصرف الصحي، وجودة الهواء والمواد الخطرة ومخلفات البناء. وعمل يافي وفريقه في إحدى العمليات الأخيرة منتصف شهر يوليو متخفين لمدة شهر تقريبا بجانب الأراضي الزراعية، حيث كان المخالفون يلقون نفايات البنايات بشكل غير قانوني. من جانبه، قال كبير مفتشي الشرطة الخضراء في إسرائيل يانيف جرين، إن المجرمين كانوا يجمعون النفايات من مواقع بناء مختلفة خلال النهار، ثم يقودون سياراتهم إلى مكب نفايات غير مصرح به في أرض زراعية دون إذن أو أي بنية تحتية مناسبة. وأضاف جرين، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، أن الشاحنات المليئة بمخالفات البناء كانت تفرغ حمولتها خلال الليل لتجنب أي مراقبة محتملة، لكن لم تأخذ في الاعتبار الطائرات بدون طيار التابعة للشرطة الخضراء المزودة بكاميرات فيديو للرؤية الليلية. من جانبه، قال مفتش الشرطة الخضراء نير شوراشي، ان "المجرمين ليسوا على علم بعملنا مع الطائرات بدون طيار، ومن الصعب اكتشافها فهي غير مرئية ولا تصدر ضجيجا، واحتمال ملاحظتها ضئيل". وتلتقط كاميرات الطائرات بدون طيار بدقة عالية وجوه المخالفين ولوحات ترخيص سياراتهم، حيث يمكن أن يصل مدى الطائرات بدون طيار إلى مسافة 500 متر دون أن يتم الكشف عنها، وفقا ليافي. وتم تصوير مجرمي البيئة الذين كانوا يدخلون مكب النفايات غير القانوني المحاط بالسياج المجاور لمدينة ريشون لتسيون وسط إسرائيل أثناء قيادتهم بدون أضواء من الجو. وبعد جمع كل الأدلة المطلوبة، وشهر من العمل السري ليافي وزملائه نصبت قوات الشرطة كمينا واعتقلت المخالفين. وشدد شوراشي في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا))، على أن "الطائرات بدون طيار تغير قواعد اللعبة، حيث نستطيع مراقبة كل شيء وجمع كل الأدلة قبل الدخول إلى الأماكن المشبوهة والمخاطرة بحياتنا". وقال "اليوم يمكننا الجلوس على بعد كيلومترات من مسرح الجريمة وتقديم أدلة تدين المخالفين باستخدام الطائرات بدون طيار فقط". فيما قال جرين "قبل ذلك، كنا بحاجة للاختباء على الأرض أو البحث عن نقاط مراقبة على التلال واستخدام الكاميرات أو كاميرات مزودة بأجهزة رؤية ليلية وحتى المناظير". وتؤكد وزارة حماية البيئة الإسرائيلية أنها أول وزارة في إسرائيل تنشئ وحدة طائرات بدون طيار وأطلقت عليها اسم "السرب 11". وأشار يافي إلى أن أول عملية مراقبة وتصوير بدأتها الوزارة كانت في عام 2017. وذكرت الوزارة أن السرب 11 تعامل في عام 2020 مع حوالي 700 حادث في جميع أنحاء إسرائيل، وجمع المعلومات الاستخبارية والإشراف على إزالة أسطح الأسبستوس وتحديد العمليات غير القانونية والمخاطر البيئية الأخرى في مختلف المناطق. وتتمثل قدرة الطائرات بدون طيار في التحليق فوق الأماكن الخطرة وتقديم صورة حاسمة في الوقت الفعلي لما يجري وتمكين الشرطة الخضراء من تطبيق القانون في أي مكان وزمان. وقال يافي إن "الصورة تساوي ألف كلمة، ونقول أيضا الطائرة بدون طيار تساوي ألف مشرف". وأضاف أن الشرطة الخضراء تمتلك حوالي عشر طائرات بدون طيار، بعضها يمكن أن يصل وزنه إلى 25 كيلو جراما، مؤكدا أن الشرطة الخضراء تعتزم شراء حوالي 35 طائرة بدون طيار إضافية بمعدات مختلفة بما في ذلك الكاميرات الطيفية فائقة الدقة ومتعددة الأطياف لاكتشاف ومراقبة التربة والمياه وتلوث الهواء. وقال يافي "لا توجد وزارة في إسرائيل أسست أسطولا مثل أسطولنا، وأعتقد أننا متقدمون جدا على الساحة العالمية، حيث نستخدم الكثير من الطائرات بدون طيار لتطبيق القوانين البيئية". وأوضح أنه خلال السنوات المقبلة سيتم تطوير السرب من خلال توفير ميزانية أكبر، وشراء المزيد من الطائرات بدون طيار ومعدات أفضل.
مشاركة :