دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين الى التحرك بسرعة لوقف "دوامة العنف الخطيرة"، وذلك خلال زيارة مفاجئة له الى اسرائيل. وقبل وصول بان كي مون، اعلن الجيش الاسرائيلي ومسعفون مقتل فلسطيني طعن جنديا خلال مواجهات بالقرب من الخليل (جنوب الضفة الغربية) حيث هدم الجيش الاسرائيلي منزل فلسطيني آخر كان قتل اسرائيلية طعنا في 2014. كما اصيب اسرائيليان صدمتهما سيارة في الضفة الغربية المحتلة حاولت دهسهما فيما تم قتل سائقها. وقتل اسرائيلي الثلاثاء دهسا لدى خروجه من سيارته في الطريق السريع قرب مخيم الفوار بالقرب من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية، بحسب ما افاد الجيش الاسرائيلي. واوضح متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس ان فلسطينيين استهدفوا سيارة الرجل اثناء مرورها قرب مخيم الفوار بالحجارة، فترجل السائق، وما لبثت سيارة مارة ان دهسته. وفي قطاع غزة قتل فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي الثلاثاء على الحدود مع اسرائيل، بحسب ما اعلن مصدر طبي فلسطيني، اوضح ان "احمد السيرحي (27 عاما) استشهد برصاص الجيش الاسرائيلي" بعد اندلاع اشتباكات شرق القطاع قرب السياج الامني، في حين اصيب خمسة اخرون. وقال بان كي مون للصحافيين خلال لقاء مع الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين "في حال لم نتحرك بسرعة فان الوضع على الارض سيزداد سوءا". وكان بان كي مون عبر عن رفضه لاجراء هدم منازل فلسطينيين في رسالة صارمة وجهها الى الاسرائيليين والفلسطينيين. وعبر بان كي مون كذلك عن قلقه من "التصعيد الخطير"، وقال في رسالة مسجلة لتلفزيون الامم المتحدة انتقد فيها القادة الاسرائيليين والفلسطينيين بحدة "في هذه الفترة الصعبة يجب ان نقول كفى". وتندرج رسالة بان وزيارته التي تستمر يومين في اطار جهد دبلوماسي جديد لمواجهة اعمال العنف التي تهز اسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر وتثير مخاوف من انتفاضة جديدة. ويفترض ان يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري في الاسبوع الحالي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس في الشرق الاوسط ربما في الاردن. وسيلتقي بان كي مون لاحقا نتانياهو في القدس، كما سيجري محادثات مع عباس صباح الاربعاء. واسفرت المواجهات اليومية بين راشقي الحجارة الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين والهجمات المتبادلة بين الفلسطينيين والمستوطنين وسلسلة من الهجمات ضد الاسرائيليين عن سقوط 42 قتيلا فلسطينيا وقتيل عربي اسرائيلي من جهة، وثمانية اسرائيليين من جهة اخرى. وقتل اريتري اعتبر خطأ منفذ هجوم. وآخر القتلى الفلسطينيين سقط الثلاثاء في الخليل برصاص جنود اسرائيليين بعدما هاجم بالسكين عنصرا في الجيش خلال تظاهرة عنيفة بالقرب من بيت عوا (جنوب غرب الخليل). وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان "فلسطينيا هاجم بالسكين عنصرا في الجيش اصيب بجروح طفيفة خلال تظاهرة عنيفة بالقرب من بيت عوا ورد الجنود باطلاق النار على المهاجم"، بينما اكد مستشفى الخليل مقتل الفلسطيني البالغ 23 عاما ويدعى عدي مسالمة. من ناحية ثانية اقتحم الجنود الاسرائيليون بلدة بيت عوا، وتمركزوا على اسطح المنازل وقاموا بتفتيش عدد من المنازل هناك. كما اقتحموا منزل والد عدي مسالمة ويقومون باطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي تجاه الشبان، بحسب شهود من البلدة. وقامت الشرطة الاسرائيلية باعتقالات في القدس الشرقية المحتلة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري "قامت قوات من الشرطة وحرس الحدود الليلة الماضية باعتقال 14 عربيا مقدسيا في القدس الشرقية للاشتباه بضلوعهم في اعمال واحداث الاخلال بالنظام الاخيرة التي حصلت في انحاء متفرقة من القدس والبلده القديمة. عشرة منهم بالغون واربعة قاصرون". وتابعت انه "منذ 13 ايلول/سبتمبر الماضي (عيد راس السنة العبرية ) وحتى اليوم الثلاثاء وصل عدد المعتقلين في القدس الى 490 معتقلا منهم 278 بالغا و212 قاصرا" واعلن سكان حي العيسوية في القدس الشرقية المحتلة الثلاثاء عن اضراب شامل للمدارس والمواصلات والمحلات احتجاجا على اغلاق مداخل القرية بمكعبات اسمنتية وترك مدخل واحد يجري فيه التفتيش الامني الدقيق، وذلك بدعوة من القوى الوطنية والاسلامية هناك. وقبل زيارته الثلاثاء قال بان انه يتفهم غضب الاسرائيليين من الهجمات "عندما يكون الاطفال خائفين من الذهاب الى المدرسة وكل شخص في الشارع ضحية محتملة". واضاف "لكن الحروب ونقاط التفتيش والردود القاسية من قبل قوات الامن وتدمير المنازل لا يمكن ان تحمي السلم والامان الذي تحتاجون اليه ويجب ان يؤمن لكم". وتابع متوجها الى الفلسطينيين "اعرف ان امالكم في السلام انهارت عدة مرات وانكم غاضبون من الاحتلال والتوسع الاستيطاني"، مشددا على اهمية "الطريق السلمي للتغيير". ويدعو بان قادة الطرفين الى التصدي للعنف وللتحريض على الكراهية والعمل على حماية القواعد التي تحكم موقع المسجد الاقصى في القدس. ويشهد مجمع المسجد الاقصى ومحيطه توترا كبيرا منذ اسابيع. ويسمح لليهود وغير المسلمين بزيارة المسجد الاقصى خمسة ايام في الاسبوع من الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى الحادية عشرة صباحا. ويخشى الفلسطينيون محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول الحرم القدسي في اي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك الا في اوقات محددة ومن دون الصلاة هناك. لكن اسرائيل تنفي ذلك. لكن اسرائيل التي يواجه سكانها اختبارا صعبا يتمثل بالهجمات، اتخذت سلسلة من الاجراءات الصارمة للحد من العنف ومعاقبة مرتكبيه من نشر تعزيزات كبيرة الى الحد من الوصول الى الاحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة وبناء جدار امني عازل في منطقة متوترة من المدينة وعدم تسليم جثامين منفذي الهجمات الى ذويهم.. واتخذت الحكومة الاسرائيلية الاسبوع الماضي سلسلة من الاجراءات لوضع حد لاعمال العنف من بينها هدم منازل منفذي الهجمات الفلسطينيين. وفي هذا الاطار وعلى الرغم من اعتراض عشرات من راشقي الحجارة، هدم الجيش الاسرائيلي في وقت مبكر الثلاثاء منزل فلسطيني في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة كان قتل اسرائيلية طعنا في اواخر 2014. ورافقت عملية هدم منزل ماهر الهشلمون مواجهات بين جنود اسرائيليين وعشرات الفلسطينيين الذين راحوا يرشقونهم بالحجارة دون وقوع ضحايا، حسب ما افاد شهود عيان. وكانت محكمة عسكرية اسرائيلية حكمت في اذار/مارس على الهشلمون العضو في الجهاد الاسلامي بعقوبتي السجن مدى الحياة بعد ادانته بقتل داليا ليمكوس (26 عاما) المقيمة في احدى مستوطنات الضفة الغربية المحتلة ومحاولة قتل شخصين اخرين في 10 تشرين الثاني/نوفمبر على طريق مستوطنة غوش عتصيون. كما اوقف جنود اسرائيليون قبل فجر الثلاثاء حسن يوسف احد ابرز قياديي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الضفة الغربية المحتلة. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان ان "حسن يوسف اوقف واودع السجن مرات عدة في السابق. وهو يقوم بالحض على الارهاب ويشجع علنا على شن هجمات ضد اسرائيليين".
مشاركة :