النغيمش يقدم أفكاراً عملية متنوعة في «عقلية الإسفنجة»

  • 8/23/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يشدد الكاتب د. محمد النغيمش على أن كتابه «عقلية الإسفنجة» يشتمل على مادة تتضمن شيئاً من الموضوعية، كي يقبل عليها كل من يتحاشى أن يكون «إسفنجة» تمتص كل ما حولها من سوائل، من دون أي محاولة موضوعية للتفريق بين الغث والسمين. ويحاول النغيمش، في كتابه الصادر عن دار ذات السلاسل أن ينحو منحى التبسيط الذي يستند إلى مفاهیم مهمة في علم الإدارة وما يرتبط به من علوم، ليقدم للقارئ وجبة ثقافية خفيفة. يجمع الكاتب د. محمد النغيمش في إصداره "عقلية الإسفنجة"، الصادر عن دار ذات السلاسل، مجموعة كبيرة من مقالاته، مقدماً مجموعة أفكار عملية ممتعة في مختلف ميادين الحياة. ويقول النغيمش، في مقدمة الإصدار: "هذا الكتاب أبعد ما يكون عن المثاليات، وأقرب ما يكون إلى الأفكار العملية القابلة للتطبيق في حياة الأفراد والمؤسسات، وحاولت من خلاله تقديم مادة تتضمن شيئاً من الموضوعية لكي يقبل عليها كل من يتحاشى أن يكون إسفنجة تمتص كل ما حولها من سوائل، من دون أي محاولة موضوعية للتفريق بين الغث والسمين". ويضيف أن "عقلية الإسفنجة" محاولة جديدة "في إصداراتي الإدارية، لطرح موضوعات آمل أن تنطبق عليها مقولة (ما قل ودل) في الإدارة؛ وذلك لكون الناس في عصر الانفتاح الإعلامي المتسارع باتوا لا يجدون متسعاً من الوقت لقراءة كتاب بعيداً عن ملهيات الأجهزة الإلكترونية. لذا جاء الكتاب في فصول قصيرة جدا، متضمنا أفكارا قابلة للتطبيق". ويتابع: "مع أن هذا الإصدار يحوي رؤی وحلولاً تهم المؤسسات، فإنه - مثل معظم كتبي - يركز عادة على الفرد، وسبب تركيزي على الإنسان في كتاباتي هو أن معظم الكتاب منشغلون بالمشكلات المحيطة، ويغفلون عن تسليط الضوء على الإنسان نفسه الذي يعد عنصراً أساسياً في كيفية مواجهة المشكلات التي تعترضه"، ضارباً مثلا بأنه "يكثر الحديث عن المعضلات التي تواجه القياديين في المؤسسات الخاصة والحكومية، وننسى الكيفية التي ينبغي لذلك القائد التعامل وفقها مع المشكلات من حوله، والكيفية التي يتخذ بها القرارات المناسبة، والكيفية التي ينتقي بها أفضل العاملين معه، ويستبعد أسوأ المشروعات والشخصيات وكل حجر عثرة يعترض طريق تقدمه". علم الإدارة وعن تعزيز أواصر العلاقات بين الأفراد والمؤسسات، يقول: "نجد في معظم المؤلفات الإدارية التي تدرس في الجامعات العريقة فصولاً أفردت مساحات كبيرة للإنسان أو العلوم الاجتماعية والنفسية التي امتزجت امتزاجاً ملحوظاً مع علم الإدارة، فكل شيء بديع من حولنا، من المقهى الجميل المجاور والمتجر وشبكات الطرق والمدارس والمستشفيات وكل وسائل النقل والمنتجات الإلكترونية المذهلة، كان وراءها حسن إدارة". ويشير إلى أن "علم الإدارة صار يدخل في كل مراحل دورة حياة السلع والخدمات، ابتداء من الإنتاج والإدخال، مروراً بالبيع والتقديم، وانتهاء