لايزال التوتر والهجمات تطبع الواقع اليومي في أفغانستان. فقد صعدت حركة طالبان من هجماتها في العاصمة كابول، وفي الولايات الأخرى منذ بدء الانسحاب الأجنبي العام الماضي. وبلغ التصعيد ذروته بسيطرة الحركة على مدينة قندوز، شمال البلاد، في هجوم منسق ومنظم آخر شهر سبتمبر. إلا أن مقاتلي الحركة ولأسباب تكتيكية انسحبوا من المدينة بعد أكثر من أسبوعين، من أجل حماية المدنيين من قصف القوات الأفغانية وقوات التحالف، وفقاً لتعبير أحد قادتها، الذي قال في بيان إن إطالة أمد البقاء يعتبر مضيعة للبشر والذخيرة. وحالياً أصبح وسط المدينة خالياً، وبدأ السكان في العودة تدريجياً، وفقاً لقائد شرطة قندوز محمد جانكلباغ، موضحاً أن قوات الأمن الأفغانية أزالت السيارات المحطمة وحواجز الطرق من المدينة بهدف إعادة المدينة إلى حالتها الطبيعية. ولأول مرة منذ الإطاحة بها قبل 14 عاماً عقب الغزو الأميركي لأفغانستان، استطاعت طالبان السيطرة على مدينة قندوز، محققة بذلك نصراً مفاجئاً، منح الحركة المسلحة مكاسب سياسية وعسكرية، حتى ولو دامت السيطرة على قندوز أياماً فقط. وفي الواقع تبدو سيطرة الحركة على مدينة مهمة، استعصت عليهم منذ 2001، يأتي في وقت يتأهب فيه قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الجنرال جون كامبل، للذهاب إلى واشنطن للإدلاء بشهادته أمام لجنة الكونغرس بشأن مسار الحرب، وما يتعلق بحجم المشاركة التي ينبغي أن يقدمها الجيش الأميركي في هذا البلد. يوجد حالياً نحو 10 آلاف من القوات الأميركية في أفغانستان، ويقوم الكثير منهم بتدريب وتقديم الاستشارات للقوات الأفغانية،. ولم يقرر البيت الأبيض بعد ما إذا كان سيتم البقاء على القوة كاملة. من جانب آخر، أشار ممثل الاتحاد الأوروبي في أفغانستان فرانس مايكل، إلى تزايد نفوذ تنظيم داعش، في أفغانستان. وأوضح المسؤول الغربي، أن التنظيم المتطرف أعاد تشكيل قواته خلال الفترة الماضية في أفغانستان، مضيفاً أن المتطرفين قتلوا زعماء قبائل بوحشية وأسروا عائلات بأكملها وذكر مايكل أن جهود قوات الأمن الأفغانية للحد من توسع التنظيم لم تفلح نظراً للإنهاك الكبير جراء عملياتها ضد (طالبان) في مناطق أخرى. ويعتبر مراقبون سقوط عاصمة إقليم قندوز ومناطق أخرى شمال البلاد، شهدت زيادة عدد القوات الأميركية منذ سنوات، تحدياً مباشراً للمسؤولين الأميركيين والأفغان، الذين أكدوا قدرة قوات الأمن على السيطرة على المدن المهمة في البلاد.
مشاركة :