أبرزت الأشهر الـ12 الماضية طرقا أعاد بها مجرمو الإنترنت تركيز جهودهم على اختراق أنظمة الأفراد والشركات للوصول إلى البيانات والمعلومات المهمة، وعلى الرغم من أن البرمجيات الخبيثة ظلت دائما مصدر تهديد وقلق، نظرا إلى النمو الهائل في التحول الرقمي منذ العام الماضي، وبالنظر إلى الزيادة في العمل عن بعد الناجمة عن الجائحة العالمية، فقد باتت دول الشرق الأوسط هدفا جذابا لأولئك الذين يتطلعون إلى استغلال ضعف معرفة الأفراد بالأمن الرقمي، فقد كشفت Kaspersky عن انتشار البرمجيات الخبيثة في منطقة الشرق الأوسط، التي شهدت وقوع 161 مليون هجوم بهذه البرمجيات بنمو قدره 17 في المائة مقارنة بالعام الماضي، البالغ 138 مليون. وينبغي للشركات مواجهة التوسع السريع في مساحة السطح المعرض للهجوم، جراء وجود كثير من الموظفين الذين يعملون عن بعد، وزيادة إمكانية الوصول إلى الشبكات المؤسسية عبر أجهزتهم الشخصية، التي قد لا تتمتع بمستوى كاف من الحماية، ما يعني احتمالية أن يتمكن المتسللون من الوصول إلى البيانات الحساسة وإعاقة عمل الشركة بمجرد أن يتعرض أحد الأجهزة للاختراق، ويصل الموظف إلى الشبكة عبرها. وتستطيع البرمجيات الخبيثة أن تصل إلى الجهاز بعدة طرق، كالضغط على رابط أو إعلان ملغوم، أو فتح ملف خبيث مرفق وارد في رسالة بريد إلكتروني غير مرغوب فيها، أو تنزيل تطبيق مخترق وهذا الأمر لا يقف عند الضرر المتعلق بالمعلومات، بل يمكن أن يمتد أيضا ليصل إلى خسائر مادية، حيث إن واحدا من كل عشرة من حوادث الأمن الرقمي، كان من الممكن أن يتسبب في حدوث خسائر كبيرة أو تمكين المهاجمين من الوصول إلى الأصول القيمة للشركات، وكان بإمكان الحوادث الرقمية، إذا وقعت أن تلحق الضرر بأداء الأصول أو تؤدي إلى إساءة استخدام البيانات. وبينما تزداد الهجمات الرقمية تعقيدا، تستخدم أساليب مراوغة لتجنب الكشف عنها من قبل الحلول الأمنية، ويتطلب اكتشاف مثل هذه التهديدات والحماية منها "صائدي تهديدات" محترفين يمكنهم اكتشاف حدوث إجراءات مشبوهة قبل أن تتسبب في إلحاق الضرر بالشركات، وكشفت Kaspersky أن معظم القطاعات، شهدت حوادث شديدة الخطورة خلال الفترة التي خضعت للتحليل، وفي الأغلب ما تأثرت مؤسسات من القطاع العام بالحوادث الخطرة، حيث إن 41 في المائة من جميع الحوادث شديدة الخطورة وقعت في هذا القطاع، فيما شكلت حوادث قطاع تقنية المعلومات 15 في المائة و13 في المائة للقطاع المالي. ومثلت هجمات موجهة بدوافع بشرية ما يقرب من ثلث هذه الحوادث الخطرة التي بلغت نسبتها 30 في المائة، فيما صنف 23 في المائة كحوادث شديدة الخطورة لتفشي برمجيات خبيثة عالية التخريب، بينها برمجيات لطلب الفدية، وفي 9 في المائة من الحالات، تمكن مجرمو الإنترنت من الوصول إلى البنية التقنية للشركة باستخدام أساليب الهندسة الاجتماعية.
مشاركة :