أتابع ، منذ شهر نوفمبر الماضى 2020 أوضاع مجمع اللغة العربية، عندما أصدر د.خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، قرارا بتولى د. صلاح فضل، المفكر والناقد الأدبى الكبير، منصب القائم بأعمال رئيس مجمع اللغة العربية .... لحين الانتهاء من الإجراءات القانونية الصحيحة لتعيين رئيس جديد للمجمع». ولكن يبدو أن مهمة د.فضل لم تكن سهلة على الإطلاق، وهو ما أشار إليه الأستاذ محمد سلماوى (الأهرام 16/8) وكذلك الأستاذ حمدى رزق (المصرى اليوم 19/8). إن ما أفهمه وأعرفه جيدا د. فضل يشكو من سيطرة «بعض من ذوى الهوى الإخوانى» على المجمع العريق، الذى أنشئ ..»ليحافظ على سلامة اللغة العربية ، وان يجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون فى نقدمها، ملائمة-على العموم- لحاجات الحياة فى العصر الحاضر ...إلخ». غير أن تحديات اللغة العربية فعليا تتجاوز بكثير هذه الأهداف النظرية. واشير هنا إلى قضيتين فى غاية الخطورة، أولاهما الفجوة الهائلة بين العامية والفصحى ، التى يجد أمامها الطفل المصرى مثلا نفسه مطالب بأن يقول «ذهبت إلى المدرسة» بدلا من «رحت المدرسة» أو يقول «شاهدت المباراة « بدلا من شفت المباراة «...إلخ (وهذا يختلف طبعا عما يقوله الطفل الخليجى عن السودانى وعن المغربى!) . القضية الثانية هى صعوبة القواعد النحوية، التى تحتاج إلى وضع نماذج مبسطة لها يسهل فهمها واستيعابها، بعيدا عن التزيدات، وتسعى لاستيعاب أى مواطن لها. إننى أعلم أن تلك ليست مهام سهلة، ولكنى لاحظت مثلا أن الأطفال المصريين الذين يتعلمون فى صغرهم اللغة الإنجليزية يستسهلون التحدث بها عن حديثهم باللغة العربية. وأخيرا أليس مثيرا للاستغراب الميل الكاسح الآن لدى كل المؤسسات والمشروعات الخاصة أن تتخذ لنفسها أسماء أجنبية (إنجليزية أو فرنسية..؟)...هذه مجرد أمثلة لقضايا مهمة ينبغى على المجمع اللغوى الالتفات إليها، وهذا هو ما نأمله من صلاح فضل إن شاء الله!.
مشاركة :