بالتطوير والتحسين، وذلك في حلقة مستمرة لا تنتهي، بل إنها أضحت جزءا لا يتجزأ من صمیم بناء وتعزيز العلاقات بين الأشخاص والمؤسسات". ويزيد: "باختصار، لم يعد علم الإدارة مقتصراً على طلبة التخصص في الجامعات، بل صار يحتاج إليه كل موظف؛ لأنه ببساطة مشروع مدير أو قائد. ومعظم سكان الكرة الأرضية هم في الواقع موظفون بشكل أو بآخر. لذا، فهم بحاجة إلى من يقدم لهم هذه العلوم بلغة مبسطة وعرض شائق يرتبط بالتحديات اليومية التي يواجهونها". ويضيف: "ولأن كثيراً من هذه الكتب يغرق في الفرعيات والتفاصيل، فإن هذا الكتاب يحاول أن ينحو منحى التبسيط الذي يستند إلى مفاهیم مهمة في علم الإدارة وما يرتبط به من علوم، ليقدم للقارئ وجبة خفيفة لذيذة وصحية، أو هذا ما نرجوه. وسيجد القارئ، مثلا، موضوعات تتنوع بين الإدارة والتواصل بكل صوره، فضلاً عن كل فكرة يمكن أن تستنهض همم الأمة بتسليط الضوء على قضية أو شخصية ملهمة، أو تجربة عربية أو أجنبية تستحق الاهتمام". ويرى النغيمش أن كتابه موجه لكل من يسعى إلى أن يصبح يومه أفضل من أمسه، وغده أفضل من يومه، ولا يمكن أن يحدث ذلك من دون تبني مجموعة كبيرة من الأفكار والحلول، ثم تطبيقها، لسبب بسيط مفاده "أننا إذا استمررنا في فعل الأمور نفسها طوال حياتنا، فيجب ألا نتوقع نتائج مختلفة، وبناء على ذلك، فإن إصدارنا هذا موجه لمن يتحاشى أن يكون (إمعة) يردد معتقدات الناس البالية والمثبطة، أو بالأحرى (إسفنجة) تمتص ما يقوله الناس أو يكتبونه، من دون السعي إلى التأكد من موضوعية الطرح". ويضيف: "ستجد في هذا الإصدار موضوعات كثيرة، بعضها قد تتفق معه أو تختلف، لكنني آثرت وضعها وتوثيقها بين دفتي هذا الكتاب؛ لأن تجارب الناس وحاجاتها ونظرتها للأمور تختلف من شخص إلى آخر، فما أراه مفیداً قد يراه آخر خلاف ذلك. وفي تفاصيل بعض الموضوعات تجد أيضاً دراسات معمقة تدعم بعض الأطروحات، في مسعى إلى تقديم مادة رصينة آمل أن تكون مفيدة للقارئ العربي في كل مكان". معدل الإبداع وفي مقال "التعليم وغباؤنا!" يقول النغيمش: "في دراسة شهيرة لجورج لاند كان يطبق اختبار الإبداع فيها لاكتشاف نوابغ وكالة الفضاء (ناسا) تبين أنه كلما تقدم العمر بالإنسان قل معدل إبداعه؛ إذ وجد أن الأطفال في سن الخامسة كان معدل إبداعهم 98 في المئة، ولما اختبرهم في سن العاشرة انخفض إبداعهم إلى 30 في المئة، وفي سن 15 بلغ 12 في المئة فقط. أما البالغون فكانت نسبة إبداعهم 2 في المئة فقط". ويضيف: "أحد الأسباب في رأيي أن الطفل كان يفكر بحرية إبداعية مطلقة، وما إن اعتاد فكرة الفصل الدراسي حتى صار يساوره الشك في مقترحاته؛ لأنه تعوّد أن هناك إجابة واحدة صحيحة، أو أن أحداً من حوله سيخطئه. وهو ما يناقض فكرة الإبداع التي تطلق للفرد العنان بالتفكير. ولا ننسى أن أصل حل المشكلات هو المقدرة على التفكير بصورة جيدة. وأي حياة لا تخلو من المشكلات، وإذا ظل نظامنا التعليمي يعاملنا بمسطرة واحدة فلا عجب إذا بقي بيننا من يظن أنه عاجز عن حل مشكلاته ومواجهة تحدياته؛ لأنه يشعر بشيء من الغباء، وإن كان نابغة زمانه!". قرارات جحا وفي مقال آخر بعنوان "قرارات جحا لا ترضي أحداً!"