حاصر آلاف المواطنين الأفغان مداخل مطار العاصمة كابول، والذى يمثل شريان الحياة الرئيسي لهم، وللأجانب الذين يحاولون الفرار من البلاد بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد الأمور. وقال شاهد عيان لوكالة الأنباء الألمانية، إنه يتم إطلاق الرصاص بشكل شبه مستمر خارج مجمع المطار المدجج بالسلاح. وتم نقل آلاف الأشخاص عبر المطار منذ سيطرة حركة طالبان على كابول يوم الأحد الماضي. والمطار هو المكان الوحيد بالعاصمة الذي تسيطر عليه القوات الدولية. ويخشى كثير من الأفغان الذي يشعرون باليأس بعدما عملوا مع القوات الدولية على مدار عقدين من الزمان، أو في مجالات مثل حقوق الإنسان، على حياتهم بعد عودة طالبان، ويسعون إلى دخول المطار لإنقاذ أنفسهم وأفراد عائلاتهم. وأصدرت هيئة الطيران المدني الأفغانية بيانا اليوم السبت تطلب من الأشخاص عدم التوجه إلى المطار. وقالت في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "لا يوجد طائرات مدنية وتجارية في مطار حامد كرزاي الدولي". ودعت السفارة الأمريكية المواطنين الأمريكيين إلى تجنب المطار إلا إذا أخبرهم مسؤول حكومي أمريكي بغير ذلك بسبب "التهديدات الأمنية المحتملة خارج البوابات" في تحذير أمني صدر اليوم السبت. وحذر تقرير أعد للأمم المتحدة أمس الجمعة من أن طالبان تقوم بعمليات بحث مستهدفة عن متعاونين يعتقد أنهم عملوا مع النظام السابق، وأنها تهدد أفراد أسرهم بالانتقام، رغم تأكيدات الحركة أنها لن تسعى إلى الانتقام. وقال شاهد العيان لوكالة الأنباء الألمانية، إنه سيتم إغلاق بوابة المدخل الشمالي للمطار لمدة يومين. وقال شاهد عيان آخر إن المحتشدين خارج المطار ينتمون إلى جميع الأطياف، وبينهم ممثلون وشخصيات إعلامية تليفزيونية وشباب ونساء يحملن أطفالا حديثي الولادة، وأشخاص معاقون على كراسي متحركة، ضمن آخرين. وانتشرت على نطاق واسع أمس الجمعة صورة طفل صغير يتم تسليمه للقوات من فوق جدار مجمع المطار، حيث التقطه جندي ونقله إلى زملائه. كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد طمأن المواطنين الأمريكيين والأفغان الذين عملوا مع الأمريكيين أنه سوف يعيدهم إلى أمريكا ولكن هناك آلافا كثيرة لا تزال في أفغانستان. نفذت قوات من دول كثيرة أخرى ، بينها ألمانيا وبريطانيا وتركيا، عمليات إجلاء متزامنة من المطار. وانضمت دولة لوكسمبورج الصغيرة العضو بالاتحاد الأوروبي إلى جهود الإجلاء حيث أن الطائرة العسكرية الوحيدة التابعة للبلاد تنتظر طائرة بلجيكية تجلي أشخاصا من أفغانستان في المطار الواقع في إسلام أباد، حسبما قالت وزارة الدفاع اليوم السبت. وقالت وزارة الدفاع إنه من المتوقع أن تنقل الطائرة العسكرية طراز "ايه 400 ام" ستة من مواطني لوكسمبورج وأوروبيين آخرين إلى المطار العسكري في بروكسل. وقالت مصادر في طالبان إن نائب زعيم حركة طالبان، الملا عبدالغني برادار، وصل إلى كابول اليوم السبت لإجراء محادثات مع أعضاء الحركة، وساسة آخرين بشأن تشكيل حكومة جديدة. وكان برادار وصل إلى قندهار، جنوبي البلاد، بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي، برفقة وفد. يشار إلى أن برادار هو أكبر مسؤول من طالبان يصل إلى أفغانستان حتى الآن، وأشارت مصادر استخباراتية إلى أنه سيُمنح منصبا يماثل "رئيس الوزراء". ولم يظهر زعيم طالبان، الملا هبة الله أخوند زاده، في أفغانستان منذ استيلاء طالبان على مقاليد الأمور في البلاد قبل نحو أسبوع، ولا يعرف أحد مكان وجوده. والتقى العديد من كبار ممثلي طالبان الأسبوع الماضي، الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، عبدالله عبدالله، لإجراء مناقشات بشأن تشكيل حكومة جديدة. وأعلنت طالبان أنها تعتزم مشاركة السطلة مع قوى سياسية أخرى.
مشاركة :