وعلى الخير والمحبة نلتقي

  • 10/21/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحببتها هذه اللازمة في نهاية مقالي، ارتبطت بها، وارتبط بها القراء الكرام، أصبحت أتألم إذا ما حدث لبس إخراجي في إزاحتها وما يؤلم أكثر أن القارئ الكريم اعتاد عليها وعندما تزال يشعر بأن المقال ناقص.. عموماً فقد اتفقت مع الزميل العزيز سعيد عبدالله الحمد الذي اعتز بجهوده الخيرة أن نجد صيغة ملائمة بحيث لا يحدث أي لبس في إزالتها، وبذلك نحافظ على شعور القارئ العزيز الجميل.. نعم وعلى الخير والمحبة نلتقي، فأنا ولله الحمد وبفضل الثقة السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ومباركة ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه ودعم ومؤازرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه وجهود خيرة ومباركة من معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية سأذهب إلى جمهورية مصر العربية لتسلم مهام وظيفة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية بيت العرب بالقاهرة، وهذا تكليف غالٍ وعزيز أدعو الله جلت قدرته أن يوفقني لبلوغ الأهداف والغايات التي أحس بأمانة المحافظة عليها لمن منحني هذه الثقة الغالية. وهناك الكثير ممن أجد أن من مسؤوليتي تقديم خالص الشكر والتقدير لهم لوقوفهم الإنساني الراقي معي بالفعل والقول والدعاء فلهم جميعاً مودتي ومعزتي وإحترامي وتقديري. لقد علمتني الحياة وتجربة الوظائف التي تقلدتها إن الدنيا بخير، والناس الذين يحبون الخير يزداد عددهم ولا يقل، وإن الإنسان يحتاج إلى الآخرين سواء من عملت معهم أو من تعاملت معهم أو حتمت عليك الظروف أن تتعرف عليهم داخل الوطن أو خارجه، والمرء منا لا يعمل في فراغ، ولا يمكن أن ينجز أمراً منفرداً، وهو في الأول والأخير يحتاج إلى توفيق من الله العزيز الحكيم سبحانه وتعالى مدبر الكون وخالق البشر ومقسم الأرزاق ومقدر للناس أقدارهم، فنعم بالله ثم إن رضا الوالدين ودعائهما نبراس لنا في إنارة طريقنا وتوفيقنا، كما أن محبة الناس غاية يقدرها كل من تعامل معهم بصفاء نية وطيب خاطر، فنحن معهم كلنا نحتاج إلى من يقف معنا كما أننا يجب أن نؤدي واجبنا المناط بنا لكل من كان سبباً في تحمل مسؤولياتنا.. رحم الله جدتي لأمي فاطمة كانت تقول: إن والدتك مريم رحمها الله حلمت قبل وفاتها بأيام، وكنت لازلت في المهد إنك ستكون بين الرجال واختارها الله إلى جواره وأنا في الأشهر الأولى لتتكفل برعايتي جدتي لأمي فاطمة يرحمها الله وخالتي عائشة يعطيها الله الصحة وطول العمر وبعدهما عندما انتقلت لبيت الوالد إبراهيم في الجسرة والبديع اهتمت برعايتي جدتي لأبي لطيفة يرحمها الله، وعمتي شمه يعطيها الله الصحة وطول العمر كما كنت في رعاية جدي لأمي حسن بن علي يرحمه الله وجدي لأبي محمد بن صالح يرحمه الله. وكنت أيضاً في رعاية واهتمام نساء فريج الذواوده بالحد ومرضعاتي وامهاتي من الرضاع الكرام، حميدة بنت عبدالله بن عيسى، ونوره بنت علي إبراهيم، ومريم بنت علي بن عبدالرحمن، وعائشة بنت علي بن عبدالرحمن، وغيرهن من أمهاتي من الرضاع في فرجان مدينة الحد العريقة فلهن ولهن جميعاً الرحمة والرضوان وجنات النعيم فقد كن هن وإخواني وأخواتي وأخوالي من الرضاع نعم العطوفين والمشفقين والمساندين والداعين لي بالتوفيق والصلاح. نعم يا والدتي مريم يا من يضم رفاتك ذلك القبر في الزمة بمقبرة الحد ويا من حلمت يوماً بأن أكون بين الرجال، أدعو الله لك بالمغفرة والرضوان وجنات النعيم وأدعو الله أن يوفقني في مهمتي وأن يحقق حلم رغبتك في أن أكون بين الرجال.. واعلمي يا والدتي أنه لأمر جلل وصعب أن تكون بين الرجال الذين يخلصون لأوطانهم ويتفانون في خدمة أمتهم، فالرجال تعرف بالمواقف، والمواقف تعرف بالرجال ونحن في زماننا قد نعيش التجارب المفرحة والتجارب المؤلمة، وبين مد وجزر تتجاذبنا الأحداث، وتشرق بنا وتغرب، ولكن يظل العمل الجماعي هو المعيار والمقياس في بلوغ الغايات والأهداف. عملت يا والدتي مع رجال كانوا نعم الرجال، تحملوا المسؤوليات وطوروا في أدائهم للمؤسسات التي أنيطت بهم مسؤولية رعايتها والاهتمام بها... تعرفت على رجال كانت مواقفهم صلبة وقوية في قول الحق، عشت مع رجال كان همهم خدمة الوطن والتفاني في رفعة شأنه.. تعاملت مع رجال عند كلمتهم يقدمون العون والمساعدة ولا ينتظرون الجزاء الدنيوي ولكن غايتهم أن يرضى الله عن صنيعهم. صادقت رجالاً قدروا الصداقة حق قدرها وكانوا في الضيق عامل رفع الضرر، وفي الكرب نعم المواسين والمجبرين الخواطر... زاملت رجالاَ يقومون بواجب الزمالة في حضورك وغيابك، ونحن علينا أن نبني على الإيجابيات، فالسلبيات ندرسها ونتمعن فيها ونستفيد من تجاربها ولكنها لا تقف حائلاً دون طموحاتنا ورغبتنا في النمو والتطور والبناء... سأظل يا والدتي وفياً للرجال المخلصين ومع الآخرين معواناً للخير ودفع الضرر، وستظل المحبة طريقاً هادياً لكل عمل نبتغي فيه وجه الله، ويعود على الأوطان والمواطنين بالخير العميم. وعلى الخير والمحبة نلتقي

مشاركة :