الدوحة ـ الراية: أجرت البعثة الطبية للهلال الأحمر القطري 13 عملية قسطرة لمرضى القلب من الأطفال المُحتاجين من أبناء الأسر الفلسطينية والسورية اللاجئة في الأردن، الذين تراوحت أعمارهم ما بين سنة إلى 16 سنة؛ وذلك خلال الثلاثة الأيام الأولى لعمل البعثة في مستشفى الجامعة الأردنية. وقال أحمد الخليفي رئيس وفد الهلال الأحمر القطري إن عملية قسطرة القلب تتكلف ما بين 3 و5 آلاف دولار، وهو مبلغ لا يتوافر لدى الأغلبية العظمى من الأسر السورية النازحة إلى الأردن، وغيرها من الأسر التي لا يمكنها تحمل تكاليف العلاج، ولذلك سعى الهلال لتبني هذا المشروع ضمن مشاريعه الإستراتيجيّة السنويّة، فهذه هي المرة العاشرة التي ينفذ فيها هذا المشروع، حيث تنقلت بعثة الهلال الطبية خلالها من بلد إلى آخر مساهمة وتطوعًا منها لرفع المعاناة عن مرضى القلب من الأطفال. مشيرًا إلى أن تمويل هذا المشروع يأتي بصورة رئيسية من حصيلة تبرعات أصحاب الأيادي المعطاءة والقلوب الرحيمة الذين يتعاطفون مع الأطفال ممن تعاني قلوبهم الضرر ويحتاجون الدعم ليعيشوا حياة طبيعية كغيرهم من الأطفال. مضيفًا:" إن تكلفة المشروع هذا العام بلغت حوالي 640,000 ريال قطري تستهدف تنفيذ ما بين 25 - 30 عملية قسطرة، كما تشمل التكلفة شراء المستلزمات والقساطر والأزرار والدعامات، سواء التي أحضرتها البعثة معها من الدوحة أو التي تمّ شراؤها من المستشفى نفسه بسعر مخفض، وقد تم تدبير هذه المبالغ من حصيلة تبرعات ذوي الأيادي البيضاء من الأفراد والمؤسسات في المجتمع القطري خلال شهر رمضان المبارك 1436هـ. وأشار إلى أن بعثة الهلال الأحمر القطري حرصت على إدخال المزيد من الفرحة على قلوب الأطفال، فقامت بشراء وتجهيز بعض الهدايا المناسبة لأعمار الأطفال المستفيدين من المشروع، في محاولة لرفع روحهم المعنوية ورسم البسمة على وجوههم، كما حرصوا على توفير حافلات لنقل المرضى وذويهم إلى أماكن إقامتهم بعد الخروج من المستشفى، مراعاة لظروفهم القاسية التي لا تمكن معظمهم حتى من تدبير تكلفة المواصلات من وإلى المستشفى. ومن جانبه، أكّد الدكتور عبد العزيز زيادات مدير عام مستشفى الجامعة الأردنية أن فريق العمل يبذل كل ما في وسعه لدعم مهمة فريق الهلال الأحمر القطري، وقال إننا على أتمّ الاستعداد للتعاون في مزيد من هذه المشاريع في المستقبل. قسطرة قلب ناجحة للطفل شاهين من بين الحالات التي أجرى لها الفريق الطبي عملية قسطرة القلب حالة الطفل شاهين البالغ من العمر عامًا واحدًا، وهو طفل لأسرة سورية من درعا جاءت إلى مخيم الزعتري قبل عامين. تقول الأم" إن الأطباء في المستشفى الإماراتي اكتشفوا وجود خلل في أحد شرايين القلب لدى ابنها وهو في عمر 4 أشهر، وأكّدوا حاجته إلى إجراء عملية قسطرة.. ومن حينها والأم عاجزة لا تدري ماذا تفعل وكيف تدبر تكاليف العملية لإنقاذ حياة ابنها الرضيع، إلى أن أخبرها البعض أن فريقًا طبيًا قطريًا