التنمية منخفضة الكربون بوابة الصين لتوسيع استثماراتها في الشرق الأوسط بكين – تسعى الشركات الصينية ضمن استراتيجية التنمية منخفضة الكربون التي تتبعها بكين لتوسيع استثماراتها في الشرق الأوسط من بوابة الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة. وبينما تعهدت الصين بتحقيق ذروة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030 وحياد الكربون قبل عام 2060، تسعى الدول العربية أيضا بنشاط لتحويل مزيج الطاقة لتجنب الاعتماد المفرط على الوقود الأحفوري. وفيأحدث مساع للصين في هذا المضمار كشفت وكالة بلومبرغ الاثنين أن بكين تقوم بأكبر دفعة حتى الآن في مجال الطاقة البديلة في المنطقة العربية، حيث تقترب مجموعة تقودها شركة الكهرباء الحكومية “تشاينا ثري غورغس كورب” من الاستحواذ على شركة الكازار إينيرجي بارتنرز ومقرها دبي والمختصة في حلول تطوير الطاقتين الشمسية والرياح. وبينما لم يتم الكشف عن التفاصيل المالية، ترجح مصادر مطلعة وخبراء أن تبلغ قيمة الصفقة حوالي مليار دولار بما في ذلك الديون. 175 مليار دولار حجم الاستثمارات التي يمكن للمنطقة جذبها في الطاقة البديلة بحلول 2030 ونسبت بلومبرغ إلى دانيال كالديرون الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الكازار قوله إن “هناك حقًا إمكانات نمو عالية في هذا المجال. لقد نظرت الكازار وداعموها في عدد كبير من المزايدين واختارت مستثمرًا رائدًا لديه استراتيجية لتنمية المحفظة في المنطقة”. ويرى محللون أن هذه الصفقة يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة للصين لزيادة استثمارات الطاقة النظيفة في منطقة الشرق الأوسط. وضخت الشركات الصينية أموالها في النفط والغاز مثل العراق والإمارات لسنوات طويلة، لكنها لم تهتم إلا مؤخرا بالطاقة المتجددة في المنطقة. وتحاول حكومات الشرق الأوسط، بما في ذلك كبار منتجي النفط في الخليج العربي، خفض استخدام الوقود الأحفوري في شبكات الكهرباء الخاصة بها. ويقول التحالف الذي يقود صفقة الكازار والذي يضم تشاينا ثري غورغس كورب وشركة كاسيل الصينية، التي يساهم فيها كل من مؤسسة التمويل الدولية وصندوق الثروة الصيني، إن الشرق الأوسط يمكن أن يجتذب نحو 175 مليار دولار من استثمارات الطاقة النظيفة على مدى العقد المقبل. وتأسست الكازار في عام 2014، ولديها مشاريع في مصر والأردن بقدرة توليد إجمالية تبلغ حوالي 410 ميغاواط. ويشمل مستثمروها شركة بلوستون مانجمنت ليمتد وصندوق تابع لمؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي. ويؤكد كالديرون الذي كان مديرا تنفيذيا في شركة جنرال إلكتريك الأميركية أن مشاريع الكازار في مصر والأردن ساعدت في تزويد 275 ألف منزل بالطاقة وتوفير أكثر من 15.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. ومن الواضح أن الصين مستعدة لمساعدة الحكومات العربية على تسريع التحول نحو الطاقة منخفضة الكربون مع الحرص على تطوير واستخدام موارد طاقة الرياح والطاقة الشمسية على أساس الظروف المحلية. ويقول تشانغ جيان هوا، رئيس الهيئة الوطنية للطاقة في الصين، إن شركات الطاقة المحلية شاركت بنشاط في بناء البنية التحتية للطاقة في الدول العربية حيث شاركت مؤسسة الشبكة الكهربائية الوطنية الصينية في مشروع تجديد شبكة الكهرباء الرئيسية في مصر. كما أن شركة شانغهاي إلكتريك شاركت في بناء محطة توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الكهروضوئية والطاقة الحرارية في دبي. وقالت وكالة الطاقة الدولية في مايو الماضي إن إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة نما في العام الماضي بوتيرة لم يشهدها منذ عقدين من الزمن بفضل أنشطة الصين في المجال وطاقة الرياح وهي وتيرة يُتوقع أن تصبح طبيعية في السنوات المقبلة. وسجلت الوكالة في تقريرها آنذاك زيادة بما يقرب من 280 غيغاواط من الطاقة الإنتاجية للطاقة المتجددة في 2020، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 45 في المئة عن الإضافات الجديدة المسجلة في 2019. ويعادل هذا القدرات الإجمالية لدول جنوب شرق آسيا العشر الأعضاء في نادي آسيان. وهذه أكبر زيادة سنوية تُسجل منذ 1999 وهي تُعزى إلى زيادة قدرها 114 غيغاواط في قدرة طاقة الرياح تقارب ضعف ما كانت عليه في عام 2019 أي بواقع 90 في المئة مما أنتجته الصين. وتعد الصين بمفردها مسؤولة عن نصف النمو في الطاقة البديلة في جميع أنحاء العالم العام الماضي بعد الاندفاع لاستكمال المشاريع قبل انتهاء الدعم العام المخصص لها.
مشاركة :