احتدمت المعارك مساء الاثنين وصباح أمس الثلاثاء بين المقاومة ومليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في أكثر من جبهة في مدينة تعز، في حين كثفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية قصفها على مواقع المتمردين في العاصمة صنعاء وتعز. وشهدت كل من الجبهة الشرقية وهي ثعبات والجحملية وجوار منزل صالح، وامتدت إلى منطقة الدحي والبعرارة والزنقل والزنوج غربي المدينة وإلى الاربعين شمالي المدينة. وتزامنت معارك تعز مع قصف عنيف شنه الحوثيون ومليشيات صالح على مناطق عدة في المحافظة، حيث سقطت بعض القذائف على أحياء سكنية وخاصة الضبوعة السفلى، وأدت إلى إلحاق اضرار ببعض المباني وكذا الى اشتعال النيران في محل بيع اثاث. وفي غضون ذلك قتل 3 وجرح 2 من مليشيا الحوثي وصالح، كما تم إعطاب عربة في عملية للمقاومة الشعبية استهدفت موقعاً تابعاً لمليشيا الحوثي جوار سوق عصيفرة شمالي مدينة تعز. وشن طيران التحالف امس غارات استهدفت قسم شرطة الحوبان في الجند وكذا معسكر قوات الامن الخاصة بالإضافة الى قصف تجمعات واهداف للحوثيين وقوات صالح في مدينة المخا الساحلية بمحافظة تعز. ويأتي في وقت قتل الاثنين 9 مسلحين حوثيين، من بينهم قائد كبير، وجرح 15 شخصا من المليشيات في مواجهات مع المقاومة، وقصف لطيران التحالف على مناطق متفرقة في تعز. ودمرت طائرات التحالف مخزن أسلحة في قرية مجاورة لمعسكر اللواء 35، في تعز، كما قصفت الطائرات مواقع في مدينة المخا الساحلية بالمحافظة، من بينها مبنى الاستخبارات. الى ذلك كشف تقرير حقوقي عن حجم الانتهاكات والجرائم التي طالت النساء في مدينة تعز، وتنوعت بين القتل والترويع والحصار والترميل وقطع سبل الحصول على الرعاية الاجتماعية والصحية. وذكر تقرير لشبكة الراصدين المحليين وشباب وشابات نشر امس الثلاثاء في تعز خلال مؤتمر صحافي ان 106 من النساء قتلن واصيب 587 اخريات من جراء القصف والقنص لمليشيات الحوثي وصالح. وقالت اشراق المقطري رئيسة فريق شبكة الراصدين والناشطة الحقوقية ان هذه الارقام بالجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي وصالح والتي طالت قذائفها النساء وهن في غرف نومهن ليست قطعية وانما تخص الحالات التي وصلت الى مستشفيات مدينة تعز. واشارت الى ان كثير من النساء يدفن في القرى المجاورة لتعز بسبب ان القذائف تتساقط بكثرة اثناء الليل ولذا لا تصل كثيرات من الضحايا الى المستشفيات. واكد التقرير ان القصف اليومي والاستهداف المباشر للطواقم الطبية تسبب في حرمان 3300 امرأة من الحصول على الولادة الامنية والتحصين والتلقيح، مشيرا الى معاناة النساء المصابات بمرض السرطان وعددهن يصل الى 1815 امرأة ويشكلن 56% من اجمالي المصابين بالسرطان بعد ان تحول مركز الاورام السرطانية الى ثكنة عسكرية. ورصد التقرير 64 حالة اجهاض بسبب الرعب الذي يحدثه القصف اليومي. وجاء في التقرير ان 145 مريضة بالفشل الكلوي معرضات للخطر بعد ان توفت 73 امرأة بسبب خفض جلسات الغسيل الكلوي من اربع ساعات الى ساعتين ونقص مادة الديزل وبسبب عدم قدرتهن على الوصول الى المستشفى نتيجة الحصار والقصف من قبل مليشيات الحوثي وصالح. وكشف التقرير ان عدد المصابات بمرض حمى الضنك في مدينة تعز وصل الى 1617 حالة، واشار التقرير الى ان 1700 امرأة فقدت المعيل لها فيما تعرضت اسر قرابة 4000 امرأة للانتهاك بسبب اصابة ازواجهن وابنائهن الراشدين الى اصابات اقعدتهم عن العمل. واكد التقرير وجود 62 مركز استقبال للنازحين توجد فيها قرابة 929 اسرة فيما يتوزع قرابة 50 الف اسرة نازحة في منازل مكتظة لدى اقارب وتشكل النساء 50% من عدد افراد السارة. ويسود الوسط النسائي والحقوقي في تعز حالة من الاحباط ازاء الصمت الدولي عن الجرائم التي تطال المدنيين وخاصة النساء في تعز، والتي استهدفت الحق في الحياة والسلامة الجسدية التي تستوجب سرعة توفير المساعدة والحماية للنساء المتأثرات بالحرب بحسب التقرير. من جانب اخر، ذكرت مصادر محلية أن رجال المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني تقدموا إلى محيط معسكر اللبنات كبرى المعسكرات التدريبة الذي يسيطر عليه الحوثيون وقوات صالح، شرقي مدينة الحزم بمحافظة الجوف. وقالت المصادر إن قوات حكومية أخرى طوقت معسكر الخنجر في مديرية الخب والشغف بالقرب من الحدود اليمنية السعودية.
مشاركة :