اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، اليوم (الأحد)، أن معركة "سيف القدس"، التي اندلعت في مايو الماضي، شكلت "منعطفا مهما" في تاريخ الصراع مع إسرائيل. وقال هنية، في كلمة له خلال ملتقى (العلماء الدولي الثالث) في غزة عبر الانترنت، إن هذه المعركة كشفت أن القدس هي محور الصراع مع إسرائيل وهي "القضية والمبتدأ والمنتهى". "سيف القدس" هو الاسم الذي أطلقته الفصائل الفلسطينية المسلحة على جولة التصعيد الأخيرة مع إسرائيل في مايو الماضي. وأكد هنية أن المقاومة هي "خيار استراتيجي" لتحرير فلسطين، مشددا على أنه "لا مفاوضات ولا مساومة ولا اعتراف" مع إسرائيل. ورأى أن مسار التفاوض الذي مضت عليه أعوام محصلته "التيه السياسي وتنفيذ المشاريع الاستيطانية والضم والتهويد والتعاون الأمني من الاحتلال". ورعت مصر في 21 مايو الماضي اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة أنهى 11 يوما من القتال والذي أسفر عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 إسرائيليا، وفقا لأرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية. على جانب آخر، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "قمع" إسرائيل المسيرات الشعبية في قطاع غزة، ما أدى لإصابة عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال بجروح مختلفة. وقال بيان صادر عن الوزارة تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) إن المقاومة السلمية الشعبية تواجه باستمرار من قبل القوات الإسرائيلية بإطلاق الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع السام على المشاركين. وأضاف البيان أن إسرائيل ضمن سياسة "الردع" تعتبر أن المقاومة السلمية "غير مقبولة وتستوجب ردع المشاركين فيها وقمعها بالقوة" ما يؤدي غالبا لوقوع قتلى وإصابات خطيرة. وحمل البيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن "الجريمة" المستمرة سواء في قطاع غزة والضفة الغربية وشرق القدس ونتائجها وتداعياتها ومخاطرها على الأوضاع برمتها. واعتبر أن التصعيد الإسرائيلي محاولة لفرض الاستسلام والرضوخ الكامل على الشعب الفلسطيني وإقناعه بعدم جدوى التفكير أو ممارسة أي شكل من أشكال المقاومة السلمية لإسرائيل وسياساتها الاستيطانية. وقال البيان إن صمت المجتمع الدولي على "قمع" إسرائيل العنيف للمسيرات وعدم محاسبتها على "انتهاكاتها" بات يشجعها على التمادي في استباحة الأرض الفلسطينية والتنكيل بالفلسطينيين دون رادع من قانون أو أخلاق. واندلعت أمس مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي قرب السياج الفاصل شرق مدينة غزة، وقد أسفرت عن إصابة 41 فلسطينيا بجروح وذلك تزامنا مع إحياء الذكرى الـ 52 لحرق المسجد الأقصى. وهذه المواجهات هي الأعنف بين الشبان الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي على أطراف غزة منذ توقف "مسيرات العودة" الشعبية في ديسمبر 2019 التي قتل فيها أكثر من 320 فلسطينيا وأصيب أكثر من 18 ألفا بالرصاص الحي من بينهم نساء وأطفال، بحسب إحصائيات فلسطينية.
مشاركة :