سيزور الأردن قريبًا لإجراء هذه العمليات لعدد من الأطفال.. فلم تتوانَ فبادرت بالاتصال بمسؤولي بعثة الهلال الأحمر القطري في الأردن، الذين سجلوا اسم الطفل ووعدوها بالمساعدة. وبالفعل قبل أيام فوجئت بأحد مسؤولي البعثة يتصل بها ويخبرها بقدوم الفريق الطبّي الذي سيقوم بإجراء العملية لابنها، وطلبوا منها إحضار الطفل إلى مستشفى الجامعة الأردنيّة لإجراء الفحوصات اللازمة له، وتبين ملاءمته من ناحية الوزن والقياسات الفسيولوجية لإجراء عملية قسطرة القلب، وبالفعل تمّ إجراؤها له بنجاح"، ووسط فرحة غامرة من الأم السورية الصابرة التي لم يتوقف لسانها عن الحمد والشكر لله عز وجل على شفاء ابنها الصغير ظلت تردد الدعوات للهلال الأحمر القطري وأهل الخير من أبناء المجتمع القطري بالتوفيق والسداد. عبد الله.. قصة مع المرض تتجاوز الحدود في الوقت الذي انهمرت فيه دموع الأب فرحًا وشكرًا.. كانت هناك عيون أخرى تذرف الدمع تأثرًا وحمدًا. بدأت أحداث هذه القصة قبل 5 سنوات، ففي العام 2010 كان الطفل عبد الله مطر يبلغ من العمر عامًا واحدًا، ويحتوي جسده النحيل قلبًا مريضًا.. وبدأت رحلة الأب للبحث عن الأمل.. فكان لقاؤه بالدكتور محمود الصوفي استشاري قلب الأطفال (أحد الأطباء المتطوعين بالهلال منذ 10 سنوات الذي كان يقطن حمص)، والذي أوصى بعد الفحوصات بضرورة إجراء عملية قسطرة القلب له، وسعيا معًا بحثًا عن من يتكفل بعلاج عبدالله، خاصة أن إمكانات الأب المالية المتواضعة لم تكن تتيح له تحمل تكاليف العملية، ما أجبر الأب على تأجيل العملية وقلبه يعتصر ألمًا، ومع اندلاع الأحداث في سوريا حالت الظروف دون إجراء أي تحسين على حالة الطفل الرضيع، ونتيجة الأحداث اضطر الأب وأسرته وعبدالله إلى اللجوء هربًا من موجة الأحداث إلى الأردن، حيث يعيشون حاليًا في مخيم الزعتري، وهي ذات الظروف التي اضطرت الدكتور صوفي إلى مغادرة البلاد.. بعد 5 سنوات شاء الله سبحانه وتعالى أن يبدأ الهلال الأحمر القطري استعداده لتنفيذ مشروع عمليات القلب للأطفال بالأردن وشاءت الأقدار أن يكون الدكتور صوفي أحد أفراد البعثة الطبية، كما قدر الله أن يكون ضمن قائمة الأطفال الذين سيتم إجراء عمليات القسطرة المجانية لهم الطفل عبد الله، ليلتقي الوالد بالطبيب مجددًا، ويذكره بما كان بينهما من لقاء قبل 5 سنوات، ويقدّم له التقارير الطبية التي كان قد وقع عليها حينها بخطّ يده. وبفضل الله عز وجل أتمّ استشاري الأطفال المهمة التي لم تسمح الظروف بإتمامها قبل ذلك، وجلس الوالد سعيدًا بجوار ابنه يبتهل إلى المولى عز وجل أن يجازي خيرًا كل من ساهم في هذا العمل الإنساني الجليل الذي يخفف وطأة المرض عن قلوب ضعيفة أعياها الفقر والنزوح، داعيًا باليُمن والبركة للهلال الأحمر القطري والشعب القطري المعطاء وللكادر الطبي، ومنهم د. صوفي الذي أصرّ على الاحتفاظ بنسخة التقارير الطبية القديمة على سبيل الذكرى العطرة.
مشاركة :