، يسرد الكاتب حكاية من حكايات جحا، ويقول ضمن هذا السياق: "يروى أن جُحا كان يسير في إحدى القرى راكباً حماره فيما كان ابنه يمشي خلفه، فلما رآه أهل القرية انتقدوا تركه ابنه الصغير يمشي فيما يركب هو حماره، فسمع همزهم ولمزهم... ثم طلب من ابنه أن يركب الحمار ويسير هو ماشيا، ولما رآهما حشد آخر قالوا: "شاهدوا هذا الابن كيف سمح لنفسه أن يركب ويترك والده المسن يمشي خلفه؟!، فسمع ذلك الولد وأصر أن يركب والده معه، ولما اقتربا من قوم آخرين أثار ذلك امتعاضهم، فقالوا: ما أقسى هذين؛ كيف سمحا لنفسيهما بركوب هذا الحمار الضعيف الذي لا يقوى على حملهما؟!، فغضبا أيما غضب من كلام الناس... فقررا أن يحملا معا الحمار ويسيران به! ولما رآهما الناس ضحكوا ضحكا شديدا... فأصبح جحا وابنه أضحوكة في القرية". ويضيف: "صارت هذه القصة الرمزية مضرباً للمثل في مصير من يصبح أسيراً لكلام الناس. وما يهمنا من هذه القصة التي نواجه ما يماثلها على مدار العام، أن الفرد حينما يقرر أمراً ما فلا بد أن يعود إلى قيمه values التي يؤمن بها، أو تعاليم دينه مثلا، لأن أدبيات اتخاذ القرار تنص صراحة على أن عملية اتخاذ القرار تنبع من قيم فردية راسخة... فحينما يدعوك مسؤولك إلى أن تكذب، أو تختلس، أو تظلم، أو تمشي بين الموظفين بالنميمة لتشعل نار الفتنة بينهم، انطلاقاً من مبدأ (فرق تسد)، فذلك رده الرفض، لأنه يتصادم مع قيمك. هكذا مع مرور الوقت يحترم الآخرون قراراتك لأنها تنطلق من مبادئ ثابتة. وهذا ما يفسر سبب واقعية مثل (الطيور على أشكالها تقع) حينما يعين بعض المسؤولين الفاسدين بطانة فاسدة حولهم ليعينوهم على اتخاذ أسوأ القرارات غير آبهين بكلام الناس". خطِّط لحياتك ولو عن بُعد في مقال عن وسائل التعلم عُن بعد، بعنوان "خطط لحياتك ولو عن بعد"، يقول النغيمش إن "التخطيط الاستراتيجي الشخصي ليس كلاما إنشائيا، كما يظن البعض، بل له قواعد وخطوات يمكن تطبيقها مثل آلية محددة لتحديد قيمنا بالحياة تنبعث منها رؤيتنا ورسالتنا ثم أدوارنا بالحياة وأهدافنا. بعدها مؤشرات موضوعية نقيس بها مدى نجاح الخطة. وقد تطرقت في مقالات سابقة مثل (كيف تخطط للعام الجديد؟) و(أهم 15 دقيقة في يومك) إلى جانب من أهمية التخطيط الاستراتيجي الشخصي وكيفيته". ويضيف: "يبدو أن هناك توجها ملحوظا نحو وسائل التعلم عن بعد فقد أنشأت جامعة الكويت، مثلا، مركزا للتعلم عن بعد وصارت كبريات الشركات التدريبية العالمية توفر هذه الخدمة خصوصا لبعض الموضوعات التي يمكن تعلمها بواسطة الإنترنت مثل المهارات الشخصية soft skils. فلم يعد هناك عذر لمن يشتكي بعد مقر إقامته أو ضعف وضعه المادي لأنه صار بالإمكان تعلم شيء جديد ولو عن بعد".

مشاركة :