نتانياهو عاجز أمام ثورة السكاكين

  • 10/21/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يطفئ أحد غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وصوت قبضته يدوّي ضارباً بقوة فوق طاولة خلال تسجيل صوتي مسرّب وهو ينتقد أعضاء حزبه لتخليهم عنه في وجه أحدث الهجمات الفلسطينية التي بات يطلق عليها ثورة السكين. وقال نتانياهو خلال الاجتماع المغلق لحزب الليكود الأسبوع الماضي في تسجيل مسرّب بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي، أتوقع الدعم من كل فرد منكم.. وليس هذه الألاعيب.. كونوا قادة. والقادة يفعلون الصواب ولا يلعبون الألاعيب. كان نتانياهو يشير بذلك إلى تعليقات علنية وزيارات قام بها العديد من وزراء الليكود لخيمة احتجاج نصبها مستوطنون يطالبون بتشديد الإجراءات الأمنية أمام مقر الإقامة الرسمي لنتانياهو في القدس المحتلة، بعد هجوم فلسطيني أسفر عن سقوط ضحايا. لم تكن تلك سوى إشارة واحدة لمتاعب سياسية محتملة تنتظر الزعيم الذي يحكم لولاية رابعة محاولاً التصدي لموجة من هجمات شبه يومية ينفذها فلسطينيون بسكاكين وأسلحة نارية وقتلت ثمانية إسرائيليين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وفي المقابل قتلت قوات الاحتلال أكثر من 41 فلسطينياً بينهم مهاجمون ومتظاهرون في احتجاجات مناهضة للاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويوم الأحد قتل مهاجر إريتري بطريق الخطأ ظنا أنه مهاجم، ما يدل على حالة الرعب والاضطراب التي تتملك الإسرائيليين. تصميم يزيد عدد القتلى من المدنيين الإسرائيليين في الهبّة الشعبية الحالية عن من قتلوا منهم بسبب الصواريخ في تلك الحرب حين أظهر نتانياهو تصميمه على حماية الإسرائيليين بإصدار أوامر بشن الهجوم الذي خلف من الفلسطينيين 2100 شهيد أغلبهم مدنيون وقتل فيه 67 جندياً إسرائيلياً. وإذا كان نتانياهو نجح العام الماضي في إظهار قدرة جيشه على التصدي للصواريخ القادمة بواسطة نظام صاروخي عالي التقنية (القبّة الحديدية) فإنه اليوم يقف عاجزاً أمام هجمات السكاكين والأسلحة النارية ويقول إنه لا حل سريعاً لها. ونشرت مجموعة إسرائيلية يمينية تطالب بحملة قمعية لإيقاف موجة العنف مقاطع فيديو على الإنترنت حظيت بنسب مشاهدة عالية وتظهر هجمات لفلسطينيين. وبين المقاطع لقطة قديمة لنتانياهو يقول لبرنامج تلفزيوني إسرائيلي كيف أريد أن يذكروا ولايتي (في الحكم)؟، وأضاف قوله إنه يريد أن يُذكر بوصفه حامي أمن إسرائيل. صورة متضررة وفي العام الماضي تضررت صورة نتانياهو في الداخل لعجزه عن إقناع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين برفض اتفاق نووي مع إيران. والأسبوع الماضي أثارت واشنطن غضب إسرائيل حين أشار ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية إلى قوة مفرطة يجرى استخدامها لإحباط الهجمات الفلسطينية. وبدا كأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يهاجم نتانياهو الذي جهر بانتقاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس واتهمه بالتحريض على العنف بقوله يوم الجمعة الماضي إن على الزعيمين- نتانياهو وعباس- التخفيف من حدة الخطاب التي أدت لزيادة العنف. ومع أن الأغلبية بفارق مقعد واحد التي يتمتع بها ائتلاف نتانياهو الحاكم في الكنيست، تبدو كافية لإنقاذه حتى الآن فإن تصدّعا بدأ يظهر فيه بالفعل رغم أنه ليس من المعتاد من الأحزاب الإسرائيلية الانسحاب في حالات الطوارئ الأمنية. وقال أمنون أبراموفيتش -وهو محلل سياسي يعمل لدى القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي- من الآن لن يكون في صالح أحد في الائتلاف الخروج من الحكومة. وأضاف لكن هذا قابل للتغيير بكل تأكيد. استقرار الحكومة وداخل الحكومة خرج وزير التعليم نفتالي بينيت علناً لينتقد عزم نتانياهو للقاء عباس من أجل تهدئة التوتر. ووصف نفتالي عباس بأنه إرهابي يجب عدم الحديث معه. وقال عميت سيغال المراسل السياسي للقناة الثانية لرويترز على المدى القصير لا يوجد خطر وشيك على استقرار حكومة نتانياهو لأنه في فترات التوتر يدعم السياسيون الحكومة عادة. لكن على المدى البعيد فإن وضع نتانياهو ‭‭‭ بوصفه حامي الحمى قد يتأثر. وأضاف سيغال يقول الناس: إذا كانت هجمات إرهابية تقع كل يوم وكل ساعة وإذا كان لا يستطيع التعامل مع الوضع في مواجهة إرهابي عمره 16 عاماً في القدس أو عمره 18 عاماً في بئر السبع.. فما الذي يدفعنا لانتخابه مرة أخرى؟ هذا هو الخطر الرئيسي الذي يتهدد وضع نتانياهو. استطلاع أظهر استطلاع عرضته القناة الثانية السبت أن 71 بالمئة من اليهود في إسرائيل غير راضين عن أسلوب تعامل رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو مع الوضع الأمني. وفي ذلك الاستطلاع رأى 17 بالمئة فقط أن نتانياهو هو أفضل شخص لحل الأزمة ليحتل المركز الثاني في هذه الخانة وراء وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان ذي المواقف المتشددة الذي حصل على 29 بالمئة. ودعا ليبرمان لإجراءات أشد كتطبيق عقوبة الإعدام على الفلسطينيين الذين يقتلون إسرائيليين.

مشاركة :