بدأ التباين في وجهات النظر بالظهور وبين روسيا وإيران حول مستقبل الساحة اللبنانية، وأشار مراقبون إلى أن المرحلة المقبلة ربما تشهد صراع حلفاء النظام السوري، انطلاقا من لبنان، مشيرين إلى أن ملف رئاسة الجمهورية يأتي كنقطة خلاف كبيرة بين الطرفين، حيث ترغب موسكو في تسهيل انتخاب الرئيس، بعد أكثر من عام على الشغور الرئاسي، بينما لم يصدر عن الجانب الإيراني أي إشارة في هذا الاتجاه، إذ تشير كل مواقف ساسة طهران الذين يتوافدون على لبنان بشكل دائم للتنسيق مع حزب الله إلى أن الانتهاء من هذا الاستحقاق ليس ضمن أولويات طهران. وأضافوا أن الموقف الإيراني المتشدد يأتي في ظل تحذيرات أطلقها ساسة لبنانيون عن صعوبة استمرار الوضع على هذه الحال، مشيرين إلى أن القيادة الروسية تفهمت ذلك، وأنها قد تضغط في المرحلة المقبلة على حليفها الإيراني ومنفذ أجندته في الشرق الأوسط حزب الله. من جانبه، شن عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب سيرج داغر هجوما عنيفا على حزب الله، وقال في تصريحات إلى "الوطن" على الحكومة إيقاف المافيا المتحكمة بمصير الناس، الذين تعبوا من سياسة التعطيل التي يمارسها فريق الثامن من آذار، وحزب الله، عند كل استحقاق، بعد أن عطلوا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ويحاولون اليوم تعطيل الحكومة لتحقيق أهدافهم السياسية". في سياق منفصل، حذر رئيس البرلمان، نبيه بري من رفع اسم لبنان من قائمة المساعدات الدولية، وحث نواب المجلس على حضور جلسة تشريعية لإقرار القوانين اللازمة وتفادي هذا الأمر. ودعا بري في تصريحات صحفية النواب إلى حضور جلسة المجلس لمناقشة الأمر. وكان مسؤولون في البنك الدولي أبلغوا وزير المال، علي حسن خليل، بضرورة إبرام القروض المقررة من البنك الدولي قبل نهاية العام وهو موعد انتهاء التمديد الأخير الذي وافق عليه البنك". وأشار المصدر إلى أن "البنك الدولي أبلغ خليل أنه من الصعب إقرار قروض جديدة ومشاريع للسنوات المقبلة، قبل موافقة لبنان على القروض المعرضة للإلغاء قبل نهاية العام". وتابع بري تصريحاته بالقول "لن أسمح أن يصل البلد إلى مثل هذه الحالة، ولست غيورا أكثر من أي واحد منكم، ولكن يجب أن تتفهموني".
مشاركة :